القاهرة 3 ديسمبر 2024 (شينخوا) أكد الخبير الاقتصادي المصري وليد جاب الله أن مبادرة الحزام والطريق ساهمت في تعزيز معدلات التنمية في الدول المشتركة في المبادرة، التي تعد "أكبر وأهم نموذج عالمي يستهدف خلق مسارات جديدة للاقتصاد العالمي".
وقال جاب الله، وهو عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والإحصاء والتشريع، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "مبادرة الحزام والطريق منذ إطلاقها في عام 2013 تمثل أكبر وأهم نموذج عالمي يستهدف خلق مسارات جديدة للاقتصاد العالمي، عبر ضخ استثمارات ضخمة في دول المبادرة، والعمل على تعزيز التجارة الدولية من أجل تبادل تجاري أوسع نطاقا وأقل كلفة، وصناعة تنمية تخلق المزيد من فرص العمل، مما يسرع من معدلات النمو العالمي".
وأضاف الخبير المصري أن "الأهم أن الصين وهي في سبيلها لتنفيذ تلك المبادرة تعلن دائما عن رغبتها في تعاون اقتصادي عادل، يستهدف صالح الجميع ولا يستأثر طرف واحد بثماره".
وتابع أن "مبادرة الحزام والطريق تتسم بأنها، مع تركيزها على مشروعات البنية التحتية، تهتم أيضا بالقطاعات الاجتماعية كالصحة والتعليم، كما أنها تتسم بكونها أكثر انتشارا، كما يتم تنفيذها وفقا لجدول زمني مدروس ومرن لا ينجرف لمغامرات ولا يتراجع لتحذيرات".
وأكد أن "الحزام والطريق ساهمت في تعزيز معدلات التنمية في دول المبادرة، عبر مشروعاتها في البنية التحتية كالطرق والموانئ وخطوط السكك الحديدية وغيرها من المشروعات، التي خلقت فرص عمل للمواطنين المحليين ساعدتهم على تحسين جودة حياتهم".
وأوضح أن "استهداف المبادرة لتجارة خارجية أقل كلفة ترتب عليه الدفع نحو الحد من معدلات التضخم في بلدان المبادرة، فضلا عن أن انفتاح الصين في مجال نقل التكنولوجيا ومشروعات الطاقة النظيفة يغير من وجه الحياة لدى الدول المتفاعلة مع مشروعات المبادرة".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى عدة مشروعات يتم تنفيذها في مصر في إطار مبادرة الحزام والطريق، من بينها مشروع مدينة المنسوجات بمدينة السادات شمال القاهرة، وأبراج حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومنطقة تيدا الصناعية الصينية في مدينة العين السخنة شرق القاهرة.
وأردف أن الشركات الصينية لها وجود كبير في مشروعات الطاقة المتجددة في مصر مثل مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في منطقة بنبان بصعيد مصر، ومشروعات توليد الطاقة الكهربائية بالرياح في خليج السويس، منوها بأن المشروعات الصينية لها دور كبير في تحسين مزيج الطاقة في مصر ليكون أكثر استدامة.
وأشار جاب الله إلى أن المشروعات الصينية ساهمت في تغيير الصورة لدى المواطن المصري عن الصين، حيث تحولت نظرته من أن الصين دولة يستورد منها احتياجاته إلى شريك تنموي يساعد على خلق فرص عمل تحسن معيشته.
وأوضح أن الصين تمتلك قدرات هائلة في مجال التكنولوجيا الحديثة، ونقلها لجانب من تلك التكنولوجيا لدول مبادرة الحزام والطريق يسهم في تطوير تلك الدول ويعمل على تعزيز ارتباطها بالصين.
ولفت إلى أن الصين تمتلك "تكنولوجيا المستقبل" في صناعات مثل توليد الكهرباء من الشمس والرياح وإنتاج السيارات الكهربائية وغيرها من المشروعات التي تتطلع إليها دول العالم، ووصول هذه التكنولوجيا لدول المبادرة بتكلفة عادلة سيساعدها على إحداث نقلة كبيرة في شكل الحياة بها.
ونوه الخبير الاقتصادي بأن مبادرة الحزام والطريق تخلق مسارا اقتصاديا جديدا، مضيفا أن تراجع بعض الدول عن توجهات حرية التجارة واتجاهها نحو العودة للقيود الحمائية سيضر بها ولن يضر بالمبادرة، خاصة مع اتساع نطاقها وتشعب مجالات التعاون بها، وثمّن سعي الصين إلى خلق واقع عادل للتجارة الدولية من خلال مبادرة الحزام والطريق.
وشدد على أن وجود أصوات في الغرب تشكك في مبادرة الحزام والطريق "لن يغير من أنها فرضت وجودها، وهي لا تسعى إلى صراع بل تؤسس لتعاون يقضي على أحادية السيطرة الاقتصادية".