بغداد أول سبتمبر 2025 (شينخوا) أكد كاوه محمود، السكرتير السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكردستاني-العراق، أن الانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني يتسم بطابع أممي وخصوصية وطنية في آن واحد، فهو يشكل جزءا أساسيا من إعادة توحيد الهوية الوطنية الصينية، وركيزة محورية في مواجهة الفاشية ضمن مسيرة التحرر والنهوض الوطني.
وقال محمود، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن الصين خاضت أطول حرب ضد الفاشية بين عامي 1931 و1945، وأصبحت ساحة رئيسية شرقية في الصراع العالمي ضد الفاشية، حيث قدم الشعب الصيني أكثر من 35 مليون شهيد وجريح، مما يعكس جسامة التضحيات وصعوبة النضال في تلك المعركة.
وأضاف محمود "تظهر الحقائق التاريخية أن حرب المقاومة الصينية ضد الاحتلال الياباني كانت أيضا نضالا ضد الإمبريالية العالمية. ويُعد انتصار الشعب الصيني في الحرب ضد الفاشية وفي مسيرة التحرير الوطني تجربة غنية للحاضر، تتمثل أسبابه الرئيسية في قيادة الحزب الشيوعي الصيني، الذي أسهم في تشكيل نظام دولي جديد أكثر عدالة وإنصافا".
وتابع أن الحربين العالميتين الأولى والثانية قد انتهتا، لكن الحروب وبؤر التوتر في العالم لم تنتهِ بعد، إذ تتصاعد التهديدات المباشرة للأمنين الإقليمي والعالمي بوتيرة متسارعة، مما يتسبب في هدر الموارد البشرية والاقتصادية وإعاقة فرص التنمية.
وذكر أن اهتمام الصين بإحياء الذكرى الثمانين للانتصار في حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية يأتي تأكيدا على التصدي لأي محاولة لتحريف الحقائق التاريخية للحرب العالمية الثانية أو إنكار نتائج النصر، ويعكس في الوقت ذاته فهما عميقا لمستجدات الوضع السياسي على الصعيد الدولي.
وأوضح أنه في ظل الأوضاع المتقلبة في الشرق الأوسط والعالم، تمثل تجربة نضال الشعب الصيني ضد العدوان الياباني، إلى جانب استمرار سياسة الانفتاح والإصلاح، والمبادرات العالمية الثلاث، إطارا سياساتيا عاما لمواجهة التهديدات التنموية والقضاء على الفقر المدقع.
وأشاد محمود بمبادرة بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية التي طرحتها الصين، معربا عن أمله بأن يعمل الشرق الأوسط على صياغة مبادرة مماثلة، لكنه شدد على أن مثل هكذا مبادرة لن تتحقق إلا بالعودة إلى الإرادة الحرة لشعوب المنطقة، وإنهاء الحروب وبؤر التوتر، واجتثاث الإرهاب والعنف والتطرف، ووقف التدخلات الأجنبية، بما يمهد الطريق نحو الأمن والتعايش المشتركين والتنمية المستدامة.