إعلانات الزفاف في الجرائد، تقليد قديم يستعيد رواجه مع الأجيال الجديدة في الصين

20 يناير 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أصبحت إعلانات الزفاف في الصحف الورقية اتجاها شائعا لدى الشباب في الصين مؤخرا. حيث نشر عدد من مستخدمي الإنترنت إعلاناتهم الخاصة، وأشاروا إلى أنهم قد استعادوا "رومانسية الأجيال السابقة".

لدى كل شخص أسباب مختلفة لاختيار نشر إعلان زفافه. إذ يرى بعض الناس أن نشر إعلان الزفاف في الصحيفة يعد طريقة رومانسية للاحتفال. وقالت السيدة يانغ إن هذه الفكرة قد خامرتها حينما شاهدت إعلان زفاف إحدى الصحف، وقررت أن تفعل الشيء نفسه: "نشعر أنه بمجرد نشر أي مطبوعة، لا يمكن تغييرها أو إلغاؤها، لذا فإن نشر إعلان الزفاف على الصحف الورقية يعد طريقة رومانسية للاحتفاظ بهذه الذكرى السعيدة."

أما السيد جين فحينما رأى إعلان زفافه على الصحيفة، فقد شعر بأن قد أعلن أمام العالم عن حبه لشريكته. وقالت السيدة شياو يانغ إنها أرادت متابعة "الترند" بعدما رأت صور زفاف صديقاتها على صفحات الصحف. وأضافت: "أعلم أن الصحف اليومية يتم أرشفتها في المكتبات المحلية وتصبح جزءًا من الذاكرة، وهذا يمتلك قيمة رمزية بالنسبة لي، فهذا بمثابة دعوة التاريخ والقانون ليشهدا على هذا اليوم السعيد في حياتي."

في واقع الأمر، بالإضافة إلى "إعلانات الزفاف"، فإن نشر الأخبار الجيدة في الصحف كان دائماً عملاً تقليدياً لبعض الصحف. ويقول موظف بإحدى الصحف، إن بعض الأجداد في هوبي ينشرون إعلانات في الصحف للتعبير عن أمانيهم الجميلة بمناسبة أعياد ميلاد أحفادهم. وفي الوقت الحالي، قامت العديد من الصحف بإعادة إطلاق خدمات الإعلانات الصحفية المتخصصة. وقامت بعض الشركات بإعداد قوائم أسعار للصحف المختلفة، وفرضت رسومًا مختلفة لنشر إعلانات الزفاف وتهنئة أعياد الميلاد وامتحانات القبول وغيرها من إعلانات المناسبات السعيدة، اعتمادًا على حجم الصفحة التي تشغلها محتويات الإعلان.

كان الإعلان عن الزفاف في الصحف اتجاهًا شائعًا منذ عقود من الزمن، لكنه استعاد شعبيته في العصر الرقمي سريع التغير. ويعتقد تشو رونان، الأستاذ المشارك في كلية الصحافة والاتصالات بجامعة صن يات صن، أن هناك عدة أسباب وراء ذلك، أحدها السعي إلى الابتكار. "الواقع أن إعلانات الزفاف في الصحف تمثل تعبيراً متنوعاً ومبتكراً عن عادات الزفاف"، يقول تشو. ويضيف بأن مواليد السبعينيات والثمانينيات على سبيل المثال، كانوا يحبذون السفر وعدم إقامة حفلات الزفاف من أجل إظهار تفرّدهم وكسر نمطية الزفاف التقليدي. بينما يحب الشباب المولودون في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين الرومانسية القديمة ويستخدمون الاتجاهات الوطنية لإظهار شخصيتهم.

ويعتقد تشو رونان أن نشر إعلانات الزفاف في الصحف هو "اختراع تقليدي" له جذور تاريخية. هذا الإجراء يمنح الناس شعورًا مهيبًا بإعلان ارتباطهم أمام العالم، والكشف عن علاقتهم الزوجية بشكل أكثر صراحة وشفافية، وإظهار حبهم والتزامهم.

باعتبارها وسيلة تقليدية للتواصل، تتمتع الصحف الورقية بمصداقية كبيرة وأهمية ثقافية لا يمكن تعويضها. وعندما يعلن الشباب عن زواجهم في الصحيفة، فإنهم بالإضافة إلى تدوين معلومات مثل تاريخ الزفاف، يتركون أيضًا كل أنواع التوقعات الجميلة. وهذا مظهر قيم من مظاهر ترسيخ الثقافة التقليدية في حياتهم الخاصة.