سفير جنوب إفريقيا المطرود من الولايات المتحدة يعود إلى بلاده دون "أي ندم"

كيب تاون 23 مارس 2025 (شينخوا) قال سفير جنوب إفريقيا المطرود من الولايات المتحدة إبراهيم رسول يوم الأحد إنه عاد إلى بلاده دون "أي ندم".

ووصل رسول وزوجته روزيدا، بعد رحلة استغرقت 32 ساعة من الولايات المتحدة عبر قطر، إلى مطار كيب تاون الدولي صباح الأحد وحظي باستقبال حار من قبل المئات من المؤيدين.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر رسول "شخصا غير مرغوب فيه"، في أعقاب تصريحات سابقة أدلى بها خلال ندوة عبر الإنترنت استضافها معهد مابونغوبوي للتفكير الاستراتيجي بجنوب إفريقيا انتقد خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وفي حديثه أمام حوالي 300 من أنصاره في المطار، قال رسول إنه في حين أن الهدف من وصفه بأنه شخص غير مرغوب فيه هو إذلاله، إلا أن هذا الاستقبال الحار يعد بمثابة وسام شرف.

وأضاف "عندما تعود ويكون في استقبالك حشد مثل هذا وبحفاوة وشعور أوبونتو (فلسفة أفريقية تقليدية وتعني أنا ما أنا بسبب من نحن كلنا) مثل هذا، فإنني سأرتدي شارة الشخص غير مرغوب فيه كوسام شرف ... وسام بأننا فعلنا الشيء الصحيح"، معربا عن سعادته بعودته إلى حيث "يتم تقدير الأوبونتو".

وتابع رسول أن بلاده اضطرت في النهاية إلى اللجوء إلى ما أسماه "دبلوماسية الأوبونتو" بعد استنفادها المحاولات بالدبلوماسية التقليدية.

وأكد أن "دبلوماسية الأوبونتو ليست فن الكذب من أجل بلدك. إنها فن قول الحقيقة ولكن بلطف. دبلوماسية الأوبونتو لا تعرف التملق إلى مضيفك ولا تنكر الخطأ، بل هي مشاركة فكرية وإقناع مضيفك بطريقة أفضل".

وكان رسول يأمل في أن يجد الرئيس سيريل رامافوسا شخصا قادرا على إصلاح العلاقة مع الولايات المتحدة دون التضحية بقيم جنوب إفريقيا، قائلا "يجب أن نقاتل من أجل ذلك، لكن يجب أن نحافظ على كرامتنا".

وعندما سئل عما إذا كانت الدبلوماسية قد فشلت، قال إن حقيقة أن تصريحاته لفتت انتباه ترامب ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو مما دفعهما إلى إعلانه شخصا غير مرغوب فيه تظهر أن رسالته وصلت إلى أعلى مستوى في الحكومة الأمريكية.

وأضاف رسول "لقد صُدموا من توصيفنا ولم يكونوا سعداء، وبالتالي فإن دبلوماسية الأوبونتو نجحت بالتأكيد لأننا شهدنا على قيم مجتمعنا".

وأُعلن طرد رسول عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي من قبل روبيو، الذي وصفه بأنه "سياسي محرض على العنصرية يكره أمريكا ورئيسها". وأعطي روبيو رسول 72 ساعة لمغادرة الولايات المتحدة واعتبر شخصا "غير مقبول" لاعتماده في المستقبل كممثل لجنوب إفريقيا في واشنطن.

ومن المتوقع أن يقدم رسول تقريرا مفصلا عن هذه المسألة إلى رامافوسا، الذي أكد يوم الاثنين الماضي أن جنوب إفريقيا ملتزمة بالتواصل مع واشنطن، واصفا الطرد بأنه انتكاسة طفيفة في العلاقات الثنائية.