بكين 24 ديسمبر 2024 (شينخوا) أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي جو بايدن على هامش الاجتماع الـ31 لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في العاصمة البيروفية ليما، التزام الصين بمواصلة التنمية المطردة للعلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
وأكد شي لبايدن أن هدف الصين المتمثل في تحقيق تنمية مطردة وسليمة ومستدامة للعلاقات الصينية-الأمريكية لم يتغير، وأن التزامها بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون متبادل النفع كمبادئ للتعامل مع العلاقات بين الجانبين لم يتغير، وأن موقفها من حماية سيادتها وأمنها ومصالحها الإنمائية لم يتغير، وأن رغبتها في دفع الصداقة التقليدية بين الشعبين الصيني والأمريكي لم يتغير.
وتعكس هذه التصريحات بوضوح نهج الصين القائم منذ فترة طويلة في علاقتها مع الولايات المتحدة، وتؤكد التزامها بتعزيز الحوار والتعاون وإدارة الخلافات.
إن المنافسة بين الدول الكبرى لا تتفق مع اتجاه العصر كما أنها ليست حلا لمشاكل أمريكا الداخلية أو التحديات الملحة التي تواجه العالم. وفي حين تكافح دول العالم للتعامل مع العديد من الأزمات العالمية، هناك تطلعات متزايدة لوجود علاقة مستقرة وبناءة بين الصين والولايات المتحدة.
ويتعين هنا على الصين والولايات المتحدة تجاوز خلافاتهما ودفع الحوار والتعاون، ليس من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة فحسب، بل لتقديم مساهمات ذات معنى للسلام والاستقرار والازدهار في العالم أيضا.
فالصين والولايات المتحدة تشبهان سفينتين هائلتين تبحران في محيط شاسع. ولإبقاء العلاقة بين الجانبين على المسار السليم دون فقدان الاتجاه أو السرعة، وعدم الاصطدام ببعضهما البعض، يتعين عليهما التمسك بالاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح.
هذا النهج لم يكن نتيجة أساسية لتاريخ طويل من العلاقات الثنائية استمر عقودا من الزمن فحسب، ولكنه يمثل أيضا المسار الحكيم لمضي البلدين قدما في العصر الجديد.
إن الصين تتمسك بطريق التنمية السلمية، وتعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية، والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتميز بالتعاون متكافئ الكسب. ولن تتعامل بكين مع واشنطن على غير قدم المساواة، ولن تقبل الإكراه من ما يسمى بـ"موقع القوة".
الصين مستعدة لدفع العلاقات الصينية-الأمريكية قدما، لكنها لن تتنازل قيد أنمله عن القضايا المتعلقة بمصالحها الجوهرية. ويستند موقفها الحازم على مبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة كأساس سياسي للعلاقات الصينية-الأمريكية، وعدم حرمان أو تجاهل حق الشعب الصيني في التنمية.
وفي عالم يضج بالتحديات، لا تعد القطيعة بين البلدين حلا قابلا للتطبيق، ولا يليق بناء "أفنية صغيرة ذات أسوار عالية" بدولة كبرى. وأي محاولة من جانب واشنطن للإفراط في توسيع مفهوم الأمن القومي واستخدامه كذريعة لقمع التنمية الصينية لن تؤدي إلا إلى نتائج عكسية.
أما بالنسبة للصداقة الطويلة بين الشعبين الصيني والأمريكي، فقد أظهر التاريخ أن التبادلات الشعبية والتفاعلات الثقافية كانت دائما بمثابة ضمانة موثوقة لاستقرار العلاقات بين الجانبين ومحرك دائم للتعاون الثنائي.
وفي الأوقات الصعبة، يصبح من الأهمية بمكان تعزيز أواصر الصداقة وتوسيع التفاهم المتبادل بين الصينيين والأمريكيين. ويجب على الجانب الأمريكي أن يدرك أن التفاعلات الطبيعية بين الشعبين لا ينبغي أن تتعطل بسبب العوامل السياسية لأن المستقبل المشرق للعلاقات الثنائية يعتمد على الشعبين.
ومع تطلعنا إلى الأمام، من المأمول أن يظهر الجانب الأمريكي رؤية وعزما وينضم إلى الصين لتجاوز الخلافات، ويرفض التفكير الصفري، ويعزز علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح.