27 ديسمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ 550 مترا هو فرق الارتفاع من قاع وادي نهر نيتشو إلى مدرسة قوانزاي الابتدائية في أعلى الوادي.وفي العقود القليلة الماضية، كان على الأطفال الذين يسكنون في قرى الوادي قطع هذه المسافة من خلال تسلق الجبل حتى الوصول إلى مدرستهم، ما يستغرق منهم 3 ساعات كاملة. أما الآن وبعد تطوير متنزه سياحي بنهر نيتشو، وبناء مصعد كهربائي وتلفريك، أصبحت هذه الرحلة لاتتعدّى 30 دقيقة فقط. وقد ظل سكان القرى يحلمون منذ عشرات السنين بهذا اليوم، الذي يمكنهم فيه أن يعبروا النهر والجرف دون عناء.
يصطحب الآباء كل عشرة أيام أبناءهم من قاع الجرف الذي يقع على ارتفاع 1100 متر فوق سطح البحر إلى مدرسة قوانزاي الابتدائية الواقعة على ارتفاع 1650 متر، عبر المصعد ومقصورات التلفريك. وأثناء طريقهم إلى المدرسة يستمتعون بمشاهدة معالم القرية من الأعلى.
"كان الطريق إلى المدرسة يستغرق من ابني الأكبر ثلاث ساعات، حيث عليه أن يتسلّق منحدر الوادي. وكان عليه أن يتسلق هذا السلم الحجري بيديه. وعليه أن ينفق بين ست إلى سبع ساعات من وقته في طريق الذهاب والعودة. أما الآن فيمكن لإبني الصغير أن يركب المصعد الكهربائي والتلفريك إلى المدرسة، ويصل في غضون نصف ساعة فقط. أما إذا ركب حافلة مكوكية بالمتنزه، فإن الأمر لايستغرق سوى 12 دقيقة"، تقول تشاو سوزين.
تقع مدرسة قرية جوانزاي الابتدائية، في متنزه نهر نيتشو، عند تقاطع مقاطعتي يوننان وقويتشو، وعلى بعد 87 كيلومترًا من مدينة شوانوي لمقاطعة يوننان، وهي مدرسة داخلية كاملة تضم 51 طالبًا. ولسنوات طويلة، ظلت قرية نيتشو خه معزولة عن العالم، حيث يقطع النهر شرايين المواصلات في القرية مثل السكين. ويحتاج الأطفال إلى تسلق الجبل على طول النهر للذهاب إلى المدرسة.
في السابق كان على الأطفال أن يتسلقوا الجرف للذهاب إلى المدرسة.
في عام 2022، وبعد بناء متنزه نهر نيتشو، تم فتح المصعد الكهربائي والتلفرياك بالمجان للقرويين الذين يسكنون بالقرب من المتنزه، لاستعمال في الذهاب إلى المدرسة. وقد كانت التجربة مخيفة بعض الشيء في البداية بالنسبة للأطفال، لأن المصعد والتلفريك تم تصميمهم لأغراض سياحية ويقعان على ارتفاع عال. لكن سرعان ما أصبح ذلك ممتعا، ولم يعد الأطفال يتجشّمون عناء تسلق الصخور.
وبفضل المصعد الكهربائي والتلفريك، أصبح بإمكان الأطفال التنقل عبر الجرف في وقت قصير، ويعودون إلى عائلاتهم بمعنويات عالية، ويحصلون على المزيد من الوقت لمذاكرة الدروس. كما انعكس ذلك إيجابا على جودة حياة المعلمين وكفاءة عملهم، وجودة التدريس.
في السابق كان على الأطفال أن يتسلقوا الجرف للذهاب إلى المدرسة.