الرياض أول ديسمبر 2024 (شينخوا) تستضيف العاصمة السعودية الرياض غدا (الاثنين) الدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، حيث تتركز جهود الدول المشاركة على معالجة أحد أكثر التحديات البيئية إلحاحا على كوكب الأرض.
وتعقد هذه الدورة خلال الفترة من 2 إلى 13 ديسمبر الجاري تحت شعار "أرضنا مستقبلنا"، بمشاركة ما يقرب من 200 طرف، إلى جانب خبراء وممثلين للمجتمع المدني للدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التصحر.
ويعرف التصحر في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر على أنه "تدهور الأراضي في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة بسبب عوامل مختلفة، بما في ذلك التغيرات المناخية والأنشطة البشرية".
وتؤدي هذه الظاهرة إلى تحويل الأراضي التي كانت منتجة في السابق إلى مناظر طبيعية شبيهة بالصحراء، مما يؤدي إلى تقليص إنتاجية الكتلة الحيوية وتقليص الأراضي الصالحة للزراعة، وبالتالي تهديد الأمن الغذائي.
وعلى الرغم من أن التصحر يُعتبر في كثير من الأحيان أزمة صامتة وغير مرئية، إلا أنه يزعزع استقرار المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
وبينما يكون تأثيره الأكثر وضوحا في شكل عواصف الغبار والرمال، فإنه يؤدي أيضا إلى فقدان التنوع البيولوجي، وارتفاع معدلات البطالة، والنزوح البيئي، وحتى النزاعات.
وتوفر الأرض وفق إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ما يقرب من 95 بالمائة من الغذاء في العالم، ومع ذلك فإن ما يصل إلى 40 بالمائة من الأراضي العالمية متدهورة الآن، مما يؤثر بشكل مباشر على 3.2 مليار شخص.
وفي كل ثانية، يتم فقدان مساحة تعادل أربعة ملاعب كرة قدم من الأراضي الصالحة بإجمالي 100 مليون هكتار كل عام. بالإضافة إلى أن حالات الجفاف أصبحت أكثر تواترا وشدة مع زيادة بنسبة 29 بالمائة في حدوثها منذ عام 2000.
وتحذر اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر من أن ثلاثة أرباع سكان العالم قد يتأثرون بالجفاف بحلول عام 2050.
في الصورة الملتقطة يوم 14 يونيو 2024، أحد الموظفين يشرح لطلاب دوليين أسلوب إنشاء شبكات من القش في محمية بايجيتان الطبيعية الوطنية بمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين. (شينخوا)
وتؤثر الأنشطة البشرية أيضا في بروز التصحر، بما في ذلك ممارسات الزراعة غير المستدامة التي تستنزف العناصر الغذائية في التربة، والتعدين، والرعي الجائر، وإزالة الغابات.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "نحن نعتمد على الأرض من أجل بقائنا. ومع ذلك، نعاملها مثل التراب"، مسلطا الضوء على مدى الحاجة الملحة إلى معالجة الأزمة.
ومكافحة التصحر لا تعني القضاء على الصحارى الطبيعية، بل إن التركيز ينصب بدلا من ذلك على استعادة المناطق التي تدهورت ولم يكن من المفترض أن تتحول إلى صحارى في المقام الأول.
وتلعب الصحارى الطبيعية مثل الغابات والمراعي والأراضي الرطبة أدوارا حيوية في الحفاظ على توازن النظم البيئية الأرضية. وبالتالي يكمن التحدي في تجنب تدهور الأراضي وتقليله وعكس آثاره، وهو ما يتطلب عملا جماعيا دوليا.
وباعتبارها المعاهدة الدولية الوحيدة الملزمة قانونا والتي تركز على إدارة الأراضي والجفاف، فإن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر هي واحدة من اتفاقيات ريو الثلاث، إلى جانب الاتفاقيتين اللتين تتناولان تغير المناخ والتنوع البيولوجي.
وعلى مر السنين، نجحت الاتفاقية في زيادة الوعي العالمي وحشد الالتزامات العالمية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف. كما توفر الاتفاقية إرشادات أساسية وبناء القدرات وتعبئة الموارد لمعالجة هذه القضايا.
وستكون الدورة القادمة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16)، الذي سيصادف الذكرى الثلاثين لهذه الاتفاقية، الأكبر في تاريخ المعاهدة والأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ومن المتوقع أن يقرر المندوبون الإجراءات الجماعية لتسريع جهود استعادة الأراضي، وتعزيز القدرة على مواجهة الجفاف والعواصف الرملية، واستعادة صحة التربة، وتوسيع نطاق إنتاج الغذاء الإيجابي للطبيعة بحلول عام 2030 وما بعده.
وستشارك الصين، التي استضافت "كوب 13" في عام 2017 وكانت نشطة في مكافحة التصحر منذ توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في عام 1994، في مناقشات حول أجندات مختلفة.
ومن المتوقع أن تساهم الصين في تطوير السياسات الدولية وتعزيز استخدام التكنولوجيا الصينية لمراقبة واستعادة مرونة الأراضي ضد تدهور الأراضي والجفاف على مستوى العالم، وفقا لإحاطة من الهيئة الوطنية للغابات والمراعي في الصين.