الصين تسرع إصلاحات رعاية المسنين للتعامل مع شيخوخة السكان

بكين 10 يناير 2025 (شينخوا) قال نائب وزير الشؤون المدنية تانغ تشنغ بي إن الصين تكثف جهودها لتحسين نظام رعاية المسنين لمواجهة تحديات الشيخوخة السريعة للسكان، حيث يمثل عدد المسنين ممن يبلغون الستين عاما فما فوق أكثر من 21 في المائة من السكان الصينيين حاليا.

وأشار تانغ خلال مؤتمر صحفي عُقد يوم الخميس الماضي في بكين إلى أن الصين أصدرت مجموعة من المبادئ التوجيهية البارزة التي تهدف إلى تعميق إصلاحات خدمات رعاية المسنين في البلاد.

وأكد تانغ على الحاجة الملحة لتنفيذ تدابير شاملة قبل عام 2035 لضمان استعداد البلاد لمواجهة التحديات الناتجة عن شيخوخة سكانها.

وتقترح وثيقة المبادئ التوجيهية تعزيز خدمات رعاية المسنين الأساسية مع التركيز على تقديم الرعاية لكبار السن من ذوي الإعاقة، فضلا عن تحسين السياسات والتدابير لضمان خدمات رعاية المسنين الملموسة التي يسهل الوصول إليها.

كما تدعو الوثيقة إلى التنمية النشطة للاقتصاد الفضي وتعزيز تطوير قطاع رعاية المسنين.

وبموجب هذه المبادئ التوجيهية، تخطط الصين لإنشاء شبكة رعاية للمسنين مؤلفة من ثلاثة مستويات على مستوى المحافظات والبلدات والقرى، وتنسيق الرعاية المنزلية والمجتمعية مع توفير دور مهني داعم للرعاية المؤسسية.

وتكشف أحدث البيانات أن متوسط العمر المتوقع في الصين بلغ 78.6 سنة، مع توقعات بأن يتجاوز عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق في الصين 400 مليون نسمة بحلول عام 2035 تقريبا، ما يمثل أكثر من 30 في المائة من إجمالي السكان.

وفي هذا السياق، قال قه تشي هاو المسؤول البارز في وزارة المالية خلال المؤتمر الصحفي المذكور إن الحكومة تعاملت مع هذا التحول الديموغرافي من خلال تعزيز تمويل رعاية المسنين بشكل كبير حيث استثمرت أكثر من 560 مليار يوان (77.9 مليار دولار أمريكي) في خدمات التقاعد والرعاية الاجتماعية في الفترة بين عامي 2019 و2024، بمعدل نمو سنوي يبلغ 11 في المائة.

وأضاف قه أن الحكومة قدمت بالإضافة إلى الدعم المالي حوافز ضريبية لمؤسسات رعاية كبار السن، ووفرت إعفاءات وتخفيضات على ضريبة دخل الشركات وضريبة القيمة المضافة والرسوم الأخرى.

وأشار قه إلى أن الحكومة ستواصل في المستقبل توسيع الاستثمار في رعاية المسنين وتبسيط إدارة الأموال ذات الصلة.

ووفقا للمبادئ التوجيهية، ستشمل التدابير إجراءات تعمل على تحسين الوصول إلى الرعاية المؤسسية وتعديل المنازل لسهولة الوصول إليها وتوسيع الخدمات المنزلية.

ويعد الابتكار التكنولوجي حجر الزاوية في هذه الإصلاحات، حيث ستدعم الحكومة تطوير تكنولوجيات مثل الروبوتات البشرية وواجهات دماغ-حاسوب والذكاء الاصطناعي لتعزيز خدمات رعاية المسنين.