نانجينغ 23 يناير 2025 (شينخوا) استعدادا لاستقبال عيد الربيع، وهو أهم الأعياد التقليدية في الصين، تتحرك الأسر الصينية بنشاط لشراء السلع التقليدية وهدايا العيد في الآونة الأخيرة، حيث تتصدر المنتجات الغذائية والزراعية قائمة مشتريات العيد.
وفي نانجينغ وسوتشو ومدن أخرى بمقاطعة جيانغسو شرقي الصين، لاقت منتجات مميزة من الدول العربية، وخاصة منتجات غذائية وزراعية تتوافر على رفوف متاجر بيع بالجملة ومحلات لبيع المنتجات المستوردة مثل "سامز كلوب" و"كوستكو"، لاقت رواجا واسعا بين المستهلكين المحليين.
بدوره، قال موظف يعمل في متجر يبيع بشكل أساسي المنتجات الزراعية المصنعة في نانجينغ حاضرة مقاطعة جيانغسو، إن منتجات زراعية من الدول العربية، بما في ذلك التمور المصرية وزيت الزيتون التونسي، تحظى بشعبية كبيرة في السوق الصينية خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف: "منذ نهاية ديسمبر الماضي، تزايد الطلب على هذه المنتجات، وبلغ ذروته خلال الأسبوع الجاري. ومن المتوقع أن تستمر المبيعات المرتفعة حتى نهاية الأسبوع المقبل".
ويمثل مستوى التجارة في المنتجات الزراعية نموذجا مصغرا لازدهار التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية. وارتفع حجم التجارة الثنائية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023. وقد ساهم هذا النمو المذهل في تعزيز مكانة الصين باعتبارها الشريك التجاري الأول للعالم العربي على مدى سنوات عديدة.
واشترى أحد سكان مدينة ووشي، واسمه فنغ، مؤخرا خمسة أكياس من التمور المصرية، قائلا: "هذه التمور تتميز بلونها الداكن وحجمها الكبير ومذاقها الحلو الطبيعي"، مؤكدا "لا يمكن أن تستغني مائدة الطعام في بيتي عن التمور المصرية التي تضيف البهجة والحلاوة إلى الأجواء الاحتفالية".
ومن أجل تقصير وقت التخليص الجمركي لمنتجات العيد المستوردة، اتخذت الجمارك المحلية تدابير خاصة مثل التسجيل المسبق للشحنات وحجز موعد للتخليص الجمركي. وبالإضافة إلى ذلك، تعاونت الجمارك بشكل وثيق مع منصات التجارة الإلكترونية الرائدة مثل "تاوباو" و"جيه دي"، من خلال تبادل البيانات وإصدار التحذير من المخاطر، ما يحسن كفاءة التخليص الجمركي ويقلل من تكاليف تشغيل الشركات.
وفي يناير الجاري، أعلنت جمارك نانتونغ بمقاطعة جيانغسو تخليص دفعة من زيت الكانولا من الإمارات العربية المتحدة، بقيمة إجمالية بلغت 20.1 مليون يوان (حوالي 2.8 مليون دولار أمريكي).
ومن جانبه، قال مسؤول في شركة شيامن جيانفا للسلع المحدودة، المستوردة لهذه المنتجات: "مع اقتراب عيد الربيع، تحل ذروة الطلبات على زيوت الطبخ"، مضيفا أن الشركة استوردت ما يقرب من 100 ألف طن من زيت الكانولا سنويا من الإمارات العربية المتحدة في غضون السنوات الخمس الماضية، ما ساهم في إثراء اختيارات مائدة المواطنين الصينيين.
وخلال السنوات الأخيرة، تم إدخال المزيد من المنتجات الزراعية عالية الجودة من الدول العربية إلى السوق الصينية، وذلك من خلال معارض دولية مثل المعرض الصيني العربي ومعرض الصين الدولي للاستيراد. وعلى سبيل المثال، جلبت السعودية، خلال مشاركها كـ"ضيف شرف" لأول مرة في معرض الصين الدولي للاستيراد في العام الماضي، الأطعمة التقليدية مثل التمر وشراب العسل والجبن إلى المستهلكين الصينيين، ما نجح في توسيع سوقها في الصين.
وفي هذا الصدد، قال شيوي جيان هونغ، نائب مدير معهد الجودة والسلامة التابع لأكاديمية جيانغسو للعلوم الزراعية، "لا تقدم الصين الدعم الشامل لتعزيز تصدير المنتجات الزراعية العربية في مجال النقل والخدمات اللوجستية فحسب، بل تعمل أيضا على تعزيز التعاون في المواهب والمعدات والتكنولوجيا والإدارة لمساعدة الدول العربية في تحسين مستوى التحديث الزراعي.
وأعلن تقرير بشأن آفاق السوق الصناعي لسلع عيد الربيع الصيني لعام 2025، توقعه بأن يسجل حجم السوق الصناعي لسلع عيد الربيع في الصين رقما قياسيا جديدا في عام 2024، ليصل إلى 170.81 مليار يوان (حوالي 23.82 مليار دولار أمريكي). ومن المتوقع أن ينمو حجم السوق لهذه السلع بشكل مستمر في عام 2025.
وأرجع التقرير، الذي أصدره مؤخرا معهد البحوث الصناعية التابع لإحدى المؤسسات المهنية الرائدة في مجال البحوث الصناعية على مستوى البلاد، أرجع هذا النمو بشكل رئيسي إلى اهتمام المستهلكين الصينيين باحتفالات عيد الربيع وسعيهم للحصول على سلع عالية الجودة.