الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

شركتان صينيتان تنشئان أول محطة كهروضوئية تونسية بولاية القيروان

شركتان صينيتان تنشئان أول محطة كهروضوئية تونسية بولاية القيروان

13 مايو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ على بعد 155 كم جنوب العاصمة تونس، توجد مدينة القيروان التاريخية، التي تُعد اليوم رابع أكبر مدينة في البلاد، المدينة التي كانت مركزا سياسيا ودينيا وتجاريا مهما في أفريقيا، أثناء عصر الدولة الأغلبية. وتمتلك اليوم مكانة روحية بارزة لدى التونسيين، باعتبارها واحدة من المدن الإسلامية العريقة.

في هذه المدينة التي تشعّ شمسها الدافئة على تراث إنساني عريق، شرعت شركات صينية في تشييد أول محطة للطاقة الكهروضوئية في تونس. في إطار مشروع طموح للأنتقال نحو الطاقة الخضراء ومستقبل أقل كربونا.

يمتد المشروع على مساحة 200 هكتار، وتتولى تنفيذه شركة تيانجين للإنشاءات الكهربائية التابعة لمجموعة هندسة الطاقة الصينية، وشركة معهد تصميم الطاقة الكهربائية الشمالية الغربية المحدودة التابعة لمجموعة استشارات هندسة الطاقة الكهربائية الصينية، من خلال نموذج متكامل يشمل التصميم والتنفيذ والتشغيل والصيانة. ويُعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية قيد الإنشاء في تونس، ومن المنتظر أن يُنتج نحو 5.5 مليار كيلوواط/ساعة من الكهرباء على مدى 25 عاما، مع تقليص انبعاثات الكربون بنحو 5 ملايين طن، أي ما يعادل غرس 12 مليون شجرة في الصحراء.

في حديثه عن هذا المشروع، قال شو تشي يونغ، مدير المشروع ونائب المدير العام لشركة تيانجين للإنشاءات الكهربائية والهندسة الخارجية، إن الحكومة التونسية تهدف إلى رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030. مؤكدا على أن التكنولوجيا الصينية وكفاءتها الاقتصادية كانت عاملا حاسما في فوز الشركتين الصينيتين بالمشروع. وذكر بأن الأشغال قد انطلقات في 25 مايو 2024، ومن المقرر الانتهاء منه في 7 أكتوبر المقبل.

وسيوفر المشروع طاقة نظيفة كافية لدعم احتياجات الإنتاج الصناعي والزراعي والسكني، وسيساهم في تعزيز أمن الطاقة واستقلاليتها في تونس، كما سيزيد من القدرة الوطنية على إنتاج الكهرباء الكهروضوئية بنسبة 30%. كذلك، يُعد المشروع نقطة ارتكاز استراتيجية ضمن مساعي الحكومة التونسية لتطوير البنية التحتية للطاقة وتعزيز الربط الكهربائي الإقليمي.

كما أبدى مسؤولو قطاع الطاقة التونسيون تفاؤلهم بإمكانية تعميم التجربة اعتمادا على التكنولوجيا الحديثة وكفاءة التشغيل التي وفرها المشروع.

وقال حسام، مفتش السلامة بالمشروع، إنه قد أعجب بصرامة معايير السلامة التي تفرضها الشركة الصينية، والتي تشمل تدريبا أسبوعيا. إلى جانب إدخال أنظمة تحكم ذكية، مؤكدا على أن المشروع لم يشهد أي حوادث كبيرة منذ انطلاقه، وهو رقم غير مسبوق في مسيرته المهنية.

في القيروان، حيث تلتقي الشمس بتاريخ حافل بالإيمان والحضارة، تفتح الطاقة النظيفة أفقا جديدا. وفيما يُنتظر التشغيل الكامل للمحطة خلال الأشهر القادمة، تبدو القيروان ماضية في كتابة فصل جديد من تاريخها، حيث تُزهر تحت الشمس من جديد، باسم الطاقة الخضراء.

صور ساخنة