26 ديسمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أصبح الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، يلعب دورًا متزايد الأهمية في الرياضات التنافسية ومنتجات اللياقة البدنية. ودفع التكامل بين الرياضة والتعليم، وترقية صناعة الرياضة في الصين نحو مرحلة جديدة.
في إحدى أحواض السباحة من مقاس 50 متر، تم تجهيز كاميرات تحت الماء كل 3 أمتار، بإجمالي 16 كاميرا. وفي اللحظة التي يدخل فيها الرياضي الماء، تبدأ الكاميرا تلقائيًا في التقاط كل حركة تحت الماء، وتسجيل كل ثانية من السباق. وبعد اكتمال المنافسة، تقوم تقنية الذكاء الاصطناعي بدمج الصور الملتقطة تلقائيًا، وتجميع مسارات السباحة الخاصة بالرياضيين وعرضها بشكل بانورامي، من خلال نظام ذكي يدعى "مجسّم شنغهاي الرياضي".
ويعتبر نموذج شنغهاي الرياضي، أول نموذج ذكي لصناعة الرياضة في الصين. أطلقته جامعة شنغهاي الرياضية بالتعاون مع شركة بايدو وجامعة شنغهاي. وفي تعريف لهذا النظام، قال لي يونغ مينغ، الأستاذ في جامعة شنغهاي الرياضية، بأن عملية التطوير قد ركزت على تكنولوجيا التعرّف على الحركة وتحليلها. مشيرا إلى أن هذا النظام يتم استخدامه في الوقت الحالي من قبل الفرق الوطنية في الغوص والسباحة وسباقات المضمار والجمباز والترامبولين وتسلق الصخور. ومن خلال البيانات التي يغذيها نظام التدريب، يمكن للمدربين تعديل أساليب التدريب بأكثر دقة. مما يساعد الرياضيين على تحسين آدائهم ورؤية تطورهم.
كما دخلت الرياضة الذكية حياة الناس خلال السنوات الأخيرة، وبات من الممكن مشاهدتها في المتنزهات الرياضية الذكية في العديد من المدن الصينية.
في حديقة هايديان ببكين، يركض المتسابقون على طول المسار الذكي الأحمر، بينما تعمل الشاشة الذكية الموجودة بجوار المسار على تحديث بيانات التمرين لكل شخص في الوقت الفعلي، وتقدّم لهم معلومات واضحة عن حرق السعرات والسرعة والإيقاع وغيرها من الجوانب. ويقول السيد وانغ، الذي يمارس الرياضة بحديقة هايديان، إن المسار الذكي الذي يبنى على أساس التعرف على الوجوه جعل الجري أكثر فائدة، وبات باستطاعته رؤية تقدم جديد كل يوم، من خلال بيانات التمرين المسجلة في الوقت الفعلي.
في ذات السياق، قال هوو بو، مدير معهد أبحاث الذكاء الاصطناعي الرياضي التابع لمعهد العاصمة للتربية البدنية، إنه من خلال مراقبة البيانات الرياضية في الوقت الفعلي، يمكن للمواطنين ممارسة الرياضة بشكل علمي وأكثر كفاءة. مما ينعكس بشكل إيجابي على مناحي اللياقة البدنية وجودة للمواطنين. مؤكدا على أن الجمع بين التكنولوجيا والرياضة لا يعد مجرد مظهر من مظاهر التقدم التكنولوجي، بل يعتبر وسيلة مهمة لتعزيز مؤشرات صحة المواطنين.
المدارس هي الأخرى، بدأت تنتبه أيضا إلى فوائد تطبيق الذكاء الاصطناعي في حصص الرياضة على صحّة الطلّاب. وعلى مسار الذكاء الاصطناعي بالمدرسة المتوسطة رقم 18 ببكين، اصطف الطلاب واحدًا تلو الآخر، واندفعوا يركضون من خط الانطلاق. في الأثناء تقوم الشاشة بالتقاط بيانات سرعة الجري والإيقاع بواسطة أجهزة الاستشعار، وعرضها على الشاشة الإلكترونية. ويمكن للشاشة أيضًا عرض آخر البيانات المسجلة، مما يتيح لكل طالب أن يفهم بسرعة ما إذا كان يحرز تقدمًا أم لا. كما يساعد هذا النظام الذكي المعلمين على تحليل حركة الطلاب بشكل أفضل والتنبؤ باتجاهات نموهم.