27 مايو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تواجه شانغهاي منذ سنوات موجة شيخوخة سكانية متسارعة. حيث أطلقت خلال السنوات الأخيرة خطة عمل ثلاثية لبناء دور رعاية ذكية للفترة ما بين 2023 و2025. تستهدف إنشاء ما لا يقل عن 100 دار رعاية ذكية بحلول نهاية عام 2025. وقد تم حتى الآن إنشاء أكثر من 70 منشأة ضمن هذه الخطّة.
وتعتمد دور الرعاية الذكية على تقنيات حديثة مثل المراتب الذكية والمغاسل الذكية، بالإضافة إلى التعاون في تطوير أنظمة صرف الأدوية وروبوتات النقل المساعدة. ويهدف هذا النهج إلى ضمان سلامة المسنين وتحسين الكفاءة التشغيلية، كما يتيح لمقدّمي الرعاية تقليل الجهد البدني وتحقيق خدمات رعاية أكثر دقة وإنسانية لكبار السن.
المرتبة ترسل إشعارا والأضواء تراقب الحمّام
في دار رعاية "جينيانغ" بمنطقة بودونغ الجديدة في شانغهاي، تلقّت الممرضة المناوبة تشاو تشان بينغ إنذارًا في ساعة متأخرة من الليل إشعارا على هاتفها المحمول من الغرفة رقم 324، يخبرها بأن المريضة وانغ مينغ شيانغ، تعاني من اضطراب في ضغط الدم، وقد أطلقت المرتبة الذكية أسفل جسدها الإنذار تلقائيًا بعد رصد مؤشرات غير طبيعية. في الوقت ذاته، تلقّى أقارب المسن إشعارًا على هواتفهم المحمولة. على إثر ذلك، تم نقل وانغ مينغ شيانغ التي تعاني من احتشاء دماغي، إلى المستشفى في الوقت المناسب.
تضم دار رعاية "جينيانغ" العديد من الأجهزة الذكية على غرار المرتبة الذكية. وقالت تشين شيويه، مديرة دار الرعاية: "تُعد قمرة القيادة الذكية للتمريض بمثابة دماغ مركز المعلومات، في حين تمثّل الأجهزة الذكية المختلفة العيون والجلد، حيث تُرسل إشارات ومعلومات متنوّعة إلى هذا المركز العصبي. أما المراحيض وبيتوت الاستحمام المراحيض والتي تُعد من أكثر الأماكن عُرضة للحوادث، فتم تزويدها بأضواء سقف ذكية، تعمل كرادارات إلكترونية قادرة على رصد حوادث السقوط."
التكنولوجيا تُخفّف العبء عن مقدّمي الرعاية
تقول تشين جوشيو، مقدّمة الرعاية في دار "جينيانغ"، إنها تشعر بالراحة بعد إدخال التقنيات الذكية، حيث تستطيع الآن نقل المسنين من الكرسي المتحرّك إلى الحمّام بسهولة بمساعدة روبوت النقل، بدلا من الاعتماد على الجهد البدني وحدها.
وأشارت إلى أنه في السابق، كان المريض الذي يزن 90 كغ يحتاج إلى أربعة مقدّمي رعاية لرفعه بعد أن يفشل في النهوض رغم تشبّثه بدرابزين السرير. أما الآن، فبفضل التكنولوجيا، بات من الممكن لمقدّم رعاية واحد فقط التعامل مع الحالة بكفاءة وأمان.
تُدير شركة "شنغهاي بوهوي لخدمات رعاية المسنين المحدودة" 16 دارا لرعاية المسنين، من بينها دار "جينيانغ". وقال قاو وانغجي ، السكرتير العام للشركة، إن النقص في عدد مقدّمي الرعاية المحترفين وكبار السن العاملين في هذا المجال يُشكّل تحديا حقيقيا، وأضاف أنه من خلال التكنولوجيا، يمكننا تسليم المهام المتكرّرة والمملّة إلى الأجهزة الذكية، بحيث يتمكّن مقدّمو الرعاية من التركيز على تلبية الاحتياجات الجسدية والنفسية للمسنين بشكل أكثر دقة وإنسانية.
كما تتوفر في دور الرعاية الذكية كراسي متحرّكة قابلة لتجنّب العوائق، وروبوتات لممارسة الشطرنج، ومنتجات صديقة للشيخوخة، ما يسهم في تسهيل حياة المسنين ومقدّمي الرعاية على حد سواء.
وأضاف قاو وانغجي أنه مع تطوّر منتجات الرعاية الذكية وتوسّع استخدامها، ستتجه دور رعاية المسنين نحو نماذج تشغيل أكثر تخصّصا واحترافية، مما سيُشكّل معيارا جديدا لصناعة رعاية المسنين.
مع ذلك، ترى تشين شيويه أن الرعاية البشرية لا تزال تحتفظ بأهميتها في رعاية المسنين، مشدّدا على أن التكنولوجيا يجب أن تكون وسيلة لتقديم رعاية مرنة ومراعية للمشاعر. ونظرا لأن بعض دور رعاية المسنين ما زالت تفتقر إلى القدرة على إجراء التحوّل الذكي بسبب التكاليف المرتفعة المرتبطة بالبحث والتطوير والشراء والصيانة، فقد بدأت حكومة شنغهاي في تقديم دعم مالي يصل إلى 500 ألف يوان لمرة واحدة، لكل دار تمريض تُدرج ضمن خطة العمل الثلاثية وتحقق المعايير الذكية المطلوبة.