ناننينغ 8 سبتمبر 2025 (شينخوا) تنتشر نكهات بانكوك النابضة بالحياة والفواكه الاستوائية والرقصات الإيقاعية هذا الصيف في المدن الصينية، حيث تحاول تايلاند تأمين حجوزات السفر من خلال عروض غامرة من مهرجانات الدوريان إلى عروض الملاكمة التايلاندية.
تجول الزوار بين الأكشاك المليئة بالأطباق التايلاندية الشهية والفواكه الاستوائية والمجوهرات المصنوعة يدويا في "سوق تايلاندي" كبير في مدينة ناننينغ حاضرة منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانغ في جنوبي الصين، بينما كان الطهاة يطهون الأطباق التايلاندية الخاصة مباشرة. وبلغت الإثارة ذروتها عندما فاز أحد الحاضرين المحظوظين بتذاكر ذهاب وعودة من ناننينغ إلى بانكوك خلال معرض الطعام التايلاندي المختار.
وبدورها، قالت بنجاماس تانفيتيانونت القنصل العام التايلاندي في ناننينغ: "إن قرب قوانغشي الجغرافي والثقافي من الآسيان يجعلها مركزا طبيعيا". تنتشر المباني والمطاعم ذات الطراز التايلاندي بالفعل في شوارع ناننينغ، ما يعكس الترحيب الحار من السكان المحليين بالثقافة التايلاندية.
وأشارت تانفيتيانونت إلى أن النشاطات الصيفية الحالية تهدف إلى تعميق التقدير الثقافي والتعاون العملي. ومن المقرر أن تقدم تايلاند عرضا أكثر حيوية في معرض الصين-آسيان في سبتمبر، حيث ستعرض منتجات أكثر تنوعا ومعارض ثقافية غامرة.
وراء كل هذه الجهود تكمن استراتيجية وطنية وضعت بعناية. فقد أطلقت وزارة التجارة التايلاندية في مايو الماضي شعار "تاي سيليكت" لتعزيز علامتها التجارية في مجال الطهي على مستوى العالم. وقال نيتي براتومفونغسا، مدير المكتب التجاري للقنصلية العامة الملكية التايلاندية في ناننينغ إن معارض "تاي سيليكت" تحدد حاليا اتجاهات تناول الطعام حيث تعمل هذه الجهود على إقامة روابط دائمة من خلال النكهات الأصيلة بدلا من العروض الترويجية لمرة واحدة.
ومن جانبها، قالت جيانغ تشن شيان الباحثة في جامعة قوانغشي مينزو إن تركيز تايلاند على الانغماس الثقافي التجريبي يوفر ميزة تنافسية وسط اشتداد المنافسة السياحية في جنوب شرق آسيا، مضيفة: "إن بناء الأُلفة من خلال الثقافة والاستهلاك اليومي يساعد على استقرار الجاذبية وسط تقلبات السوق".
تلاحظ وكالات السفر تحولا نحو السفر الأكثر تفكيرا، حيث يولي السياح الصينيون أولوية متزايدة للسلامة والراحة والتجارب الغامرة على مجرد زيارة المعالم الشهيرة.
وقالت جيانغ إن تايلاند لا تكتفي بمجرد السعي وراء أعداد السياح الوافدين إليها، بل تعمل بشكل استراتيجي على تعزيز التقارب الثقافي على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الجاذبية المستدامة تعتمد على السلامة والبنية التحتية المتطورة والتجارب الغنية ومتعددة المستويات، وهي عناصر تدمجها تايلاند بثبات في استراتيجيتها السياحية الوطنية.
وأضافت جيانغ: "قد يساعدها الدمج العميق بين التوعية الثقافية والسياحة على الحفاظ على قدرتها التنافسية وسط التشتت الإقليمي".