دمشق 15 يوليو 2025 (شينخوا) تمكنت الفصائل المحلية المسلحة في محافظة السويداء جنوبي سوريا، ذات الغالبية الدرزية مساء اليوم (الثلاثاء) من استعادة السيطرة على مدينة السويداء في هجوم معاكس.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان سلطة الدفاع السورية الدخول إلى مدينة السويداء والسيطرة عليها، وتزامن ذلك مع شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات استهدفت أسلحة ومعدات تابعة لسلطتي الأمن الداخلي والدفاع على أطراف مدينة السويداء، حسب ما ذكرت وسائل إعلام سورية، ومراسل وكالة ((شينخوا))، ومرصد حقوقي.
وقال مصدر أمني في المجلس العسكري التابع للشيخ حكمت الهجري أحد شيوخ طائفة الموحدين المسلمين الدروز في سوريا، فضل عدم الكشف عن اسمه لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) إن " الفصائل المحلية المسلحة في محافظة السويداء، شنت هجوما معاكسا عصر اليوم على مواقع تمركز قوات الأمن العام في أرجاء المدينة، لتتمكن بعدها من السيطرة على المدينة بعد اشتباكات عنيفة دامت أكثر من ثلاث ساعات".
وأضاف المصدر الأمني أن " الهجوم المعاكس بدأ من حي المشفى الوطني جنوب المدينة، وامتد ليصل إلى دوار الباشا من الجهة الشمالية، وهي البوابة الرئيسية على طريق دمشق ـ السويداء"، مؤكدا أن الهجوم كان عنيفا وسقط فيه عدد من الجرحى والقتلى.
وشاهد مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) الموجود حاليا في مدينة السويداء، ارتالا من الفصائل المحلية وهي تأتي من الجهة الجنوبية من مدينة السويداء ، مدججة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة باتجاه المشفى الوطني، حيث تتمركز مجموعة من قوات الأمن العام ، مع سماع دوي عدة انفجارات ناجمة عن سقوط عدة قذائف هاون في أرجاء مدينة السويداء.
ولا يزال الهدوء الحذر يخيم على المدينة مع حلول الظلام، مع سماع رشقات من الرصاص بشكل متقطع.
ومن جانبها أفادت سلطة الداخلية السورية في بيان، أن التفاهمات التي تم التوصل إليها مع وجهاء السويداء تعرضت للخرق، مؤكدا أن مجموعات مسلحة خارجة عن القانون شنت اعتداءات غادرة استهدفت عناصر الشرطة والأمن.
وأشار بيان الداخلية السورية إلى أن المجموعات المسلحة تحاول إرباك المشهد الأمني، ونسف ما تم التوصل إليه من تفاهمات محلية.
وقال البيان إن " الطيران الإسرئيلي نفذ غارات جوية دعما لتلك المجموعات"، مبينا أن الغارات استهدفت مواقع انتشار القوات الأمنية والعسكرية.
وأكد بيان الداخلية السورية أن الغارات أسفرت عن مقتل عدد من عناصر قوى الأمن والجيش، لافتا إلى أن الاشتباكات مستمرة في بعض الأحياء وسط جهود تبذلها الحكومة مع الوجهاء لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن والاستقرار.
وفي سياق متصل أدانت سلطة الخارجية السورية، الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت عسكريين سوريين في محافظة السويداء الجنوبية، ووصفتها بأنها "عدوان سافر"، محذرة من تداعياتها على الوحدة الوطنية والاستقرار الإقليمي، بحسب ما ذكرت وكالة (سانا).
وأفادت سلطة الخارجية، في بيان رسمي، بأن طائرات حربية إسرائيلية شنت صباح اليوم سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية وأمنية سورية داخل السويداء ومحيطها، مؤكدة أن الهجمات أسفرت عن سقوط ضحايا في صفوف القوات الحكومية والمدنيين.
وأضاف البيان "يمثل هذا العمل الإجرامي انتهاكا خطيرا للسيادة السورية والقانون الدولي، وتتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان وتبعاته".
كما حث البيان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الدولي، على إدانة هذا الهجوم ومحاسبة إسرائيل، مشددا على ضرورة الرد الواضح والفعال.
وأكدت السلطات السورية "حقها المشروع في الدفاع عن النفس"، وقالت إنها ستحمي أراضيها وشعبها "بكل الوسائل القانونية" المعترف بها بموجب القانون الدولي.
وجددت الخارجية السورية في بيانها التزام سلطة الدولة بحماية جميع السوريين دون استثناء، مع إشارة خاصة إلى الطائفة الدرزية في السويداء، مشيدة بدورها التاريخي في الدفاع عن وحدة سوريا وسيادتها.
ودعا البيان أهالي السويداء إلى رفض أي مؤامرات خارجية أو أجندات تقسيمية، مضيفا "ستبقى سوريا موحدة لا تكسرها قوة أو إكراه بفضل إرادة شعبها ودماء شهدائها".
وبدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، أن قذائف هاون سقطت في الأحياء السكنية بمدينة السويداء مصدرها تجمعات عشائر البدو وقوات وزارة الدفاع في محيط المدينة، التي تحاول التقدم من عدة محاور.
وأشار المرصد السوري إلى أنه بالتوازي مع ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية إلى محيط السويداء، كما شوهدت أرتالا عسكرية لقوات سلطة الدفاع تتجه من حماة وحمص نحو دمشق، بالتوازي مع معلومات عن وجود قوات محاصرة في السويداء.
وأكد المرصد السوري أن قوات تابعة لسلطة الدفاع ارتكبت انتهاكات جسيمة في محافظة السويداء، كما تم الاعتداء على أماكن عبادة مثل كنيسة مار ميخائيل بالسويداء بقرية الصورة الكبيرة، إضافة إلى الإهانات الموجهة للمواطنين من الطائفة الدرزية، والاعتداء على كراماتهم وممتلكاتهم، في مشهد يعيد إلى الأذهان الانتهاكات التي جرت في الساحل خلال مارس الماضي، على حد تعبيره.
ومن جانبها أكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة غير حكومية تعمل في سوريا في بيان نشره (( تلفزيون سوريا)) المقرب من السلطات السورية ، مقتل 100 شخص من مختلف الأطراف خلال الاشتباكات في محافظة السويداء، مشيرة إلى أن المجموعات الخارجة عن الدولة، قتلت عناصر الأمن العام والجيش، وكذلك مدنيون قتلوا على يد الأمن العام .
وفي وقت سابق اليوم شن الطيران الإسرائيلي غارة استهدفت وسط مدينة السويداء، بحسب ما ذكر الإعلام الرسمي السوري .
وأفادت قناة ((الإخبارية)) الرسمية في خبر مقتضب أن الطيران الإسرائيلي استهدف وسط مدينة السويداء، دون ذكر أية تفاصيل إضافية .
من جانبه قال شهود عيان لمراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق، إن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت مبنى قيادة الشرطة في وسط مدينة السويداء ، وأسفر عن وقوع إصابات في صفوف الأمن العام .
وقبل ذلك شن الطيران الإسرائيلي غارات على مدينة السويداء ، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
ولم تعط الوكالة مزيدا من التفاصيل.
وأفاد مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)) الموجود في المدينة، بسماع أكثر من ثلاثة أصوات لانفجارات من الجهة الجنوبية والغربية للمدينة، مؤكدا تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق سماء المدينة في الوقت الراهن.
وجاءت الغارات بعد إعلان مسؤول سلطة الدفاع السورية اللواء مرهف أبو قصرة في وقت سابق اليوم، عن وقف تام لإطلاق النار بعد الاتفاق مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
واندلعت اشتباكات بين فصائل مسلحة محلية وعشائر من البدو صباح أول أمس الأحد في حي المقوس شرقي مدينة السويداء، قبل أن تتسع ليلا لتطال قرى بالريفين الغربي والشرقي لمحافظة السويداء.
وجاءت الاشتباكات على خلفية حوادث احتجاز متبادلة بين مجموعة محلية مسلحة من السويداء وعشائر البدو بعد يوم من تعرض أحد أقارب تلك المجموعة، وهو تاجر، للسلب والاحتجاز من قبل عناصر مسلحة من عشائر البدو في ريف دمشق أثناء عودته إلى السويداء، بحسب وسائل إعلام محلية.
وبعد ذلك، أرسلت سلطة الداخلية وسلطة الدفاع قوات إلى المحافظة.