11 أغسطس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في إحدى صالات الألعاب الرياضية بمنطقة المروج من ولاية بن عروس التونسية، يتدرب الأطفال بحماس على فنون التاي تشي مرتدين أزياءهم الملونة، تحت تشجيع آبائهم.
يشرف على تدريب هؤلاء الأطفال، المدرّب التونسي مجيد سعودي، البالغ من العمر 45 عاما، وهو أول مدرب كونغ فو معتمد من الحكومة التونسية. وقد بدأت قصة مجيد مع الكونغفو في عام 2005، حينما زار مدرب صيني للفنون القتالية تونس. حيث أثارت هذه الزيارة شغفه بتعلّم الكونغفو، الفن الذي أحبه منذ الطفولة بسبب أفلام بروسلي.
مجيد يعلّم الطلاب الفنون القتالية
في عام 2007، سافر مجيد إلى الصين لتعلم الفنون القتالية تحت إشراف معلم صيني، وهناك وقع في حب الثقافة الصينية. "حصلت على منحة دراسية كاملة من مدرسة التاي تشي، وهناك استوعبت جوهر الفنون القتالية، وكونت صداقات مع الشعب الصيني الودود." قال مجيد.
أطفال تونسيون بتعلّمون الفنون القتالية
في عام 2012، عاد مجيد إلى تونس وافتتح مدرسة للفنون القتالية تجمع بين تعليم فنون القتال وتعريف الطلاب بالثقافة الصينية. إيمانًا منه بأن فهم الثقافة يتطلب إتقان اللغة، قام أثناء تدريسه للفنون القتالية بتعليم الأطفال اللغة الصينية، واعطاء أوامر الحركة باللغة الصينية أيضا. كما قام بشراء أقمشة من السوق المحلي وخياطة أزياء المتدربين.
أحمد، يتدرّب لدى مجيد منذ سن الرابعة، وقد فاز بالمركز الثالث في مسابقة أفريقية للفنون القتالية. أما عبدو، وهو بطل في الملاكمة بي تشوان بعمر 11 عاما، فيقول: "أنا وأخي الكبير أحببنا الكونغفو بسبب فيلم كونغفو باندا، وقد مثّلت تونس في مسابقات في مصر وبروناي. وأنا أطمح للمشاركة في الألعاب الأولمبية لإظهار مهاراتي." وأضاف أخوه: "الفنون القتالية صقلت صبري ومثابرتي وتواضعي وانضباطي، وكنت في السابق مندفعا بعض الشيء، لكنني الآن أحافظ على هدوئي وثباتي".
صورة جماعية لمجيد مع طلّابه
خلود، وهي فتاة تتعلّم الفنون القتالية لدى مجيد، أكدت أن الكونغ فو ليس حكرا على الأولاد: "ممارسة الفنون القتالية تقوّي عقولنا، وتجعلنا أكثر هدوءا وانضباطا".
وقال هارون، الذي توّج بطلا في الفنون القتالية بتونس للعام الماضي، بأن تعلمه الكونغفو وتعرفه على الثقافة الصينية، جعلاه يتطلع إلى السفر إلى الصين.
الطلّاب يعرضون ميدالياتهم
يتقاطع حماس الأطفال مع دعم آبائهم، حيث تقول والدة عبدو إن النتائج الدراسية لابنيها قد تحسّنت بعد تعلم اللغة الصينية والفنون القتالية. وأضافت: "لقد أتقنا العديد من الحركات الصعبة، وهذا يمثل تجاوزًا للذات، وأعتقد أنهما سيحققان نجاحات أكبر في المستقبل".
أما أسماء، وهي أم لثلاثة طلاب، فذكرت أنها في البداية أرسلت أطفالها فقط لتعلم فنون القتال، أما الآن فانضمت إليهم لتعلم التايتشي أيضا، مضيفة: "التدريب يمنحني شعورا بالسلام الداخلي."
وعبّر مجيد عن أمله في بناء علاقات أعمق مع مدارس فنون القتال الصينية لتعزيز الثقافة الصينية والفنون القتالية في تونس مستقبلا.