بكين 5 ديسمبر 2024 (شينخوا) مع انخفاض درجات الحرارة، يظل الشغف بسباقات الماراثون قويا. فقد أقيم أكثر من 30 من سباقات الماراثون والأحداث الأخرى للجري على الطرق في مختلف أنحاء الصين خلال الفترة ما بين يومي 2 و3 نوفمبر الماضي وحدها، واجتذبت ما يقرب من 400 ألف مشارك، وفقا لإحصاءات غير مكتملة.
كما انتشر الهوس بسباقات الماراثون على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، ما أثار مناقشات ساخنة ليس حول أحداث الجري فقط، بل أيضا حول مواضيع ذات صلة مثل الملابس الرياضية وروتين التدريب ونصائح النظام الغذائي وحتى الطرق ذات المناظر الخلابة لاستكشافها أثناء المشاركة في سباقات الماراثون.
إن إلقاء نظرة فاحصة على شعبية سباقات الماراثون في الصين يكشف عن التركيز المتزايد على النشاط البدني والرضا الشخصي بين المواطنين الصينيين، مع زيادة عدد الأشخاص الراغبين في استثمار وقتهم وطاقتهم في السعي وراء الصحة. وقد ساهم الارتفاع الكبير للمشاركة في سباقات الماراثون أيضا في تحفيز مجموعة واسعة من الصناعات، بما أحدث تأثيرا اقتصاديا كبيرا.
ووفقا لـ"الكتاب الأزرق لسباقات الجري على الطرق في الصين 2023" الذي أصدره الاتحاد الصيني لألعاب القوى، فقد أقيم إجمالي 622 من سباقات الماراثون ونصف الماراثون في عموم البلاد في عام 2023، مع إقامة الفعاليات بمعدل يقارب حدثين يوميا في المتوسط.
والجدير بالذكر أن استضافة سباقات الماراثون لم تعد تقتصر على المدن الكبرى مثل قوانغتشو و تشنغدو و ووهان، بل امتدت لتشمل حتى المدن من الدرجتين الثالثة والرابعة، وكذلك المحافظات التي يبلغ عدد سكانها بضع مئات الآلاف فقط، حيث بدأت هي الأخرى في تنظيم فعاليات على نطاقات متفاوتة.
وتتدرج سباقات الماراثون في الصين الآن من الماراثون الكامل (42.195 كم) ونصف الماراثون (21.0975 كم) إلى "السباقات الترفيهية" (عادة حوالي 5 كم) و"السباقات العائلية". ولم تعد هذه الفعاليات حصرية للعدائين ذوي الخبرة، بل حتى المتحمسين العاديين الذين لا يخضعون لتدريب شامل أو عالي الكثافة يمكنهم الآن المشاركة فيها.
وعلى سبيل المثال، بدأ ماراثون بكين في عام 1981، وتمت ترقيته إلى ماراثون كامل في عام 2015. وفي عام 2024، اجتذب الحدث أكثر من 180 ألف متقدم من 43 دولة ومنطقة، محققا مستوى قياسيا جديدا للتسجيل. وكان معدل القبول للمشاركة في الحدث 16.4 في المائة فقط، بما يسلط الضوء على شعبيته المتزايدة.
وقال تشاو فو مينغ رئيس جمعية ماراثون بكين، إن الجمهور يركز بشكل متزايد على الصحة ويرغب أكثر في المشاركة في الأحداث الرياضية، مضيفا أن سباقات الماراثون، بمزاياها الاجتماعية والتفاعلية القوية، يمكن أن تخلق تأثير اتصال واسع النطاق وتدفع حركة اللياقة البدنية الوطنية.
ووفقا للكتاب الأزرق المذكور، أنفق 30.21 في المائة من المتسابقين الذين شملهم الاستطلاع أكثر من 2000 يوان (حوالي 278 دولارا أمريكيا) على معدات الحماية الرياضية، بينما أنفق 59.34 في المائة أكثر من 1000 يوان على الأجهزة الرياضية القابلة للارتداء.
وحاليا، يجذب سباق الماراثون واسع النطاق عادة حوالي 20 راعيا، وغالبا ما تتجاوز رسوم الرعاية 10 ملايين يوان.
وأظهرت بيانات أنه خلال ماراثون ووشي، الذي أقيم في مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين في مارس الماضي، بلغ استهلاك الخدمات مثل الطعام والإقامة والسياحة والنقل من قبل المشاركين حوالي 280 مليون يوان، بزيادة 45.5 في المائة على أساس سنوي.
وبينما عزز نمو سباقات الماراثون في مدن مختلفة الاستهلاك في قطاعات معينة، ظهرت أيضا شكاوى بشأن الافتقار إلى الإبداع فضلا عن السباقات غير المنظمة.
وقال تشانغ سي جيه، عضو الاتحاد الصيني لألعاب القوى وخبير سباقات الماراثون، إن استضافة الأحداث الرياضية واسعة النطاق تختبر قدرة المدينة على توفير الرعاية الطبية الكافية وخدمات الأمن، فضلا عن ضمان النقل السلس.
ويقترح تشانغ أن إقامة سباقات الماراثون يمكن أن تتكامل مع تطوير الصناعات وإبراز المواهب في تلك المدن.
وقال إنه مع زيادة طلب السكان على الرياضة والصحة، لا يزال هناك مجال لنمو سباقات الماراثون بأشكال ومسافات مختلفة، فضلا عن تلك التي تقام في المناطق ذات المناظر الخلابة والمتنزهات.