30 أغسطس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ قال سامي القمحاوي، نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام المصرية والصحفي المختص في العلاقات الدولية، إن قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي ستعقد في تيانجين يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر تمثل محطة هامة في مسار تطور المنظمة. وأضاف أن هذه القمة تأتي في وقت يشهد فيه العالم تحدّيات أمنية وإنسانية واقتصادية كبرى، مما يجعلها محط أنظار العالم. خصوصا أنها ستسجل حضور زعماء دول المنظمة ورؤساء المنظمات الدولية، وفي مقدّمتهم الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
وأشار القمحاوي، في حوار مع صحيفة الشعب اليومية اونلاين مؤخراً، إلى أن قمة تيانجين ستمثل مرحلة جديدة للمنظمة، "خصوصا أنها ستركز على "ديبلوماسية حسن الجوار"، وستشهد توقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون بين الأعضاء.
وأكّد نائب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، أن نجاح المنظمة في النمو السريع خلال 24 عاما فقط من تأسيسها، يرتبط بما يُعرف بـ"روح شنغهاي"، التي تقوم على الثقة المتبادلة، النفع المشترك، المساواة، التشاور، احترام التنوع الثقافي، والسعي لتحقيق التنمية المشتركة "، مضيفا بأن التمسك بهذه المبادئ هو السبيل لتجاوز أنماط التفكير التقليدية المستندة إلى منطق الحرب الباردة، وفتح الطريق أمام نموذج جديد من العلاقات الدولية القائمة على التعاون بدل الصراع.
وأعتبر القمحاوي أن الصين، باعتبارها الدولة التي شهدت ولادة المنظمة، فإنها تسعى من خلال قمة تيانجين إلى دفع المنظمة نحو آفاق أوسع من الشراكة المتعددة الأطراف، عبر مشروعات تعزز الترابط الاقتصادي وتدعم الاستقرار الإقليمي. منوّها إلى أن الإجراءات التي ستعلن عنها الصين خلال القمة ستجعل من المنظمة مجتمعا أكثر ترابطا وذو مستقبل مشترك، يقدم نموذجا حضاريا للتعاون القائم على الاحترام المتبادل والتشارك عوض الصراع والأحادية، التي عادت إلى الواجهة في الوقت الراهن.
وفي ذات الصدد، وصف القمحاوي حصول مصر عام 2022 على صفة "شريك الحوار" في المنظمة بأنه خطوة تعكس مكانتها الإقليمية وعلاقاتها المتميزة مع الدول الأعضاء، خاصة الصين. مؤكدا على أن مصر تتبنى سياسة خارجية تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل وتحقيق المنفعة المشتركة، وهي مبادئ تتناغم مع فلسفة المنظمة.
وأضاف القمحاوي، أن مصر تطمح لتعزيز التعاون مع دول المنظمة في القضايا الدولية، بما في ذلك إصلاح النظام العالمي والقضاء على المعايير المزدوجة وتحقيق العدالة والتنمية المشتركة.
وحول التعاون بين مصر والصين، أوضح القمحاوي، أن الشراكة بين البلدين تزداد رسوخا مع اقتراب الذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية في عام 2026. حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 17 مليار دولار عام 2024، بزيادة 6% عن العام السابق. ووصل حجم الاستثمارات الصينية في مصر إلى 9 مليارات دولار، مع وجود نحو 2900 شركة صينية في السوق المصرية. كما نوّه بالدور البارز الذي تلعبه الشركات الصينية في مشاريع البنية التحتية الكبرى في مصر، مثل تشييد العاصمة الإدارية الجديدة والبرج الأيقوني، الأعلى في إفريقيا.
ويختتم سامي حديثه بالتأكيد على أن "هذا التعاون الاقتصادي يعكس توافقا سياسيا عميقا بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، ورغبة مشتركة في بناء نظام عالمي أكثر عدالة واستقرارا".