سيناريو جديد في العلاقات السعودية الصينية عبر المناورات العسكرية تحت مسمى السيف الأزرق 2025، والذي يعتبر التدريب الثالث من نوعه بين القوات البحرية لدى البلدين، إذ أن أول المناورات تمت بينهما في نوفمبر 2019، وكان التعاون الثاني في أكتوبر 2023 ومن المتوقع أن تكون المناورات الثالثة في النصف الثاني من شهر أكتوبر لهذا العام 2025، حيث تسهم تلك المناورات في تعزيز التبادلات في المهارات والتكتيكات، وتعميق الصداقة، بالإضافة أنها تشكّل عرضاً واضحاً للقوة والتعاون الثنائي بين البلدين.. ..
تعتبر تلك المناورات نشاطا عسكريا روتينيا كأي نشاط يختص بأي قطاع، حيث يحتاج أي قطاع لمواكبة العصر واختبار أنظمته التشغيلية، والتأكد من مدى جاهزيتها، وفاعلية استجابتها، وتطوير مهاراتها، وذلك ما ينطبق أيضاً على القطاع العسكري، حيث تسهم الابتكارات التكنولوجية في إعادة تشكيل مشهد التدريبات العسكرية، فمن خلال تكرار التدريب للمواقف المعقدة والبيئات المختلفة، تسمح مثل تلك التدريبات للأفراد العسكريين بممارسة الاستجابات والتدرب عليها واكتساب الخبرة في التعامل مع متغيرات الظروف، لضمان قدرتهم على التكييف وقياس مدى جاهزيتيهم.
نظرة ثاقبة في الحرص على نشاط وأثر تلك التدريبات الواقعية التي تتم بين السعودية والصين، هدفها تنمية العلاقات الأساسية والتوافق التشغيلي، فمثل تلك التدريبات التي تقام في بيئات آمنة، هي عبارة عن اختبارات عملية لإدارة الأزمات تُظهر مدى تفوق القطاع العسكري البحري وتقيّم قدرته، حيث أنها مصممة خصيصا لمتطلبات تؤدي مهمة محددة للحفاظ على موقف دفاعي قوي، وتعزيز التعاون بين البلدين، ومحاكاة الواقع الافتراضي الذي يتغير في تسارع مستمر، حيث تتشابك العمليات العسكرية التقليدية مع العمليات السيبرانية.
فصل جديد يرسم ملامح العلاقات السعودية والصينية في التواصل وتعزيز التعاون وبناء التفاهم الثقافي بين الأفراد العسكريين، حيث تشكل مثل تلك التدريبات العمود الفقري للعمليات العسكرية الحديثة.