13 مارس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في مشهد يخطف الأنفاس، تسلق المؤدون من قومية ليسو جبلًا من السكاكين الحادة بأقدام حافية، ومشوا على الجمر المشتعل دون أن يصابوا بأذى. كان ذلك جزءًا من العروض المدهشة في مهرجان التراث غير المادي لولاية ديهونغ من مقاطعة يوننان الصينية.
وقد تعددت تفسيرات مستخدمي مواقع التواصل حول هذه العروض الخطيرة والمثيرة، بين من يعتقد أن الأمر يتعلق بتلبس الأرواح، ومن يخمن استخدام مواد واقية على باطن القدمين، وآخرون يرونها مجرد خدعة بصرية. لكن سر هذه المهارة يكمن في سنوات من التدريب والانضباط الجسدي والنفسي.
يتكون فريق الأداء من 11 عضوًا يمتلكون مهارات خاصة، يقودهم يو تسايقانغ البالغ من العمر 48 عامًا، والذي يعد أحد أبرز ورثة هذه المهارات. حيث بدأ يو تسايقانغ رحلته في تعلم هذه المهارة في العشرين من عمره، واستغرق تدريبه خمس سنوات ليحصل على مؤهل الأداء الرسمي في سن الخامسة والعشرين. وعلى مدار 23 عامًا تلت ذلك، استمر يو تسايقانغ في صقل مهاراته يوميًا دون انقطاع، مدفوعًا بإرادة صلبة وإصرار لا يلين.
تبدأ رحلة إتقان هذه المهارة بالسير على الحصى لتقوية جلد القدمين، ثم المشي على الزجاج المكسور، قبل أن يتجرأ على التدرب على مواجهة السكاكين والفحم الساخن. وخلال هذه المرحلة القاسية، يتحمل الجسم جروحًا وحروقًا لا تُحصى، حتى يتشكل غلاف سميك من الجلد الخشن، يشبه "درعًا بيولوجيًا" طبيعيًا يحمي القدمين من الشفرات وحرارة الفحم.
يشير يو تسايقانغ إلى أن قدميه أصبحتا بصلابة جلد البقر بفضل أكثر من 20 عامًا من التدريب، مما يتيح له توزيع ضغط الشفرات وحرارة النار بشكل فعال، فيقلل من خطر الإصابة. وبهذا، تتجاوز هذه المهارة حدود الميتافيزيقا لتصبح رمزًا للحكمة الشعبية والإرادة الإنسانية.
تمثل هذه المهارة الفريدة جزءًا من التراث الثقافي لشعب قومية ليسو، حيث تجسد شجاعتهم وقدرتهم على تحدي المخاطر، وتعكس قدرتهم على تحويل الصعاب إلى مصدر للقوة والإلهام. وهي ليست مجرد عرض فني، بل قصة تحمل في طياتها معاني الصمود والكفاح عبر الأجيال.