شنتشن 30 نوفمبر 2024 (شينخوا) في وقت تسعى فيه بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط لاستكشاف سبل جديدة للنقل وسط جهودها للتنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، تسرع الشركات الصينية خطواتها لتطوير منتجاتها وتوسيع نطاق أعمالها في الخارج لتلبية احتياجات السوق المتنامية.
وقال جيانغ يوي تاو، نائب رئيس شركة "إيهانغ" الرائدة في مجال المركبات الجوية الكهربائية للإقلاع والهبوط العموديين، لمراسل وكالة أنباء "شينخوا": "نعتبر منطقة الشرق الأوسط سوقا هاما في إستراتيجيتنا إذ أن لديها آفاق واعدة لتنمية صناعات المستقبل".
وأضاف أن شركته شاركت في برنامج لتطوير نظام النقل العام الموجه نحو المستقبل في أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال شهر نوفمبر الجاري، حققت "إيهانغ" إنجازا مهما، حيث أكملت أول رحلة لطائرة الخدمات اللوجستية دون طيار من طراز "إي إتش 216- إل" عبر البحر في أبوظبي، وهي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
وفي ديسمبر عام 2023، انضمت الشركة إلى مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة في أبوظبي، كما أبرمت شراكة استراتيجية مع شركة "وينجز للخدمات اللوجستية"، لتوسيع أعمالها في سوق دولة الإمارات.
وفي شهر أبريل الماضي، توصلت شركة "إيهانغ" وشركة "مالتي ليفل جروب" الرائدة في مجال التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا ومكتب أبوظبي للاستثمار إلى تعاون إستراتيجي لدفع تنمية صناعة المركبات الجوية الكهربائية للإقلاع والهبوط العموديين في الإمارات وخارجها. وخلال شهر مايو الماضي، أكملت الطائرة دون طيار لنقل الركاب من طراز "إي إتش 216- إس" أول رحلة مأهولة في أبوظبي، وهي أيضا الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
وتعمل شركة "إيهانغ" حاليا مع شركائها المحليين وهيئات حكومية ذات صلة في دولة الإمارات على دفع الأعمال المتعلقة بالاعتراف المتبادل بشهادات صلاحية الطيران وتصميم وبناء مواقع الإقلاع والهبوط للمركبات الجوية الكهربائية للإقلاع والهبوط العموديين، استعدادا لافتتاح خطوط جوية تجارية للتنقل الجوي في المناطق الحضرية.
وحتى الآن، أكملت الطائرات دون طيار لشركة "إيهانغ" رحلات جوية آمنة بلغ عددها 50 ألف رحلة في 17 دولة في قارات آسيا وأوروبا وأمريكا.
ومن جانبها، تعمل شركة "إكس بنغ إيرو إتش تي"، وهي شركة صينية للسيارات الكهربائية الطائرة تابعة لشركة "إكس بنغ" للسيارات الكهربائية، على توسيع وجودها في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها أحد الأسواق الرئيسية لها.
واجتذبت "حاملة الطائرات البرية"، وهي السيارة الطائرة التي طورتها شركة "إكس بنغ إيرو إتش تي"، اهتماما كبيرا من الجانب الإماراتي خلال معرض جيتكس جلوبال 2024 الذي أقيم في دبي خلال شهر أكتوبر الماضي.
وأعرب الجانب الإماراتي في عدة مناسبات عن ترحيبه بدخول "إكس بنغ إيرو إتش تي" إلى الإمارات للاستفادة من السيناريوهات العديدة للسيارات الطائرة، والتعاون مع الشركة في مجالات مثل وضع المعايير القانونية لهذه المركبات وتوطين البحث والتطوير في الإمارات بهدف دفع استخدام السيارات الطائرة في البلاد في أسرع وقت ممكن.
ومن جانبه، قال مؤسس الشركة تشاو ده لي إن دولة الإمارات دولة منفتحة ومبتكرة، وإن سوق الشرق الأوسط يتمتع بتنافسية قوية، مشيرا إلى أن الشركة تخطط لإجراء أول رحلة لـ"حاملة الطائرات البرية" في منطقة الشرق الأوسط خلال العام المقبل في إطار سعيها لدخول السوق في أسرع وقت ممكن.
جدير بالذكر أن "حاملة الطائرات البرية" أكملت أول رحلة عامة لها يوم 12 نوفمبر الجاري خلال معرض الصين الدولي الـ15 للطيران والفضاء. وبعد أيام من ذلك، أكملت أول رحلة عامة مأهولة لها يوم 15 نوفمبر الجاري خلال معرض قوانغتشو للسيارات نفذها مؤسس الشركة بنفسه.
وذكرت الشركة أنها وقعت اتفاقيات لـ"حاملة الطائرات البرية" مع 12 عميلا محليا خلال معرض الصين الدولي الـ15 للطيران والفضاء. وبموجب هذه الاتفاقيات، حصلت الشركة على طلبيات جديدة بلغت 2008 سيارات طائرة.
وقالت الشركة إن قاعدة الصناعة الذكية للسيارات الطائرة للشركة تحت الإنشاء حاليا، وستستخدم في إنتاج المركبات الجوية لـ"حاملة الطائرات البرية"، حيث تبلغ قدرتها الإنتاجية المخططة 10 آلاف وحدة سنويا. ومن المتوقع الانتهاء من بناء القاعدة خلال الربع الثالث من عام 2025 وإنتاج السيارات الطائرة على نطاق واسع وتسليمها بحلول عام 2026.
وأكد تشيو مينغ تشيوان، نائب رئيس شركة "إكس بنغ إيرو إتش تي"، لمراسل وكالة أنباء "شينخوا"، أن الشركة بدأت التواصل مع الأطراف ذات الصلة في منطقة الشرق الأوسط قبل سنوات وحافظت على التواصل المستمر وحققت بعض التقدمات.
وأضاف أن السيارة الطائرة الكهربائية من طراز "إكس2" للشركة أكملت رحلة جوية في دبي خلال عام 2022، وهي أول رحلة عامة وحصرية تقوم بها خارج الصين، ما جذب اهتمام منطقة الشرق الأوسط لهذه الصناعة. وبعد أشهر من ذلك، أصدرت حكومات محلية في دولة الإمارات تدابير تدعم تطوير السيارات الطائرة الكهربائية.
في الوقت نفسه، تسير شركة "بوني. أيه آي" الصينية الرائدة في مجال المركبات ذاتية القيادة، في نفس الاتجاه، حيث نفذت عدة تعاونات مع بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط.
وفي أكتوبر عام 2023، وقعت الشركة اتفاقية مع مكتب أبوظبي للاستثمار وأعلنت عن انضمامها إلى مجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة في أبوظبي.
وفي الشهر ذاته، أعلنت "نيوم" بالمملكة العربية السعودية، من خلال ذراعها الإستراتيجي صندوق نيوم للاستثمار، عن ضخ استثمارات بقيمة 100 مليون دولار أمريكي في "بوني. أيه آي"، بهدف تصنيع المركبات ذاتية القيادة وتطوير التقنيات المرتبطة بهذه الصناعة وتوفير خدمات متقدمة في نيوم ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي الوقت نفسه، يخطط الجانبان لتأسيس شركة بتمويل مشترك في "نيوم" تركز على تقديم حلول تكنولوجيا القيادة الذاتية.
بالإضافة إلى التوسع في السعودية والإمارات، أقامت الشركة مراكز للبحث والتطوير في وادي السيليكون بالولايات المتحدة ولوكسمبورغ ووضعت خطط أعمال لمشروعات القيادة الذاتية في كوريا الجنوبية ولوكسمبورغ.
وأعزت الشركة اختيار هذه الأسواق لتوسيع أعمالها خارج الصين إلى السعي الجاد لهذه البلاد لاحتضان وتنمية تكنولوجيا القيادة الذاتية، إلى جانب تبنيها سياسات داعمة لذلك. وأضافت أن هذه البلاد تتمتع ببنية تحتية متكاملة نسبيا للطرق، وأساس قوي لصناعة السيارات وقطع الغيار الإلكترونية. كما أشارت إلى أن هذه الأسواق تواجه تحديات مثل الشيخوخة السكانية ونقص السائقين، ما يعزز الحاجة إلى حلول تكنولوجية مبتكرة.
وتعتبر "بوني. أيه آي" أول شركة للقيادة الذاتية في الصين تحصل على تصاريح لتقديم خدمات التنقل دون سائق في المدن الأربع الكبرى، بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن.
وفي إطار هذه التطورات، تشغل الشركة حاليا أكثر من 250 سيارة "روبوتاكسي"، وأكملت هذه المركبات مسافات اختبار للقيادة الذاتية على الطرق تجاوزت 33.5 مليون كيلومتر.
وبالنظر إلى نتائج التشغيل، سجلت سيارات "روبوتاكسي" أكثر من 15 طلبا يوميا لكل سيارة في النصف الأول من العام الجاري، مما يعد علامة فارقة نحو التشغيل التجاري على نطاق واسع.
إلى جانب ذلك، تمتلك الشركة أكثر من 190 شاحنة من "روبوتراك". وحتى الآن، بلغت مسافات اختبار القيادة الذاتية لـ"روبوتراك" على الطرق أكثر من خمسة ملايين كيلومتر، ونقلت هذه الشاحنات ما يزيد عن 767 مليون طن من البضائع حتى يوم 15 سبتمبر الماضي.