علماء صينيون يعيدون بناء وجه إنسان مبكر عاش قبل 16000 عام

ناننينغ 30 مارس 2025 (شينخوا) نجح علماء في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ بجنوبي الصين بإعادة بناء وجه إنسان يعود لفترة ما قبل التاريخ عاش قبل 16 ألف عام وذلك باستخدام التكنولوجيا ثلاثية الأبعاد ليظهر الوجه مستديرا وعيون ضيقة وشفاه ممتلئة نسبيا وأنف مسطح.

ونُشرت نتائج العلماء في مجلة العلوم الأثرية حيث يعتقد خبراء أن بإمكانها توفير أساليب تقنية هامة ومواد مرجعية لدراسة الخصائص الفيزيائية للإنسان في وقت مبكر وتطور ملامح الوجه البشري في جنوبي الصين.

وتم اكتشاف حفرية لجمجمة إنسان مبكر في موقع كهف ياهواي على تل في قرية بوهلانغ بمحافظة لونغآن في قوانغشي الذي خضع لأعمال تنقيب أثري خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2018.

وفي هذا السياق، قال شيه قوانغ ماو الباحث في معهد قوانغشي لحماية الآثار الثقافية وعلم الآثار: "كان موقع دفن كهف ياهواي ثاني موقع دفن من فترة العصر الحجري القديم يتم العثور عليه في الصين"، مشيرا إلى أن الحفرية المكتشفة هي الوحيدة الكاملة لجمجمة بشرية موجودة في جنوبي الصين والتي أظهرت طبقات دقيقة وتاريخا موثوقا، فضلا عن قيمتها الكبيرة لدراسة تنوع الأشخاص الأوائل وممارسات الهجرة والتواصل لسكان ما قبل التاريخ وعادات دفن البشر في أواخر العصر الحجري القديم.

وتمت عملية إعادة بناء الوجه المذكور في عام 2023 من قبل باحثين من جامعة قوانغشي للمعلمين وصندوق مؤسسة "ألدر هي" للأطفال في المملكة المتحدة ومعهد علوم الحفريات الفقارية والإنسان القديم التابع للأكاديمية الصينية للعلوم ومعهد قوانغشي لحماية الآثار الثقافية وعلم الآثار وجامعة بكين للمعلمين.

وقال شيه الذي كان مسؤولا عن المشروع المذكور إن فريق البحث المشترك استخدم طريقة استعادة الوجه بمساعدة الكمبيوتر ونفذ أعمال ترميم عالية الدقة بمساعدة برنامج نمذجة ثلاثي الأبعاد.

واعتمد الفريق أيضا طريقة قياس الشكل الهندسي ثلاثية الأبعاد لتحليل ومقارنة أوجه التشابه والاختلاف بين الأشكال الهندسية للجمجمة الموجودة في موقع كهف ياهواي والجماجم البشرية الحديثة.

ووجد العلماء أن جمجمة ما قبل التاريخ كانت أكبر من جماجم الإناث اليوم لكنها أصغر من جماجم الذكور الحديثة، فيما يشبه شكلها الهندسي شكل جمجمة أنثى حديثة على الرغم من وجود عظم أمامي مرتفع.

وتعتبر منطقة قوانغشي بوابة مهمة تربط شرقي آسيا بجنوب شرقها آسيا. وقال شيه: "إن دراسة أحفورة الجمجمة من موقع كهف ياهواي مفيدة في تطوير فهمنا للخصائص الفيزيائية للبشر الأوائل في جنوبي الصين، وهي ذات أهمية كبيرة لأسئلة مثل كيفية هجرة البشر في عصور ما قبل التاريخ وانتشارهم".

وقام باحثون من معهد مقاطعة لياونينغ للآثار الثقافية وعلم الآثار وكلية الآثار بجامعة جيلين في شمال شرقي الصين في العام الماضي بإعادة بناء وجه رجل من ثقافة هونغشان عاش خلال العصر الحجري الحديث ما وفّر لناس اليوم لمحة عن الحياة منذ أكثر من 5000 عام.