الدوحة 15 يناير 2025 (شينخوا) أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني مساء اليوم (الأربعاء) عن توصل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل أسرى ومحتجزين، بعد نحو 15 شهرا من الحرب على القطاع.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحفي اليوم " يسر دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية الإعلان عن نجاح جهود الوساطة المشتركة بوصول طرفي النزاع في قطاع غزة إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى والرهائن والعودة إلى الهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين".
وأضاف أن الاتفاق يشمل أيضا إيصال كميات مكثفة من المساعدات الإنسانية والإغاثية للفلسطينيين في قطاع غزة.
وذكر أنه مع موافقة الجانبين وطرفي التفاوض على هذا الاتفاق جار العمل على إنهاء كافة الإجراءات التنفيذية خلال هذه الليلة ومن ثم سيتم اتخاذ الإجراءات الداخلية لدى الحكومة الإسرائيلية، ومن بعدها يبدأ تنفيذ الاتفاق في يوم الأحد 19 يناير الجاري وسيتم تحديد الموعد بالساعة لاحقا.
وأشار إلى أنه بالنسبة لتفاصيل الاتفاق فإن المرحلة الأولى ومدتها 42 يوما ستشهد وقفا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية شرقا وبعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان للتمركز على الحدود في جميع مناطق غزة.
كما سيجري تبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم وتسهيل مغادرة الجرحى لتلقي العلاج.
وأفاد بأن المرحلة الأولى تتضمن أيضا تنفيذ إدخال المساعدات الإنسانية وتوزيعها الآمن والفعال على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.
وكشف رئيس مجلس الوزراء بأنه حسب الاتفاق، ستطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 محتجزا إسرائيليا بما يشمل النساء المدنيات والمجندات والأطفال وكبار السن والمرضى والجرحى المدنيين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية ومراكز الاعتقال، لم يفصح عن عددهم بالتحديد.
أما عن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة، فقال الشيخ محمد إنه سيتم إنهاء الاتفاق عليها خلال تنفيذ المرحلة الأولى.
وأضاف "تؤكد دولة قطر ضرورة التزام الطرفين الكامل بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث حقنا لدماء المدنيين، وتجنيب المنطقة لتبعات هذا الصراع وتمهيدا للوصول إلى السلام العادل والمستدام".
وشدد على أن بلاده ستواصل العمل مع مصر والولايات المتحدة لضمان تنفيذ أطراف الاتفاق التزاماتهم وضمان استمرار المفاوضات لتنفيذ بقية المراحل.
وأعرب عن تطلعه إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية في تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الأمم المتحدة في إدخال وإيصال المساعدات للسكان المدنيين في قطاع غزة، مشيرا إلى أن بلاده لن تدخر جهدا في توفير الدعم للأسر المنكوبة وكل ما يلزم لرفع معاناة الأهالي في القطاع.
وأوضح أنه منذ الثامن من أكتوبر لم تدخر قطر جهدا بتوجيهات ومتابعة مباشرة من الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للقيام بكل ما يلزم للوصول إلى هذه اللحظة.
ومضى يقول "منذ التوصل إلى الاتفاق الأول في نوفمبر 2023 لإطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين ونحن في عمل مستمر لضمان الوصول إلى اتفاق يحقن دماء الأبرياء، ويوقف آلة الحرب ويعيد للمنطقة الأمل بمستقبل يسوده الأمن ولشعوب المنطقة فرصة الحلم بمستقبل أفضل".
ولفت إلى أنه على مدار 411 يوما استمرت الاجتماعات والاتصالات مع الشركاء وطرفي النزاع واليوم وصلنا إلى هذه اللحظة المنتظرة.
بيد أنه استدرك قائلا "لكنها بداية والمسؤولية الآن تقع على عاتق الأطراف بدعم من الوسطاء والمجتمع الدولي للعبور إلى بر السلام، وهذا ما ستنصب عليه جهودنا في المرحلة المقبلة".
وتوجه رئيس مجلس الوزراء القطري بالشكر لكافة الشركاء الدوليين والإقليميين، الذين ساندوا في هذه الجهود وعلى طول المسار حتى لحظة الوصول إلى هذا الاتفاق.
وأكد في الختام لأهالي غزة أن بلاده ستستمر دائما في دعم الفلسطينيين وأن هذا الموضوع يلقى عناية ومتابعة مباشرة من أمير البلاد، معربا عن أمله أن تكون هذه آخر صفحة من أيام الحرب.
كما أعرب عن أمله من جميع الأطراف أن تلتزم بالاتفاق مع الاستمرار في الإجراءات، وفق ما نصت عليه هذه الاتفاقية، مؤكدا أن قطر ستعمل بشكل مشترك مع شركائها للتأكد من تنفيذ هذا الاتفاق بشكل كامل وعودة الهدوء المستدام بشكل دائم إلى قطاع غزة ولن تتخلى عن أهالي غزة.
وكانت قطر قد قادت مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية، جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس لوقف الحرب في غزة.
وبدأ النزاع بين الطرفين في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز حوالي 250 رهينة.
وردت إسرائيل بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة قتلت خلاله أكثر من 46 ألف فلسطيني وتسببت بدمار هائل غير مسبوق.