13 أغسطس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ وقفت صفوف من الروبوتات الصناعية في تشكيل أنيق، وأذرعها الميكانيكية في وضعية الاستعداد في الهواء، في انتظار التفتيش النهائي قبل الخروج من خط الإنتاج في ورشة عمل في مدينة ووهو بمقاطعة آنهوي شرقي الصين.
وفي مكان قريب، كان العمال يعملون بشكل التعاون الضمني، ويتم إنتاج من هنا روبوت واحد كل ساعة جاهزًا للتسليم.
يعد مركز التصنيع والتسليم لشركة إيفورت (EFORT) للروبوتات الذكية المحدودة، شركة رائدة في صناعة الروبوتات سريعة النمو في الصين. في النصف الأول من هذا العام، سجلت الصين، التي تُعدّ بالفعل أكبر مُصنّع للروبوتات في العالم، زيادةً بنسبة 35.6% على أساس سنوي في إنتاج الروبوتات الصناعية.
قال تشانغ فاي، رئيس إدارة الإنتاج في إيفورت: "ننتج الآن حوالي 2000 روبوت شهريًا". مضيفًا: "كان هذا إجمالي مبيعاتنا السنوية قبل خمس سنوات".
"في العام الماضي، بعنا 16,000 روبوت. وفي النصف الأول من هذا العام وحده، وصلت المبيعات إلى حوالي 10,000 وحدة، ومن المتوقع أن يتجاوز إجمالي المبيعات 20,000 وحدة خلال العام بأكمله." وفقًا لشانغ شوران، مدير منتجات اللحام في إيفورت.
تنويع التطبيقات، والاستحواذ على أسواق جديدة
زادت مبيعات شركة إيفورت ثمانية أضعاف في أربع سنوات فقط، ومن المتوقع أن يتجاوز النمو 25% هذا العام. ويعزو تشانغ وي، نائب المدير العام لشركة إيفورت، هذا الزخم إلى التنوع. كما أوضح تشانغ وي، قائلاً: "في الماضي، كانت معظم منتجاتنا تُباع لشركات الطاقة الكهروضوئية. وفي السنوات الأخيرة، توسعنا في مجال الروبوتات لقطاعي السيارات والأجهزة المنزلية." وأشار إلى أن سياسة استبدال السلع الاستهلاكية القديمة بأخرى جديدة في الصين قد عززت الطلب على مركبات الطاقة الجديدة، والإلكترونيات، والأجهزة المنزلية، مما دفع المصنّعين إلى توسيع طاقتهم الإنتاجية وتحسين كفاءتهم. وقد خلق هذا فرصًا جديدة لشركة إيفورت، في حين أن سعي الحكومة الصينية نحو التحول الذكي في التصنيع قد حافظ على ارتفاع الطلب في قطاع الصناعات التحويلية، مما ساهم في توسيع سوق الشركة.
يقوم مهندس بتشغيل روبوت اللحام الذكي الذي طورته شركة إيفورت. الصورة من شركة إيفورت
الابتكار المحلي يكتسب أرضية
شركة تشيانتشاو للتصنيع الذكي (ووهو) المحدودة، المُصنِّعة لأعمدة الدفع ذات السرعة الثابتة للسيارات، من بين عملاء إيفورت الدائمين. في ورشها، تتنقل روبوتات المناولة ذهابًا وإيابًا بين خطوط الإنتاج ومناطق التخزين بتنسيق دقيق. وقال تانغ ليان شنغ، رئيس قسم المعدات في تشيانتشاو: "من بين 63 روبوت مناولة لدينا، زودتنا إيفورت بـ 58 روبوتًا". وقد اعتمدت شركة تشيانتشاو سابقا على الروبوتات المستوردة، لكن التكاليف المرتفعة دفعتها إلى اختبار روبوت بديل محلي الصنع من شركة إيفورت، التي يقع مصنعها على بعد 16 كيلومترًا فقط. وأظهرت الاختبارات أن استقرار وموثوقية الروبوتات المحلية يضاهيان النماذج المستوردة، بينما تكلفتها أقل بنسبة تزيد عن 40%. " نظرًا لقربنا، يُمكن حل أي مشاكل فنية بسرعة"، قال تانغ. لذلك، عند بناء ورشة عمل جديدة، قدّمت الشركة طلبًا كاملًا لشركة إيفورت.
ومن جانبه، قال تشانغ لين، مدير منتجات المنصة في إيفورت: "لم يكن تحسين الأداء وتطوير البدائل المحلية ممكنًا إلا من خلال الابتكار المشترك عبر سلسلة التوريد." وكان تصميم الوصلات التي تُدار بواسطة سلسلة تروس من المعوقات التقنية القديمة في إنتاج الروبوتات الصناعية عالية الأداء في الصين. وبالتعاون مع مورد متخصص، أمضت شركة إيفورت 14 شهرًا في التغلب على هذا التحدي. وتُستخدم الروبوتات التي تبنى هذه التقنية الآن على نطاق واسع في خطوط إنتاج شركات تصنيع مركبات الطاقة الجديدة الصينية، مثل بي واي دي وSeres .
من النجاح المحلي إلى الوصول العالمي
احتلت صادرات الروبوتات الصناعية الصينية المرتبة الثانية عالميًا العام الماضي، حيث ارتفعت شحناتها في النصف الأول من عام 2025 بنسبة 61.5% على أساس سنوي. وكان لمبادرة إيفورت دورٌ رئيسيٌ في تكييف التقنيات المتقدمة وتحويلها إلى منتجات تنافسية للأسواق الخارجية.
وعلى أحد خطوط إنتاج إيفورت، عملت ستة روبوتات طلاء في انسجام مع روبوتين لفتح الأبواب لمحاكاة طلاء الأجزاء الداخلية والخارجية لهياكل السيارات. وأوضح تشانغ وي، قائلاً: "يجمع خط اختبار تطبيق الطلاء هذا، الذي تم تشغيله العام الماضي أكثر من 30 عامًا من الخبرة الإيطالية في مجال الروبوتات". مضيفًا: "بعد الاستحواذ على شركة CMA Robotics، أمضينا عامين في استيعاب تقنيتها بالكامل قبل تطوير روبوتات الطلاء من الجيل التالي." وقد تم نشر هذه الروبوتات في صناعات النقل بالسكك الحديدية وسيارات الركاب وقطع غيار السيارات في الصين، كما يستخدمها أيضًا عملاء دوليون، بما في ذلك شركات صناعة السيارات الإيطالية مازيراتي وألفا روميو. وقال تشانغ وي: "في يونيو وحده، سلّمنا أكثر من 100 روبوت طلاء لعملائنا." وعلى بُعد 30 كيلومترًا فقط، يجري العمل على بناء "مصنع روبوتات عملاق" بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ 100,000 وحدة. وبمجرد التشغيل، سينشر المصنع روبوتات ذكية لتجميع روبوتات أخرى، مما يُقرّب مفهوم "الروبوتات التي تبني روبوتات" إلى الواقع.