الحكمة الصينية لتحويل "الفطريات" إلى ذهب

11 ديسمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ يعرف فطر الحُمرية (اسمه العلمي بالإنجليزيةTremella ) (يسمى أيضا بفطر الثلج) بأنه منتج مغذي صيني تقليدي، وإلى غاية منتصف القرن العشرين، كان يطلق حينها على هذا الفطر الأبيض الذي يعد رفاهية كبيرة اسم "تاج الفطريات". لكن بعد نصف قرن آخر، أصبح هذا الفطر الأبيض ضيفا متكررا على موائد الناس، ويرتبط هذا التحول ارتباطا وثيقا بقوتيان، وهي بلدة صغيرة في مدينة نينغده بمقاطعة فوجيان، جنوب شرقي الصين.

في الآونة الأخيرة، عقد أول مؤتمر لتطوير صناعة هذا النوع من الفطريات في قوتيان. ومن خلال سلسلة من الندوات والمعارض، ظهرت "الأسطورة الحقيقة" لفطر الحمرية بشكل تدريجي وفي سياق واضح.

في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، كانت هذه الفطريات ذات قيمة عالية ونادرة، وطور الخبراء تقنية الزراعة بالخشب المجزأ. وقد قام العديد من مزارعي الفطر الذين يتمتعون بحاسة شم قوية بتقديمه للزراعة التجريبية. وبالتالي بدأت قوتيان أيضا في استكشاف الزراعة الاصطناعية لفطر الحُمرية. ولحسن الحظ بالمقارنة مع المناطق الأخرى، فإن بخار الماء الوفير في منطقة خزان قوتيان مفيد لنمو الفطر الصالح للأكل.

فطريات الثلج المزروعة في حظائر الفطر

منذ اختراق تقنية التعبئة البديلة في عام 1977، خضعت تقنية الفطريات البيضاء من قوتيان لثلاثة تغييرات، حيث زاد إنتاج هذه الفطريات من أقل من 1 طن في عام 1976 إلى 219 طنا في عام 1982، بزيادة أكثر من 200 مرة، وزادت قيمة الإنتاج بمقدار 57 مرة. تظهر البيانات أن الإنتاج الحالي للفطر الأبيض في قوتيان يمثل أكثر من 90٪ من البلاد، بل وأدى إلى انخفاض سعر الفطريات البيضاء في العقود القليلة الماضية، مما يجعلها "طعاما مدنيا".

ورشة لإنتاج فطر الثلج في قوتيان

في القرن الحادي والعشرين ، دخلت صناعة فطر الحمرية في مدينة قوتيان مرحلة من التطور على نطاق واسع.

بالاعتماد على تراكم التكنولوجيا والخبرة المبكرة، طبقت قوتيان "المفهوم الجديد" للميكنة والحجم والقاعدة على خط الإنتاج في وقت مبكر.

وحتى يومنا هذا، دفع نموذج مصنع الفطر الصالح للأكل على مستوى المحافظة والذي تفتخر به قوتيان الشركات في المنبع والمصب لتشكيل مجموعات لتصبح "ورقة رابحة" يصعب تكرارها في الصناعة.

قوتيان هي البلدة التي تضم مجموعة متنوعة من قواعد إنتاج الفطر الصالح للأكل في الصين

في السنوات الأخيرة، كان هناك اتجاه جديد في قوتيان لزيادة قيمة فطر الحمرية، ووضع أساس متين للجودة مع رفع سقف الصناعة أيضا. حيث صارت هناك أنشطة تعمل على الترويج لنظام غذائي منشط بالإضافة إلى صناعة مستحضرات التجميل وأخذه إلى الفضاء إلى غير ذلك. كما أن تطوير وبحث مكونات مثل السكريات وغيرها من المكونات الأخرى في هذا النوع من الفطريات في الأوساط الأكاديمية والصناعة يفتح أيضا إمكانيات جديدة لصناعة فطر الحُمرية.

في الوقت الحاضر، أصبحت قوتيان أكبر قاعدة لإنتاج هذا الفطر في الصين، وهي أيضا البلدة التي تضم مجموعة متنوعة من قواعد إنتاج الفطريات الصالحة للأكل. حيث يتجاوز حجم التداول السنوي لسوق الجملة لفطر قوتيان الصالح للأكل في مقاطعة فوجيان 600 مليون يوان، وهناك أكثر من 400 مؤسسة للتجارة الإلكترونية وأكثر من 2,700 متجر للتجارة الإلكترونية في قوتيان. في عام 2023، احتل فطر الحمرية قوتيان المرتبة الثانية في قائمة قيمة العلامة التجارية الإقليمية الوطنية للفطريات الصالحة للأكل ب 14.732 مليار يوان، وحصل على جائزة أفضل نمو.

كما تنتهز قوتيان التي تتمتع بحاسة شم قوية الفرصة لبناء "العاصمة العالمية لفطر الحمرية". في الوقت الحاضر، انتشرت شبكة تسويق فطر قوتيان الصالح للأكل في جميع أنحاء البلاد، ودخلت أيضا عشرات البلدان والمناطق في جنوب شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وما إلى ذلك، بمعدل إنتاج وبيع للفطر الصالح للأكل يتجاوز 98٪.