الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تقرير إخباري: معرض الصين والدول العربية... منصة لتعزيز الابتكار واستشراف آفاق جديدة للتعاون

/مصدر: شينخوا/   2025:08:28.16:01

بكين 28 أغسطس 2025 (شينخوا) افتتحت اليوم (الخميس) في مدينة يينتشوان، حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين الدورة السابعة من معرض الصين والدول العربية، التي تُقام تحت شعار "الإبداع، الأخضر، الازدهار"، مسلطة الضوء على التجارة الإلكترونية وصناعات الطاقة الجديدة.

وتستمر هذه الدورة من المعرض أربعة أيام حتى 31 أغسطس الجاري، وسط مشاركة أكثر من ألف مؤسسة وشركة من أكثر من خمسين دولة ومنطقة، مسجلة بذلك رقما قياسيا من حيث عدد الجهات المشاركة وتغطية المجالات والإقبال الدولي مقارنة بالدورات السابقة.

ــ فعاليات متنوعة ومجالات جديدة

على غرار الدورات الست السابقة، يشهد المعرض تنظيم سلسلة من الفعاليات، من بينها فعاليات جانبية مخصصة لدعم التجارة والاستثمار. وتركز هذه الفعاليات على ترابط البنى التحتية وتقاسم الموارد العابرة للحدود، والتعاون في القطاعات الخضراء منخفضة الكربون، إضافة إلى قطاعات الطاقة الجديدة.

كما تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في المعرض كضيف شرف، فيما ستكون منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين ممثلة فيه بطابع مواضيعي خاص.

وخلال المعرض، تم تخصيص ستة أجنحة رئيسية لفعالياته هي: جناح الدول المشاركة في "الحزام والطريق"، وجناح التعاون الاقتصادي الإقليمي، وجناح المؤسسات المملوكة للدولة المدارة مركزيا، وجناح الطاقة النظيفة، وجناح الاقتصاد الرقمي، وجناح المنتجات الأصيلة.

كما ستُقام ثماني فعاليات على هامش المعرض تتعلق بالتبادلات الاقتصادية والتجارية بين رجال الأعمال الصينيين والعرب، والتعاون الابتكاري في نقل التكنولوجيا، والزراعة الحديثة، واستثمار الموارد المائية، والرعاية الصحية، والسياحة، إضافة إلى تطوير بيئة عالية الجودة والمعايير.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة من المعرض ستفتح مجالات جديدة لم تشهدها النسخ السابقة، منها إدراج اجتماع مجلس كبار المديرين لكتلة بنوك الصين-الدول العربية كفعالية ثابتة ضمن برنامج المعرض، وقيام اتحاد الصين لمقاولي المشروعات الأجنبية بإطلاق فعاليات ترويجية للمناطق الصناعية والاستثمار في البنى التحتية خارج البلاد، فضلا عن إقامة صالة مخصصة لتبادل تكنولوجيا الأرصاد الجوية بين الصين والدول العربية لعرض ثمار تعاون الجانبين في هذا المجال، وتنظيم أنشطة خاصة بالعرض الأول للمنتجات الجديدة وإقامة مآدب للمأكولات اللذيذة لدول "الحزام والطريق".

وفي تعليق له، قال يوان شياو مينغ، مساعد وزير التجارة الصيني، إن "هذه الدورة من المعرض ستركز على الاقتصاد والتجارة، بما يُسهم في دفع التعاون الصيني العربي في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار نحو آفاق جديدة".

ــ أساس متين لإنجاح المعرض

على صعيد التعاون الصيني العربي، أشار يوان شياو مينغ إلى أن الصين والدول العربية شريكان استراتيجيان يعملان يدا بيد على تحقيق التنمية، وقد أثمر التعاون بين الجانبين عن نتائج وافرة خلال السنوات الأخيرة.

ففي مجال التجارة، بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية 407.4 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 2.3 في المائة مقارنة بالعام السابق، مما حافظ على مكانة الصين كأكبر شريك تجاري للعالم العربي على مدى سنوات عديدة متتالية. ولم تقتصر الصادرات على السلع التقليدية، بل حظيت منتجات مثل الجمبري السعودي، وزيت الزيتون التونسي، والسمسم السوداني، والبرتقال المصري الطازج بإقبال متزايد من جانب المستهلكين الصينيين.

وفي مجال الاستثمار، قامت الشركات الصينية بإنشاء العديد من المناطق الصناعية في كل من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مما ساعد على تنوع الاقتصاد العربي. وفي المقابل، ضخت صناديق سيادية وشركات عربية استثمارات في مجالات البتروكيماويات وصناعات الطاقة الجديدة والتكنولوجيا في الصين، سعيا لتحقيق منافع متبادلة.

أما في مجال التعاون في البنى التحتية، فقد شاركت الشركات الصينية بفعالية في مشاريع الإنشاءات بالدول العربية، حيث توسعت هذه المشاريع من مجالات البناء والجسور التقليدية إلى قطاعات أوسع تشمل السكك الحديدية عالية السرعة، ومحطات الطاقة، وخطوط أنابيب نقل النفط، والاتصالات، والموانئ، مع تسجيل تحسن مستمر في مستوى التكنولوجيا والمعدات المستخدمة.

واليوم، يعمل الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات التجارة الإلكترونية، والحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي. وقد ساهمت الشركات الصينية في إنشاء شبكات الجيل الخامس التجارية في العالم العربي، مما رفع مستوى تكنولوجيا المعلومات المحلية، فيما دخلت منصات التجارة الإلكترونية الصينية بوتيرة متسارعة إلى أسواق المغرب والسعودية ومصر، جاعلة بذلك حياة السكان المحليين أكثر يسرا.

ومن جانبه، ذكر الخبير الاقتصادي المصري الدكتور ضياء الفقي في مقابلة سابقة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) أن "إقامة معرض الصين والدول العربية أمر مهم لتعزيز التبادل التجاري بين الصين والدول العربية ودعم العلاقات الاقتصادية".

كما أكد يوان شياو مينغ أن هذا المعرض أصبح بالفعل منصة هامة للبناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، حيث ساهم في بناء جسور للتعاون بين مؤسسات وشركات الجانبين وتهيئة ظروف مؤاتية لترسيخ هذا التعاون.

ــ توقعات وفرص مستقبلية

منذ عام 2013 وحتى الآن، عقدت ست دورات من معرض الصين والدول العربية (مرة كل عامين)، بمشاركة إجمالي 112 دولة ومنطقة، و29 من كبار المسؤولين الصينيين والأجانب، و383 ضيفا على مستوى وزير، وأكثر من 7500 شركة محلية وأجنبية. وقد شهدت هذه الدورات توقيع إجمالي 1616 مشروعا تعاونيا.

أما بالنسبة للدورة السابعة من المعرض، فقد أكدت مشاركتها فيها كل من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبعض المنظمات الدولية والإقليمية وممثليها في الصين، إضافة إلى اتحاد رجال الأعمال الأردني وبنك أبو ظبي الأول ضمن 73 اتحادا وشركة أجنبية، كما تشارك فيها أيضا شركة الصين للمواصلات والإعمار وبنك الصين، فضلا عن أكثر من 400 اتحاد وشركة صينية.

ومن المتوقع أن تصدر خلال المعرض وثائق هامة، من أبرزها ((التقرير السنوي لعام 2024 حول تطور العلاقات التجارية الصينية-العربية)) و((قائمة تضم 500 تقنية متقدمة وقابلة للتطبيق بين الصين والدول العربية)) و((التقرير السنوي لعام 2025 حول توقعات تطوير إدارة الموارد المائية بين الصين والدول العربية))، كما سينظم المعرض أكثر من 40 جلسة تواصل في مجالات الصناعات منخفضة الكربون والخضراء والاقتصاد الرقمي والعلاج الطبي والصحة. وقد تم التوصل إلى 125 من نوايا التعاون مع رجال الأعمال العرب قبل إقامة المعرض.

كما سيشهد المعرض ولأول مرة انعقاد اجتماع حول التنمية الابتكارية للتعاون في مجال التجارة الإلكترونية، حيث سيتضمن البرنامج الصيني العربي الخاص للبث المباشر لـ"المنتجات السحابية لطريق الحرير" الذي سيشارك فيه 15 من صانعي المحتوى من مصر وعُمان والمغرب إلخ. ومن المتوقع أن يشهد الاجتماع حضور أكثر من خمسين ضيفا من مصر والإمارات والسعودية إلخ، والتوقيع على سبعة مشروعات رئيسية تتعلق بالتجارة الإلكترونية على طريق الحرير".

صور ساخنة