غزة 27 مارس 2025 (شينخوا) أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم (الخميس) استعدادها لمواصلة مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة "بكل مسؤولية" رغم ما وصفته بـ"تنصل" إسرائيل من المبادرات والمقترحات المقدمة.
وقال القيادي في الحركة محمود مرداوي في بيان إن الفترة الماضية شهدت طرح عدة مبادرات تهدف إلى التهدئة ووقف "العدوان" على غزة، إلى جانب تنفيذ خطوات سياسية وإنسانية تشمل الانسحاب من القطاع وتبادل الأسرى وبدء إعادة الإعمار ورفع الحصار.
وأضاف مرداوي أن الفصائل الفلسطينية تعاملت مع هذه المبادرات "بمسؤولية وجدية"، لكن "الاحتلال الإسرائيلي تنصل من التفاهمات ونكث وعوده للوسطاء، وعاد إلى سياسة التصعيد والقتل".
واعتبر أن "هذا التنصل لا يعكس فقط غطرسة المحتل، بل يضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد: إما أن يتحرك وفق القانون والعدالة، أو يواصل سياسة إزدواجية المعايير التي تهدد الاستقرار في فلسطين والمنطقة بأسرها".
وأكد مرداوي "جاهزية الفصائل الفلسطينية لمواصلة العمل والمفاوضات بكل مسؤولية لتحقيق وقف إطلاق النار"، داعيا الدول العربية إلى "كسر حالة الصمت والخروج من دائرة البيانات الشكلية إلى خطوات فعلية تعيد الاعتبار لفلسطين والقدس باعتبارهما القضية المركزية للأمة".
وتأتي تصريحات مرداوي في ظل تحركات دبلوماسية مكثفة من جانب الدوحة والقاهرة اللتين تقومان بدور الوساطة بشأن غزة.
وقالت وسائل إعلام مصرية ان وفدا أمنيا مصريا توجه اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة، لمواصلة المباحثات بشأن الإفراج عن الأسرى والمحتجزين في إطار "مرحلة انتقالية للسعي إلى خفض التصعيد في غزة"، وذلك بعد استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع.
وذكرت قناة ((القاهرة الإخبارية)) أن الوفد الأمني المصري سيبحث أيضا إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تمهيدا للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الدائم.
وكانت مصادر مصرية مطلعة قد أفادت يوم الاثنين الماضي بأن القاهرة قدمت مقترحا جديدا بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت المصادر لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المقترح المصري يقضي بالإفراج عن خمسة أسرى إسرائيليين أحياء، بينهم الجندي عيدان ألكسندر الحامل للجنسية الأمريكية، مقابل هدنة مدتها 40 يوما، تمهيدا لاستئناف المباحثات حول المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأوضحت المصادر أن رد حركة حماس على المقترح كان "إيجابيا"، فيما لا تزال القاهرة تنتظر رد الجانب الإسرائيلي.
وقالت الإذاعة الاسرائيلية إن هناك مواقف إسرائيلية "إيجابية" تجاه المقترح المصري لكن إسرائيل لم تقدم ردها النهائي بعد.
وذكرت الإذاعة أن إسرائيل تريد إطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين في غزة على مرحلتين، مع هدنة تمتد 40 يوما بينهما.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد الأسبوع الماضي أن أي مفاوضات مقبلة مع حماس "ستتم تحت النار"، متعهدا بمواصلة القتال حتى تحقيق جميع "أهداف الحرب، والتي تشمل، وفق تصريحاته المتكررة، إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة والقضاء على حركة حماس وضمان عدم تشكيل غزة تهديدا مستقبليا لإسرائيل.
واستأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة قبل نحو عشرة أيام، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، إثر رفض حماس مقترحا أمريكيا قدمه المبعوث ستيف ويتكوف، لتمديد الهدنة خلال شهر رمضان وعيد الفصح.
وفي الثاني من مارس الجاري، أعلنت إسرائيل وقف دخول البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة.
وشنت إسرائيل حربا واسعة النطاق على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، بعد أن نفذت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر، وفق السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.
وفي المقابل، أودت الحرب بحياة أكثر من 50 ألف فلسطيني، وفق إحصاءات وزارة الصحة في غزة.