"التزلج في مصر"... صيحة جديدة بين السياح الصينيين الشباب

بكين 23 يناير 2025 (شينخوا) ربما من الصعب التخيل أن مصر، الدولة ذات المناخ الصحراوي الحار والجاف، أصبحت مرتبطة بكلمة "التزلج" وذائعة الصيت باعتبارها "منتجعا للتزلج" على منصات التواصل الاجتماعي الصينية.

ومن خلال تدوينات مثل "تعال إلى مصر لتعلم التزلج بأقل سعر" و "150 يوانا (نحو 20.6 دولار أمريكي) للتزلج في مصر لمدة شهر" على "شياوهونغشو" و"ويبوه" و"دوين" وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي، شارك العديد من الشباب الصينيين تجربتهم للتزلج بالقاهرة، التي بلغ متوسط درجة الحرارة الدنيا اليومية فيها 9.7 درجة مئوية حتى في يناير بالشتاء، معتبرين ذلك ممارسة فعالة للغاية من حيث التكلفة.

ويبدو أن عوامل الجذب المصرية لم تعد تقتصر فقط على الأهرامات ونهر النيل والمتحف المصري الكبير وغيرها من المعالم المشهورة. فبالإضافة إلى الموارد السياحية المعروفة، أصبحت الأسعار الميسورة التكلفة لتجربة بعض الرياضات أو تعلم مهارات معينة مثل التزلج والفروسية والغوص والتنس، والتي تعد باهظة التكلفة نسبيا في الصين، أثناء رحلات الاستمتاع بالحضارة المصرية القديمة والمناظر الطبيعية الساحرة، أصبحت نقطة جذب جديدة بالنسبة لهؤلاء الشباب الصينيين.

وعلى سبيل المثال، في منتجع تزلج داخلي بالقاهرة، بلغ سعر تذكرة لمدة شهر 1000 جنيه مصري (حوالي 145 يوانا)، وتحتوي الباقة على الدخول غير المحدود إلى متنزه الثلج مع توفير الملابس والأحذية والقفازات وغيرها من معدات التزلج مجانا علاوة على خصومات أخرى. وفي حين، تكلف دورة تدريبية تشمل خمسة دروس للمبتدئين 750 جنيها مصريا، فإنه "بهذا السعر، لا يمكنك حتى شراء تذكرة دخول لمنتجع تزلج في الصين"، حسبما قال أحد المدونين على منصة "شياوهونغشو".

ويأتي هذا التوجه الجديد على خلفية الإقبال المتزايد للسياح الصينيين على زيارة مصر، إذ على الرغم من مسافة الطيران البالغة أكثر من 7 آلاف كيلومتر بين القاهرة وبكين، والتي تستغرق رحلتها أكثر من 10 ساعات، زار نحو 300 ألف سائح صيني مصر خلال عام 2024، بزيادة 63 في المائة مقارنة بعام 2023، حسبما كشفت السفارة الصينية لدى مصر في منتصف ديسمبر الماضي.

ويتوقع أن تستقبل مصر أفواجا من السياح الصينيين خلال عطلة عيد الربيع الصيني، التي ستستمر لمدة ثمانية أيام ابتداء من 28 يناير الجاري هذا العام، حيث أظهرت بيانات صادرة عن منصة "مافنغوه" الصينية لخدمات السياحة والتواصل الاجتماعي، أن مصر جاءت ضمن الوجهات السياحية العشر الأكثر شعبية من حيث السياحة الخارجية خلال العطلة المرتقبة.

وفي الوقت نفسه، يرى كثير من هؤلاء الشباب الصينيين أن الأمر لا يستحق الذهاب إلى مصر خصيصا من أجل الدورات التدريبية الرخيصة، بل إن الممارسة الأفضل تتمثل في أخذ بعض الوقت للتجربة والتعلم على هامش الرحلة. وقال أحد المدونين على منصة "شياوهونغشو"، "على أي حال، إن الهدف الأهم للسفر إلى مصر هو السياحة، أما التعلم التجريبي فهو مكافأة إضافية".