قوانغتشو 29 نوفمبر 2024 (شينخوا) أطلقت مدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ في جنوبي الصين بعوضا مُعقّما في مسعى جديد يأتي ضمن استراتيجيتها الدفاعية لمكافحة حمى الضنك، وحققت إنجازات بارزة من شأنها أن تُوفّر حلا للمناطق العالمية الأخرى التي تعاني منها.
وتشهد مدينة قوانغتشو التي تقع في منطقة شبه استوائية فترات طويلة من الظروف الجوية التي تتميز بالطقس الحار والرطب، ما يخلق بيئة مثالية لانتقال حمى الضنك. ودخلت المدينة في 18 نوفمبر الماضي موسم الخريف، مختتمة صيفا طويلا امتد لـ240 يوما.
وخلال الفترة ما بين شهري أبريل ونوفمبر من كل عام، يتم إطلاق ملايين البعوض "المُعدّل" في قرية شياشي لمكافحة هذا الوباء المعدي الخطير، وهو نوع من ذكور البعوض الزاعج المنقط باللون الأبيض المُصاب ببكتيريا الولبخية، ما يجعلها عقيمة.
وفي هذا السياق، أوصى تشيان وي أحد الباحثين من أول فريق صيني تبنى وسيلة استخدام مثل هذا البعوض للسيطرة على تعداده، مشيرا إلى أن حمى الضنك تنتقل بشكل رئيسي من خلال قرص البعوض.
وأضاف تشيان أن طرق التعقيم التقليدية تستهدف البعوض البالغ واليرقات والشرانق، إلا أن البيض يُمكن أن يبقى كامنا في مواقع التكاثر لفترات طويلة، ما يُصعّب بالتالي من مهمة القضاء عليها.
ويقوم فريق تشيان بإنتاج ذكور البعوض الزاعج المنقط بالأبيض المصاب بالولبخية التي تجعلها عقيمة، يقوم بإنتاجه بكميات كبيرة ومن ثم فحصه في مصنع للبعوض في قوانغتشو، حيث تعمل الذكور بمجرد إطلاقها على التزاوج مع البعوض البري الأنثى، ما يؤدي إلى فشل تخصيب البيض وضمان عدم الفقس.
وقال تشيان إن عدم قيام ذكور البعوض بالعضّ أو مصّ الدم، يُمكّن من إطلاقها لفترة طويلة، ما يُقلل من أعداد البعوض الزاعج المنقط بالأبيض، ومنع انتشار حمى الضنك.
وكانت قرية شياشي أول موقع تجريبي لهذه الطريقة البيولوجية لمكافحة الضنك.
وبدوره، قال تشو جيه يونغ مدير لجنة إدارة القرية إن موقع القرية القريب من التلال والأنهار يخلق ظروفا مواتية لتكاثر البعوض، ما أسفر عن تسجيل عشرات حالات حمى الضنك فيها سنويا، لافتا إلى أن القرية دعت في عام 2018 فريق تشيان لإجراء التجربة بهدف القضاء على حمى الضنك.
واستذكر تشيان قائلا: "لقد كنا نطلق البعوض مرة أو اثنتين أسبوعيا في القرية، حوالي مليون ذكر في المرة الواحدة" لافتا إلى استخدام طائرات بدون طيار لإتمام ذلك، فضلا عن نشر مصائد البعوض وبيوضه ضمن جهودهم المبذولة لفهم هيكل أعداده بشكل أفضل ومراقبة كثافته.
كما رصد الفريق القرى المحيطة كمناطق مراقبة لمقارنة وتحليل آثار إطلاق البعوض المُعقّم، حيث أظهرت نتائج الرصد والتحليل المستمرين للبيانات انخفاضا كبيرا في تعداد هذا البعوض، لتبلغ معدلات السيطرة ذروتها عند 98 بالمائة.
ولفت تشو إلى أن القرية لم تعد بحاجة منذ بدء هذه التجارب إلى توظيف محترفين لرش المبيدات الحشرية، ما وفّر بالتالي مساحة عيش أكثر أمانا وصحة وصداقة للبيئة للسكان المحليين، فيما لم تبلغ القرية خلال السنوات السبع الماضية عن أي حالة إصابة بحمى الضنك.
وتركز قرية شياشي حاليا على المراقبة المنتظمة، حيث خفّضت حجم الإطلاق الأسبوعي من البعوض الذكور المُعقّم من أكثر من مليون إلى حوالي 300 ألف.
وقال تشيان: "نعتقد أن التدخل والوقاية المسبقين وفقا لأنماط نمو البعوض يمكن أن يقطع سلسلة انتقال حمى الضنك ويحقق تأثيرا مثاليا للمكافحة في القرية".