19 فبراير 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أقيم حفل تدشين المختبر المغربي الصيني المشترك للطاقة الخضراء والمواد المتقدمة في 14 فبراير الجاري بمدينة الجديدة بالمغرب. وهو مشروع مدعوم من البرنامج الصيني لـ"التعاون الدولي بين الحكومات في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي". وتم تنفيذه من قبل شركة شبكة كهرباء شينجيانغ الحكومية المحدودة، وجامعة شيآن للتكنولوجيا، وجامعة شاندونغ، وجامعة شعيب الدكالي المغربية.
ويعد المختبر المشترك المغربي الصيني للطاقة الخضراء والمواد المتقدمة، أول مختبر مشترك في مجال الطاقة النظيفة بين الصين والمغرب، منذ أن طرحت قمة الصين والدول العربية في عام 2022 خطة لإنشاء مختبرات مشتركة بين الصين والدول العربية. وسيمثل المختبر مرحلة جديدة في التعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والمغرب في مجالات الطاقة الخضراء والمواد المتقدمة.
يتمتع المغرب بوفرة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويشهد خلال السنوات الأخيرة تطورا سريعا في مجال الطاقة المتجددة. رغم ذلك، لاتزال حصته في الهيكل العام للطاقة محدودة، ويخطو بخطوات بطيئة نسبيا على مسار التحول الطاقي، وخاصة على صعيد البنية التحتية وإدخال التكنولوجيا. في المقابل تمتلك الصين تراكما تكنولوجيا ناضجا نسبيا، إلى جانب مزايا صناعية في مجالات الطاقة الخضراء والمواد المتقدمة. مما يوفر إمكانات هائلة للتعاون بين الجانبين، والاستفادة الكاملة من المزايا المتبادلة، وتعزيز الابتكار وتطوير تكنولوجيا الطاقة الخضراء والمواد المتقدمة بشكل مشترك.
وستسهر شركة شبكة كهرباء شينجيانغ الحكومية المحدودة في إطار مشروع المختبر المشترك، على توفير الاستشارات الفنية والحلول في مجال الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. مما سيساعد المختبر على تذليل الصعوبات التقنية. وستقوم بتشكيل فريق بحثي، يركز على مراقبة قوة العزل ووضع شيخوخة أنظمة الطاقة الكهروضوئية. إلى جانب استكمال نمذجة عمر شيخوخة العزل لأنظمة الطاقة الكهروضوئية في ظل المناخات القاسية، واستخدام أجهزة استشعار الألياف البصرية لجمع البيانات ونقلها بدقة عالية. هذا جنبًا إلى جنب مع خوارزميات التحليل والمراقبة الذكية، لتحقيق مراقبة شاملة لأنظمة الطاقة الجديدة وتخزين الطاقة، والتحذير من الأخطاء وإدارة عمليات استهلاك الطاقة.
وسيسهم بناء المختبر المغربي الصيني المشترك للطاقة الخضراء والمواد المتقدمة في تعزيز التعاون على صعيد الابتكار العلمي والتكنولوجي بين البلدين. كما سيقدم التدريبات الفنية ويرعى المواهب العلمية والتكنولوجية من المغرب والدول الأفريقية.
في ذات الوقت، سيتم تطبيق التقنيات والمنتجات المتقدمة التي يطورها المختبر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المغرب والدول الأفريقية، ومساعدة المناطق المحلية على معالجة مشاكل نقص الطاقة والتلوث البيئي وغيرها من مشاكل التنمية المستدامة.
وعلى هامش حفل التدشين، قال السفير الصيني لدى المغرب لي تشانغ لين، إن إنشاء هذا المختبر المشترك، يعد إنجازا مهما للتعاون الصيني الأفريقي في مجال الابتكار العلمي والتكنولوجي. وأضاف بأن الصين مستعدة للعمل مع المغرب لتحويل المختبر إلى نموذج للتعاون العلمي والتكنولوجي بين الصين والمغرب وتقديم مساهمات إيجابية على صعيد بناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك.
ويُتوقع أن يقوم المختبر بتنفيذ الأبحاث العملية المشتركة، ويعمل على نقل التكنولوجيا وتدريب المواهب وغيرها من أشكال التعاون الثنائي في مجالات الطاقة الخضراء والمواد المتقدمة. مما سيقدم مساهمات إيجابية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين والمغرب وبناء مجتمع صيني إفريقي ذي مستقبل مشترك.