28 مايو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ انعقدت القمة الأولى لرابطة دول جنوب شرق آسيا والصين ومجلس التعاون الخليجي في كوالالمبور، ماليزيا، في 27 مايو الجاري. وأكد أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، دولة الرئاسة لرابطة دول جنوب شرق آسيا هذا العام، في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح، أن هذه هي المرة الأولى التي تجمع فيها الأطراف الثلاثة رسميا معا، مما يمثل مرحلة جديدة في التعاون الإقليمي ويمثل أهمية كبيرة. كما أعرب عن تقديره للدور البناء الذي تلعبه الصين في التنمية الإقليمية. وقال رئيس مجلس الدولة الصيني، لي تشيانغ، إنه في ظل الوضع الدولي المضطرب وتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، فإن إنشاء منصة للتبادل وآلية تعاون مثل القمة الثلاثية يعد ابتكارا كبيرا في التعاون الاقتصادي الإقليمي. وقال الأمير صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد الكويت، دولة الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي، إن القمة ستفتح آفاقا جديدة للتعاون الثلاثي وتربط بين المناطق الأكثر ديناميكية وكفاءة في الاقتصاد العالمي.
" قمة ثلاثية غير مسبوقة." علقت قناة الجزيرة القطرية بأن القمة تعكس الاتجاه المتنامي نحو تعزيز الشراكات الإقليمية وبناء نظام عالمي متعدد الأقطاب. ويرى بعض المحللين أن انعقاد قمة الآسيان والصين ومجلس التعاون الخليجي يعكس أن المشهد العالمي يخضع لتعديلات. ونشرت وكالة الأنباء الوطنية الماليزية مقالاً يوم 27 مايو الجاري، جاء فيه أنه مع تزايد حالة عدم اليقين التي تواجه الاقتصاد العالمي، فإن هذه القمة لا يُنظر إليها على أنها تجمع دبلوماسي فحسب، بل أيضاً باعتبارها لحظة حاسمة في صعود الجنوب العالمي. وتعمل الصين وشركاؤها على نسج شبكة اقتصادية أكثر ترابطا ومرونة، حيث يتم تقاسم ثمار التنمية بين جميع الأطراف بدلا من احتكارها.
قالت تشيو ينغ هوي، باحثة في جامعة مالايا بماليزيا: "هذه ليست مجرد فرصة لالتقاط الصور، بل إنها تظهر في الواقع كيف تحاول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التعامل استراتيجيا مع مختلف الكتل." وكتبت تشيو ينغ هوي في صحيفة سين تشيو ديلي، أن هذه القمة ليست تجمعا عاديا، بل إنها تمثل نقطة تحول في الدبلوماسية الإقليمية. وتوضح هذه اللحظة عملية إعادة تنظيم أوسع نطاقا للسياسة العالمية الجارية.
ذكرت قناة الجزيرة القطرية، أنه في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية، يرى المحللون أن قمة كوالالمبور هي محاولة من جانب آسيا لتعزيز "الدبلوماسية المتوازنة"، خاصة وأن الشراكات التي نوقشت في القمة تتجاوز التجارة لتشمل أيضا تغير المناخ والتحول الرقمي وقضايا أخرى - قضايا تكتسب أهمية متزايدة للنظام العالمي الجديد.
نقلت صحيفة نيكي الآسيوية عن دبلوماسي ماليزي سابق قوله في 27 مايو الجاري، إن هذه القمة تعكس تعديل النمط العالمي. وأن هيمنة الولايات المتحدة على تدفقات رأس المال والنفوذ المؤسسي تضعف تدريجيا، في حين تستمر البصمة التجارية للصين في التوسع، كما تعمل دول مجلس التعاون الخليجي أيضا على إقامة علاقات اقتصادية دائمة في آسيا.
قال دياباتي، باحث في الشؤون الدولية بجامعة قطر، لوكالة الأنباء القطرية، إن أهمية هذه القمة الثلاثية تكمن في قدرتها على ترجمة إطار التعاون بين الأطراف المشاركة إلى أفعال. وأضاف، أن دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار استراتيجيتها الاقتصادية "التوجه شرقاً"، تسعى إلى زيادة حصتها في الأسواق الآسيوية والاستفادة من التقدم التكنولوجي في تلك الدول، وهي خطوات من شأنها تقليل الاعتماد على الغرب وفتح آفاق استثمارية جديدة، بما يتماشى مع جهود دول مجلس التعاون الخليجي لتحديث اقتصاداتها وتنويع مصادر دخلها.
وذكر موقع "هنديو برس" الإخباري الماليزي يوم 27 مايو الجاري، أن التعاون الجديد بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والصين ومجلس التعاون الخليجي يطلق عليه اسم "المثلث الذهبي". وفي نفس اليوم، علقت وكالة برناما، بأن القوة المشتركة لهذه الأطراف الثلاثة تعمل بلا شك على إعادة تشكيل الوضع الاقتصادي العالمي.
من جانبه، قال تشانغ تشنغ بينغ، رئيس مجموعة سيريس، الذي حضر انشطة ذات الصلة في ماليزيا يوم 27 مايو الجاري، إنه خلال هذه الرحلة، أعرب المسؤولون ورجال الأعمال من دول الآسيان عن اهتمامهم الكبير بتعميق التعاون مع الصين عند التواصل معه. وأكدوا بشكل كامل استمرارية ويقين السياسات الصينية، وتطلعوا إلى أن يساهم الاقتصاد الصيني في تحقيق المزيد من الاستقرار للتعاون الإقليمي والاقتصاد العالمي. اليوم، أصبحت السيارات الكهربائية الصينية تحظى بشعبية كبيرة في سوق جنوب شرق آسيا. ولا تأمل دول الآسيان في توسيع التعاون مع الصين في المجالات التقليدية مثل البنية التحتية فحسب، بل تتطلع أيضًا إلى استكشاف المزيد من فرص التعاون في المجالات الناشئة مثل الطاقة الجديدة والتكنولوجيا والرقمنة.