بكين 27 ديسمبر 2024 (شينخوا) تصدرت الصين العالم في التحول المنخفض الكربون في عام 2024، فيما ستتسارع وتيرة التحول الأخضر في البلاد في المستقبل. ويمكن رؤية فعالية التحول الأخضر للطاقة في الصين في العام الماضي من خلال مجموعة من البيانات.
في عام 2024، أنشأت الصين أكبر سلسلة صناعات طاقة جديدة وأكثرها اكتمالا في العالم، حيث احتل حجم إنتاج الوحدات الكهروضوئية المرتبة الأولى في العالم لمدة 16 عاما متتالية، وتوفر البلاد 70 في المائة من الوحدات الكهروضوئية و60 في المائة من معدات طاقة الرياح للعالم، ما قلل بشكل فعال من تكاليف توليد طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية.
وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي، بلغ إجمالي القدرة المركبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية في الصين 1.25 مليار كيلوواط، لتفي بذلك بالتزاماتها التي تعهدت بها في قمة الطموح المناخي قبل ست سنوات من الموعد المحدد.
وفي نوفمبر المنصرم، تجاوز حجم الإنتاج السنوي لمركبات الطاقة الجديدة في الصين 10 ملايين وحدة، وتجاوز معدل توزيع مركبات الطاقة الجديدة 50 في المائة لعدة أشهر متتالية.
هذا وقامت البلاد هذا العام ببناء أكثر من 12 مليون وحدة من البنى التحتية للشحن، حيث تغطي خدمات الشحن أكثر من 95 في المائة من مناطق خدمة الطرق السريعة.
وفي هذا السياق، قال جيفري ساكس، رئيس شبكة الأمم المتحدة لحلول التنمية المستدامة والأستاذ في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، خلال الدورة الـ29 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 29"، إن الصين أصبحت رائدة مهمة في مجال تحول الطاقة وتلعب دورا لا غنى عنه في معالجة تغير المناخ العالمي.
وفي الوقت الحاضر، يواجه التحول الأخضر العالمي للطاقة المزيد من التحديات الأحادية، وزادت مخاوف المجتمع الدولي بشأن عدم استمرار التحول المنخفض الكربون.
وبدوره، قال هوانغ تشن، أكاديمي في الأكاديمية الصينية للهندسة وأستاذ كرسي في جامعة شانغهاي جياوتونغ، مؤخرا إن وتيرة تحول الطاقة في الصين سوف تتسارع خلال العام المقبل، حيث يعد التحول الأخضر تدبيرا مهما للصين لتعزيز التنمية عالية الجودة، مشيرا إلى أن هذا ليس فقط بسبب الضغوط التي يمارسها المجتمع الدولي لتقليل الانبعاثات، ولكن الأهم من ذلك هو "أننا نريد تحقيق ذلك".
ولمواصلة التحول في مجال الطاقة، ما زالت الصين بحاجة إلى مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية، فنظرا لأن قدرة نظام الطاقة على قبول الطاقة الكهربائية المضافة المولدة من الطاقة الجديدة ما زالت مقيدة بعوامل متعددة مثل مصادر الطاقة والحمل وهيكل الشبكة وغيرها، فقد أدى النمو السريع المستمر للقدرة المركبة للطاقة الجديدة إلى تجاوز إمدادات الطاقة لسعة حمل الشبكة، وبالتالي ظهرت مشاكل في توازن الطاقة واستهلاكها. ويرى الخبراء أن كل ذلك سيكون محور أعمال تحول الطاقة في الصين في المستقبل.
ومن جانبها، قالت جينغ تشون مي، مديرة قسم أبحاث الطاقة والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون في المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية، إن القدرة المركبة للطاقة الجديدة ستستمر في النمو خلال العام المقبل، ومن الضروري القيام بعمل جيد في استهلاك الطاقة الجديدة، والتركيز بشكل أكبر على جانب الطلب، وتوسيع سيناريوهات التطبيق، بما يلعب دورا إيجابيا في المساهمة في التحول الأخضر ومنخفض الكربون لنظام الطاقة بأكمله في البلاد.
وفيما يتعلق بتعزيز الاستهلاك، أصدرت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات، وطرحت متطلبات محددة في المجالات الرئيسية التي تحتاج إلى تحسين، مثل التطوير المنسق لمصادر الطاقة وتحسين القدرة التنظيمية وتخصيص موارد شبكة إمداد الكهرباء وتحسين أهداف معدل استخدام الطاقة الجديدة.
ويصادف العام المقبل الذكرى السنوية الخامسة لاقتراح الصين هدف "الكربون المزدوج". وفيما يتعلق بالترتيبات الخاصة بالعام المقبل، قدم مسؤول في مكتب اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية مؤخرا تفسيرا لمفهوم تعزيز التحول الأخضر ومنخفض الكربون للطاقة بشكل مطرد وسليم.
ومن المقرر أن تسرع الصين خطوات تخطيط وبناء نظام طاقة جديد في العام المقبل على أساس ضمان أمن الطاقة، وتنسيق الاستهلاك المحلي للطاقة الجديدة وبناء قنوات نقلها إلى الخارج، واتخاذ تدابير متعددة لتحسين قدرة قبول شبكة الطاقة للكهرباء المولد من الطاقة الجديدة، ودعم تطوير نموذج "الإمداد المباشر للطاقة الخضراء"، وتسريع وتيرة بناء مشروعات الشبكات الصغيرة لنقل الكهرباء ومشروعات تدمج بين مصادر الطاقة والأحمال وتخزين الطاقة.
ولا يمثل العام المقبل الذكرى السنوية الخامسة لاقتراح الصين لهدف "الكربون المزدوج" فحسب، بل يعد أيضا عاما رئيسيا لإنشاء آلية جديدة للتحول الشامل من التحكم المزدوج في استهلاك الطاقة إلى التحكم المزدوج في انبعاثات الكربون.
وأشارت جينغ تشون مي إلى أن الصين تتمتع بمميزات كبيرة في مجال تطوير الطاقة الخضراء تتمثل في القدرة المركبة الضخمة، وأن الحل التدريجي لمشكلة الاستهلاك سيمكن من دمج ميزة القدرة المركبة هذه في نظام الطاقة وإطلاق العنان لميزات التحول.