كونمينغ 7 سبتمبر 2025 (شينخوا) أعرب حسان محمد فلحة، المدير العام لوزارة الإعلام اللبنانية هنا يوم السبت الماضي خلال منتدى وسائل الإعلام ومراكز البحوث بالجنوب العالمي 2025، عن شكره للصين "التي تلعب دورا محوريا في إعادة التوازن للعالم وتسقط نظرية القطب الواحد، والتي تسعى جاهدة للتوازن بين الشعوب بين الجنوب والشمال وبين الغرب والشرق من خلال ردم الفجوات والاختلال البنيوي للبشرية عبر التعاون والانفتاح في سبيل تحقيق النمو والتطور".
وألقى فلحة خطابا خلال حضوره المنتدى المنعقد في مدينة كونمينغ، حاضرة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، حيث اجتمع حوالي 500 صحفي وباحث ومسؤول حكومي ورائد أعمال من 110 دول ومنظمات دولية وإقليمية في المنتدى المنعقد تحت عنوان "جمع قوى دول الجنوب العالمي لمواجهة التغيرات العالمية" خلال الفترة ما بين يومي 5 و 9 من الشهر الجاري، والذي يشارك في استضافته كل من وكالة أنباء شينخوا ولجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة يوننان وحكومة المقاطعة.
وقال فلحة في خطابه، إن الحضارات والتاريخ والإمكانيات التي تمتلكها دول الجنوب والتي قدمتها للبشرية جمعاء على مر العصور، تستدعي العمل لبناء عالم إنساني أكثر عدالة وإنصافا وتعاونا وتشاركا بعيدا عن الهيمنة والتسلط والخضوع لنظرية القطب الواحد.
وذكر أن التطور التقني الهائل ويسر استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعرفة تدفع إلى ردم الهوات الطبقية بين المجتمعات والشعوب، حيث إن شبكة الخلوية تغطي في يومنا هذا 97 بالمئة من سكان الكرة الأرضية، فضلا عن أن 60 بالمئة من سكان العالم، الذين تجاوز عددهم ثمانية مليارات نسمة في هذا العام 2025، يستخدمون نوعا أو أكثر من منصات التواصل الاجتماعي والمعرفي والإعلامي.
وأضاف قائلا "من هنا يجب تعزيز القيم الإنسانية والأخلاقيات التي تضمن السلم والأمن الدوليين بشكل صحيح وأكثر عدالة وتسامحا، وليس الاكتفاء برفع شعارات لأهداف سياسية تستهدف شعوبنا وبلداننا".
وفي الوقت نفسه أشار خالد بن مبارك آل شافي، رئيس تحرير صحيفة البننسولا القطرية في مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا أثناء حضوره المنتدى، إلى أن بناء التوافق يتطلب الحوار المفتوح والاحترام المتبادل، مضيفا أنه "يجب أن نكون مستعدين للاستماع إلى وجهات نظر الآخرين والعمل معا لإيجاد حلول مشتركة".
وذكر آل شافي أن الصين دولة كبيرة لها مكانة عالمية مهمة، وهي دولة لها صوت مسموع، كما أن دولة قطر دولة سلام وتعمل بجد من أجل السلام وتضع العلاقات الطيبة مع دول الجوار كأولوية، وكذلك إقامة العلاقات وإيجاد فرص لتحقيق السلام العالمي بين هذه الدول، "فأعتقد أن هذه الأمور ستساعد دولة قطر والصين في لعب دور بنّاء فيما يتعلق بدول الجنوب العالمي".
وقال خالد عرابي، مدير التحرير ومدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام، إن الصين تلعب دورا كبيرا جدا في دعم قضايا الجنوب العالمي وتتعامل بشفافية وصراحة وبروح المنفعة للجميع، بعكس ما تفعله بعض الأطراف الغربية الأخرى التي تعمل لمصلحتها الذاتية فقط، مضيفا أنه "حان الوقت الآن لأن نتكاتف وأن نكون يدا بيد وندعم بعضنا البعض في قضايانا المشتركة".
ومن جهته، قال وارف قميحة، مؤسس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني، لوكالة أنباء شينخوا أثناء حضوره المنتدى، إن الصين طرحت مبادرة الحوكمة العالمية خلال اجتماع "منظمة شانغهاي للتعاون بلس" الذي عقد في مدينة تيانجين في أول سبتمبر من العام الحالي وذلك من أجل تعزيز التعددية الحقيقية التي تقوم على التشاور والمشاركة وتقاسم المنافع واعتماد منظور إنساني يجعل التنمية والعدالة الاجتماعية في قلب الحوكمة.
وأكد قميحة على أنه من زاوية عربية، تمثل هذه المبادرة فرصة تاريخية، فهي تمنح دول الجنوب إطارا جديدا للتعبير عن مصالحها، وتفتح الباب أمام صياغة قواعد دولية أكثر إنصافا في ظل عالم مترابط.
وقال "يمكن القول إن مبادرة الحوكمة العالمية تجسد الطموح الصيني في أن تكون قوة دافعة لبناء نظام دولي أكثر عدلا وتوازنا، وتفتح أمام شعوب العالم ولا سيما شعوب الجنوب، أفقا جديدا للتعاون والسلام والتنمية المشتركة".