الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

مقالة : الآلات الذكية تعزز جهود الصين لمكافحة التصحر

/مصدر: شينخوا/   2025:03:17.09:06

هوهيهوت 16 مارس 2025 (شينخوا) تأخذ مهمة التشجير الشاقة على حافة صحراء مووس في شمالي الصين هذا الربيع طابعا مستقبليا، حيث تحلق الطائرات بدون طيار في الهواء وتنقل الشتلات عبر الكثبان الرملية الشاسعة، بينما تحفر آلات الزراعة الذكية في الرمال وتغرس الشتلات بدقة.

وبينما كان يشغل عن بُعد اثنتين من آلات الزراعة، قال قاو في: "لا يستغرق الأمر سوى خمس ثوان حتى تزرع هذه الروبوتات شتلة في الصحراء".

وأوضح قاو، الذي يعمل مع مجموعة جينتايمينغ للتكنولوجيا، ومقرها منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم بشمالي الصين، أن هذه هي آلات زراعة الأشجار الذكية من الجيل الثاني للشركة، حيث يمكنها أتمتة عملية زراعة الأشجار بالكامل بدءا من حفر التربة باستخدام مثقب وغرس الشتلة إلى سقي جذورها وتغطية محيطها بالتربة وضغطه.

وأضاف قاو أنه "تم نشر أربع من هذه الآلات هذا العام، التي لا تزال في المرحلة التجريبية. ولم يتم إطلاق خط إنتاج الآلات بالكامل بعد"، موضحا أن الشركة تمتلك حقوق ملكية فكرية مستقلة للآلات الذكية.

واستطرد قائلا إن الآلات تدمج تقنيات متقدمة مثل الحفر الأرضي الحلزوني والقيادة بدون طيار والذكاء الاصطناعي لتمكين زراعة الأشجار على نطاق واسع على مدار الساعة دون تدخل بشري. وتستثمر الشركة أيضا في تطوير آلات ذكية أخرى لاستيعاب سيناريوهات الزراعة المختلفة.

وتقع الصحراء بالقرب من الأراضي المروية في قسم ختاو من النهر الأصفر، ثاني أطول نهر في الصين. ومع انحناءات واسعة عبر منغوليا الداخلية، يمتد النهر لأكثر من 840 كم في المنطقة. وبالإضافة إلى صحراء مووس، فإن ضفاف النهر تتاخم حدود صحراء أولان بوه وصحراء كوبوتشي.

وحددت منغوليا الداخلية حوالي 15 مليون هكتار من الأراضي المتصحرة المنتشرة عبر مناطق تديرها سبع مدن، بأنها مصدر ومسار العواصف الرملية التي تؤثر على منطقة بكين-تيانجين-خبي.

وللتخفيف من العواصف الرملية وضمان الأمن الغذائي وحماية النهر الأصفر- النهر الأم للصين- يعد التشجير في منغوليا الداخلية ساحة معركة رئيسية لـ "برنامج غابات الحزام الواقي في المناطق الشمالية الثلاث"، الذي بدأ في عام 1978 لمكافحة التصحر.

وقال يان وي، مدير مركز غابات الحزام الواقي في المناطق الشمالية الثلاث بمدينة أوردوس في منغوليا الداخلية، إن هدف هذا العام لبرنامج التشجير في راية أوتوج، حيث يتم استخدام الروبوتات، هو زراعة أشجار عبر 3333 هكتارا من الأراضي الرملية، مع دعم 60 في المائة من العمل بأنواع مختلفة من الآلات.

وهناك 20 طائرة بدون طيار تستخدم لنقل الشتلات في منطقة البرنامج، مما يحسن كفاءة نقل كميات كبيرة من الشتلات عبر التضاريس المعقدة.

وفي الوقت نفسه، فإن آلة زراعة الأشجار الذكية قادرة على أداء عشرة أضعاف حجم العمل الذي يمكن للعامل البشري القيام به في اليوم الواحد، في حين أن تكلفتها لا تتجاوز 30 في المائة من تكلفة العامل، حسبما قال قاو.

وأضاف أن نوع ساليكس منغوليا المزروع آليا، وهي نوع من أشجار الصفصاف المقاومة للجفاف، أظهر معدل بقاء أعلى مقارنة بالنوع المزروع يدويا. ولا تزال الشركة متفائلة بشأن الإمكانات السوقية لروبوتات الزراعة الذكية.

وقد حظيت خبرة الصين وتجربتها في بناء مصدات الرياح في الصحاري بإشادات عالمية، إذ باستخدام شبكات مربعات القش المصنوعة من قش القمح لتثبيت الرمال، تم حشد أعداد كبيرة من الناس من شتى مناحي الحياة لزراعة الأشجار وتوسيع "السور العظيم الأخضر".

وقال ما تشيانغ، نائب مدير مديرية الغابات والمراعي في منغوليا الداخلية، إن جهود مكافحة التصحر يجب أن تتجاوز الحدود الإدارية. وشدد على ضرورة إدماج الوقاية من التصحر ومكافحته مع مبادرات الطاقة الجديدة، مثل تطوير مشاريع طاقة الرياح والطاقة الكهروضوئية في المناطق الصحراوية.

صور ساخنة