15 يناير 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ دشّنت بلدة أنشي في عام 2021 أول قاعدة رقمية لترميم الأفلام في الصين. وأشرف على إنجاز هذا المشروع مركز الموارد الرقمية التابع لأرشيف الفيلم الصيني.
تشو سي ينغ، هي أول طالبة دراسات عليا لبرنامج "إنتاج الأفلام والترميم الرقمي" في مركز أبحاث فن الفيلم الصيني. وبعد تخرجها تم قبولها من مركز الموارد الرقمية في أنشي للمشاركة في مشروع الترميم الرقمي لأرشيف الأفلام الصينية.
أُطلق مشروع الترميم في عام 2006، حيث تبدأ عملية الترميم بمرحلة ترميم مادي في قاعدة بيانات شيآن التابعة لأرشيف الأفلام الصيني، ثم تنتهي بمرحلة للترميم الرقمي في المقر الرئيسي. وفي عام 2023، تم تشغيل مركز آنشي للموارد الرقمية رسميًا، وتم نقل جزء كبير من أعمال الترميم الرقمية من المقر الرئيسي إلى آنشي. وانتقل أكثر من عشر شباب من المدن الكبرى إلى المحافظة الجبلية وتحملوا نصف مسؤولية الترميم الرقمي للأفلام الصينية.
وانغ روي هو عضو في فريق الترميم أيضا، وفي حديثه عن عملية الترميم، قال إن الكثير من حركات الشخصيات في أفلام الحركة، تتطلب تركيب اللقطات المجزأة إطارًا تلو الآخر. وقال أن عملية ترميم فيلم "المخطط أ" قد ترك لديه أثرا عميقا. "على الرغم من أن 200 إطار من اللقطات تساوي 8 ثوانٍ فقط في الفيلم، لكن ذلك يكلفني استعادتها إطارًا بإطار"، مما يجعل العملية تستغرق يوما كاملا لإنهاء.
"إذا غزت العفنة الفيلم بمرور الوقت، فستختفي الصور الثمينة الموجودة على الفيلم. وماذا يمكننا أن نترك للجمهور في المستقبل؟" يقول وانغ روي، مستشعرا ثقل العبء الذي على كتفيه. ويستعين في هذه العملية بالخوارزميات والذكاء الاصطناعي، لإزالة الخدوش والضوضاء والتشويش وانحراف الألوان.
"ترميم الأفلام القديمة، يمثل مهمة سباق ضد الزمن"، تقول تشو سي ينغ، وتضيف " فيلم الموجة الأبدية" على سبيل المثال، يبلغ طوله 116 دقيقة. وقد قضت تشو سي ينغ وفريقها أكثر من 7 أشهر في تلوين وإصلاح أكثر من 165 ألف إطار. مما يجعل هذا الفيلم أول فيلم روائي بالأبيض والأسود يتم تلوينه بدقة 4K . وفي عام 2024، تمكّن الفريق من ترميم 27 فيلمًا في أنشي، وهو ضعف لعام 2023.
"تعد الأفلام القديمة تراثا ثقافيا ثمينا، والترميم يمثل حماية ووراثة لهذا التراث"، يقول زو ينغ، المسؤول عن مركز الموارد الرقمية في أنشي. ويضيف بأنه يأمل في عرض "الأفلام القديمة" المستعادة في صالات العرض، ومواصلة حماية التراث الثقافي وتعزيز النمو المستمر لترميم الأفلام.