الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مقالة : "طريق الحرير الفضائي" يصبح نموذجا جديدا للتعاون فيما بين بلدان الجنوب

/مصدر: شينخوا/   2024:12:06.16:51

بكين 6 ديسمبر 2024 (شينخوا) على هامش منتدى ونتشانغ الدولي للفضاء 2024، الذي عُقد في مدينة ونتشانغ بمقاطعة هاينان جنوبي الصين خلال الفترة ما بين يومي الأحد إلى الثلاثاء الماضيين، وقعت إدارة مركز ونتشانغ الدولي للفضاء ومنظمة التعاون الفضائي لآسيا والمحيط الهادئ مذكرة تفاهم بشأن التخطيط الاستراتيجي والتعاون في المشاريع، بهدف تعزيز التبادلات والتعاون بين الجانبين في مجال الفضاء ودعم تطبيق وتطوير تكنولوجيا الفضاء بشكل مشترك في المنطقة والعالم.

وتعتبر هذه المذكرة نموذجا مصغرا لتعاون الصين الفضائي مع بلدان الجنوب الأخرى خلال السنوات الأخيرة لبناء "طريق الحرير الفضائي" بشكل مشترك.

وبعد عقود من العمل الشاق، أحرزت صناعة الفضاء الصينية تقدما هائلا حيث تطور برنامج الفضاء المأهول ومشروع استكشاف القمر ونظام "بيدو" للملاحة عبر الأقمار الصناعية بسرعة، كما حرصت الصين على تأكيد استعدادها للتعاون مع الدول الأخرى لتطوير تكنولوجيا الفضاء بشكل مشترك وجعل صناعة الفضاء تفيد البشرية جمعاء.

وأظهرت بيانات رسمية أصدرتها هيئة الفضاء الوطنية الصينية توقيع الهيئة أكثر من 170 اتفاقية تعاون أو مذكرة تفاهم مع أكثر من 50 دولة ووكالة فضاء ومنظمة دولية تشمل التعاون في مشاريع تتعلق باستكشاف القمر والفضاء السحيق وأخرى في مجال مراقبة الأرض مثل الأقمار الصناعية للتنقيب عن الموارد الأرضية.

-- مشروع الصين والبرازيل للأقمار الصناعية للموارد الأرضية (سي بي إي آر إس)

في عام 1999، أُطلق بنجاح أول قمر صناعي صيني-برازيلي للتنقيب عن الموارد الأرضية، ويعتبر أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد لنقل البيانات يتم إرساله من قبل الصين، وأول قمر صناعي تم تطويره بشكل مشترك بين الصين ودولة أخرى، وصُنّف كواحد من أفضل 10 تطورات علمية وتكنولوجية لذلك العام في الصين.

وبعد ذلك، طورت الصين والبرازيل بشكل مشترك ستة أقمار صناعية للموارد الأرضية، حيث يعمل القمران الصناعيان "سي بي إي آر أس-4" و"سي بي إي آر أس-4 أي" بشكل جيد في المدار.

وخدمت البيانات المستمدة من الأقمار الصناعية جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلدين حيث تستخدم على نطاق واسع في مجالات الموارد الطبيعية والزراعة والغابات والجيولوجيا والموارد المائية والتخطيط الحضري وحماية البيئة.

وأصبح مشروع الصين والبرازيل للأقمار الصناعية للموارد الأرضية أطول مشروع تعاون دولي وأكثرها تأثيرا في مجال الفضاء.

-- التعاون الفضائي بين الصين والدول العربية

باتت الصين شريكا صادقا للدول العربية في مجال التعاون الفضائي على المدى الطويل، حيث أحرز الجانبان إنجازات أولية في مجالات تطوير وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية، ومشاركة البيانات وتطبيقاتها، فضلا عن التبادل الفني وتدريب المختصين في علوم وتكنولوجيا الأقمار الصناعية.

وأعلنت الصين مؤخرا نجاحها في إطلاق الصاروخ الحامل التجاري "ليجيان-1 واي 5" حاملا على متنه 15 قمرا صناعيا، منها قمر صناعي للاستشعار عن بعد لسلطنة عمان وأقمار صناعية من سلسلة "جيلين-1 قاوفن" وسلسلة "يونياو-1" وسلسلة "شيقوانغ-1" إلى مداراتها المقررة، حيث تمثل هذه المهمة المرة الأولى التي تقدم فيها شركات الفضاء التجارية الصينية خدمات الإطلاق للمستخدمين الدوليين.

وكانت الصين قد نجحت قبل ذلك في إطلاق القمر "كومسات-1"، وهو أول قمر صناعي جزائري للاتصالات في ديسمبر 2017، ما سجل علامة هامة على طريق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والجزائر، وأوجد سابقة في التعاون بمجال الفضاء بين الصين والدول العربية.

وفي ديسمبر 2023، أرسلت الصين القمر الصناعي "مصر سات 2" بواسطة صاروخ حامل من طراز "لونغ مارش-2 سي". ويشتمل المشروع على قمر صناعي صغير للاستشعار عن بعد ومحطة مراقبة أرضية ونظام تطبيق أرضي، ما يجعل مصر أول دولة أفريقية تتمتع بالقدرة المتكاملة على التجميع والتكامل والاختبار للأقمار الصناعية.

وبالإضافة الى ذلك، أجرت الصين والدول العربية تعاونا مثمرا في البرنامج الصيني لاستكشاف القمر. ففي مايو 2018، أطلقت الصين قمر التقوية "تشيويهتشياو" (جسر العقعق) لدعم مهمة المسبار القمري "تشانغ آه-4"، حيث زودته بأنظمة تصوير بصري طورتها السعودية لتنجح هذه الأنظمة في التقاط صور مرئية واضحة لسطح القمر. كما أعلنت هيئة الفضاء الوطنية الصينية أن مهمة المسبار القمري "تشانغ آه-7" ستحمل ست أدوات علمية طورتها ست دول ومنظمة دولية واحدة، بما فيها مصر والبحرين. وستحمل المركبة المدارية كاميرا قمرية ذات نطاق طيفي فائق طورتها مصر والبحرين لتحديد المواد الموجودة على سطح القمر والبيئة القمرية.

-- نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية

يعد نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الصناعية أول بنية تحتية فضائية صينية تقدم خدمة عامة للعالم، يمكنه أن يوفر خدمات تحديد المواقع والملاحة والتوقيت عالية الدقة والموثوقية لجميع أنواع المستخدمين حول العالم على مدار الساعة، ولديه القدرة على توصيل الرسائل القصيرة. وقد تم تصدير خدمات نظام "بيدو" والمنتجات ذات الصلة إلى أكثر من 130 دولة.

تشارك الدول العربية بنشاط دائما في عملية بناء نظام "بيدو"، حيث وقعت الصين مع كل من السعودية والمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في يناير 2016 على مذكرات تعاون بشأن نظام "بيدو"، ما أنشأ آلية تعاون رسمية في هذا المجال.

ومنذ انعقاد الدورة الأولى للمنتدى في مايو من عام 2017 ببلدية شانغهاي الصينية، شرع الجانب الصيني في إجراء تعاون مع كل من السعودية والجزائر ومصر وتونس في هذا المجال لتتحقق الكثير من الإنجازات.

ودُشن أول مركز "بيدو" لنظام الملاحة الصيني لتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية بالخارج في تونس في أبريل عام 2018، والذي يُدار بشكل مشترك من قبل المكتب الصيني للملاحة عبر الأقمار الصناعية والمنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات.

حققت الصين بعد عدة أجيال من النضال المستمر، تقدما كبيرا في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، وشكلت نظاما صناعيا متكاملا لعلوم وتكنولوجيا الفضاء. وخلال هذه العملية، تتمسك الصين بـ"روح طريق الحرير" القديمة وتُضافر جهودها مع الدول الأخرى المشاركة في بناء الحزام والطريق لتمهيد "طريق الحرير الفضائي" الذي يخدم جميع الدول بما فيها بلدان الجنوب الأخرى.

صور ساخنة