غزة 8 أكتوبر 2025 (شينخوا) خرج عشرات الأطفال الأيتام اليوم (الأربعاء) في مسيرة بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة للمطالبة بوقف الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة، والتي أفقدتهم ذويهم وحرَمتهم من طفولتهم.
ورفع الأطفال، الذين تجمّعوا في منطقة المواصي غرب المدينة، أعلام فلسطين وصور آبائهم وأمهاتهم الذين قُتلوا خلال الحرب، في فعالية بعنوان "لسنا أرقاما" نظّمتها مؤسسات محلية تعنى برعاية الأيتام.
وحمل بعض الأطفال لوحات رسموها بأنفسهم تجسّد منازلهم المهدمة وأحلامهم الضائعة، فيما أضاء آخرون شموعا صغيرة إحياءً لذكرى ذويهم.
وكُتب على اللافتات التي رفعوها عبارات مثل "أوقفوا الحرب" و"نريد أن نحيا بسلام".
وقال محمد سالم، أحد منظمي الفعالية، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المسيرة تهدف إلى "تذكير العالم بأن وراء كل رقم قصة إنسانية مؤلمة، وان هؤلاء الأطفال الذين فقدوا ذويهم ليسوا إحصاءات في تقارير، بل أرواحا تبحث عن الأمان".
وأضاف أن "هؤلاء الأطفال يعيشون الخوف والجوع وانعدام الأمل كل يوم، وبعضهم لم يعرف طعم الأمان منذ ولادته (..) ورسالتهم اليوم بسيطة وهي: أوقفوا الحرب، ودعونا نحلم بحياة طبيعية".
وقال الطفل يوسف عبد الهادي (9 أعوام)، الذي فقد والده في قصف عام 2024، لـ ((شينخوا)) "كل ما أريده أن أعود إلى المدرسة وأن يعود أبي. أشتاق إليه كل يوم لكنني أعرف أنه لن يعود أبدا".
وأضاف "منذ مقتله لم أعد أشعر بالقوة، ولا أستطيع الذهاب إلى المدرسة لأن المبنى دُمّر في القصف، ما أريده فقط أن تتوقف الحرب حتى أحقق حلم أبي بأن أصبح طبيبا أساعد الناس".
وقالت أم نضال النجار، وهي أرملة أحد ضحايا الحرب، إن اليوم "يذكّرنا ببدء المأساة التي ما زلنا نعيشها منذ السابع من أكتوبر 2023"، مضيفة "لم نرد أن تمر الذكرى بصمت، فحملنا صور أزواجنا وآباء أولادنا الأيتام علّها تذكّر العالم بألمنا ودموعنا وتفتح باب الرحمة في قلوب الناس".
وتقول وزارة التنمية الاجتماعية في غزة إن الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023 خلّفت نحو 50 ألف طفل فقدوا أحد والديهم أو كليهما، ويعيش معظمهم في مخيمات نزوح أو مراكز إيواء في ظروف إنسانية صعبة وسط نقص في الغذاء والتعليم والدعم النفسي.
وحذّرت الوزارة في تقرير لها من تزايد أعداد الأيتام مع استمرار الغارات الإسرائيلية والانهيار الاجتماعي في القطاع، في وقت تعاني فيه الجمعيات الخيرية من نقص التمويل وتراجع المساعدات الدولية.
وقالت روان أحمد، وهي أخصائية نفسية في غزة، إن الأطفال الأيتام "من أكثر الفئات تضررا نفسيا واجتماعيا"، مضيفة "الكثير منهم يعاني من صدمات متكررة واضطرابات في النوم والذاكرة، ويعيشون في خوف دائم. كل صوت انفجار يعيد إليهم لحظة الفقد التي لا تُنسى".
وأضافت "الأطفال لا يحتاجون فقط إلى الطعام والمأوى، بل إلى الأمل أيضا. ما رأيناه اليوم هو صرخة إنسانية موجهة إلى العالم (..) أوقفوا الحرب، فهؤلاء الصغار يريدون أن يعيشوا".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة بعد أن نفذت الأخيرة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.
فيما أودت الحرب بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، وفق وزارة الصحة في غزة، وتسببت في أزمة إنسانية غير مسبوقة ومجاعة في القطاع المحاصر.