بكين 15 أكتوبر 2025 (شينخوا) طرح الرئيس الصيني، شي جين بينغ، يوم الاثنين، على المجتمع الدولي رؤيته بشأن تسريع التنمية الشاملة للمرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم، وذلك خلال خطابه في مراسم افتتاح اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة، في بكين.
وأشاد المراقبون من جميع أنحاء العالم بخطابه الرئيسي في مراسم الافتتاح، واصفين إياه بأنه دعوة للمضي قدما بروح مؤتمر بكين العالمي للمرأة وتعميق التعاون العالمي بشأن قضية المرأة، وقالوا إن مقترحات شي الجديدة رسمت مسارا جديدا لتعزيز القضية العالمية للمرأة وبناء مستقبل مشترك للنساء في جميع أنحاء العالم.
-- قضية المرأة المزدهرة
منذ اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة عام 1979، صدَّقت 189 دولة على هذه المعاهدة الدولية. وعلى مدى عقود، سنّت أكثر من 190 دولة ما يقرب من 1600 قانون لحماية حقوق ومصالح المرأة. وأيضاً، وضع عدد متزايد من الدول خطط عمل وطنية لتعزيز رفاه المرأة.
قال شي في خطابه: "على مدى الثلاثين عاما الماضية، وبفضل روح مؤتمر بكين العالمي للمرأة، ازدهرت قضية المرأة في جميع أنحاء العالم، مضيفةً مجداً متألقاً إلى تقدم الحضارة الإنسانية."
وفي خطابه الرئيسي أيضاً، طرح شي أربعة مقترحات: العمل معا على تهيئة بيئة مواتية لنمو المرأة وتطورها؛ والعمل معا على ترسيخ زخم قوي من أجل التنمية عالية الجودة لقضية المرأة؛ والعمل معا على تطوير أطر حوكمة لحماية حقوق المرأة ومصالحها؛ والعمل معا على كتابة فصل جديد في تعزيز التعاون العالمي بشأن المرأة.
وقالت جيرترود مونجيلا، الأمينة العامة للمؤتمر العالمي الرابع للمرأة الذي عقد في بكين، إن الصين لطالما كانت داعمة ثابتة للقضية العالمية للمرأة، وإن خطاب شي الرئيسي رسم مسار تسريع تطوير قضية المرأة في جميع أنحاء العالم، مشيرة إلى أن المؤتمر الذي عُقد قبل 30 عاما كان علامة فارقة ونقطة تحول.
وقال معز دريد، المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في الدول العربية، إنه يؤيد اقتراح شي المتمثل في العمل المشترك من أجل تعزيز بيئة مواتية لنمو المرأة وتطورها.
وتابع دريد قائلا: "لا يزال العالم يعاني قصوراً في مجالات رئيسية مثل القضاء على العنف ضد المرأة، وضمان صحة المرأة خلال مراحل الحمل والولادة وما بعد الولادة، وتعزيز المشاركة الاقتصادية للمرأة. لقد ضخت مقترحات الرئيس شي زخما قويا لتحقيق هذه الأهداف - وهذا لا يتعلق بالمرأة فحسب، بل بالبشرية جمعاء."
وقالت فيرونيكا جيوردانو، الباحثة في جامعة بوينس آيريس، "كما قال الرئيس شي جين بينغ، المرأة قوة مهمة في تحسين وإصلاح نظام الحوكمة العالمية."
وأضافت تقول: "إن إدراج المساواة بين الجنسين ودور المرأة في الحوكمة العالمية على جدول الأعمال الدولي يمثل تقدماً كبيراً. وبناء منصة واسعة للتعاون بين النساء وتعميق التبادلات والتعلم المتبادل بينهن - أمران لهما أهمية بالغة."
وقالت وانا لورليرت، رئيسة جمعية معلمي اللغة الصينية في تايلاند، إن قضية المرأة لا تتعلق فقط برفاه مجموعة واحدة في المجتمع، بل هي أيضا مؤشر مهم على مستوى حضارة أي بلد.
وأضافت أن اقتراح شي بشأن "التعاون في تطوير أطر حوكمة لحماية حقوق المرأة ومصالحها"، الذي يشمل تحسين المؤسسات والقوانين، وتهيئة بيئة اجتماعية شاملة ومتناغمة، وتوسيع قنوات مشاركة المرأة في الشؤون السياسية، هو اقتراح سيوفر ضمانات مؤسسية لمزيد من تعزيز المساواة بين الجنسين، وسيساعد في جعل احترام المرأة إجماعا عالميا.
-- التقدم التاريخي في الصين
في الصين، حظيت 690 مليون امرأة برخاء معتدل، وانخفض معدل وفيات المرأة خلال مراحل الحمل والولادة وما بعد الولادة بنسبة تقارب 80 بالمئة منذ عام 1995، وتمثل النساء أكثر من 40 بالمئة من إجمالي العمالة، وأكثر من نصف مؤسسي الشركات الناشئة العاملة عبر الإنترنت.
أوضح شي في خطابه أن قضية المرأة في الصين حققت إنجازات تاريخية وشهدت تغيرات تاريخية، مشيراً إلى أن المرأة الصينية تمثل بحق "نصف السماء" في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت لوس ديل كارمن كورديرو، الأستاذة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، إن إنجازات قضية المرأة في الصين تُظهر حكمة ومسؤولية دولة كبرى في تعزيز المساواة بين الجنسين، مشيرة إلى أن تحقيق التنمية الشاملة للمرأة يتطلب مزيجاً عضوياً من الضمانات المؤسسية والسياسات الداعمة والتوجيه الاجتماعي والثقافي، ما يحقق التوازن بين الكفاءة والإنصاف، بالإضافة إلى التنمية والشمول. وأكدت أن ممارسات الصين مرجعاً قيماً للقضية العالمية للمرأة.
وقال محمد دلوير حسين، الأستاذ في قسم الصحة العامة بجامعة ((نورث ساوث)) في بنجلاديش، إن التقدم الملحوظ الذي أحرزته الصين في خفض وفيات النساء خلال مراحل الحمل والولادة وما بعد الولادة - أمر مثير للإعجاب حقاً.
وأشار إلى أن جهود الصين لتحسين صحة المرأة والطفل من خلال تعزيز نظام الصحة العامة في البلاد وتحقيق تغطية صحية شبه شاملة - هي جهود تقدم تجربة قيمة للدول الأخرى.
-- التزام جديد
أوضح شي أيضاً في خطابه الرئيسي أن الصين تقدم بنشاط فرصاً ودعماً للقضية العالمية للمرأة من خلال تنمية الصين ذاتها. ولمواصلة دعم تنمية المرأة في جميع أنحاء العالم، أعلن شي عن مبادرات الصين في مجالات التمويل والمشاريع وبرامج التبادل والتدريب وبناء القدرات.
ورحبت نيكول أميلين، عضوة لجنة الأمم المتحدة للقضاء على التمييز ضد المرأة، بإعلان شي أن الصين ستتبرع بمبلغ إضافي قدره 10 ملايين دولار أمريكي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وقالت:" الصين إحدى الدول التي تقود العالم وقوة اقتصادية عالمية، ولذلك تمثل الصين قوة رائدة وإيجابية في تسريع الحصول المتساوي والشامل على التعليم في جميع أنحاء العالم. إن دعم النظام متعدد الأطراف أمر أساسي لتقدم العالم واستقراره."
وقالت ثوربيورغ سيغريدور غونلاوغسدوتير، وزيرة العدل الأيسلندية، في حديث إلى وكالة أنباء ((شينخوا)): "سُررت للغاية بنبأ التزام الصين بتمويل هيئة الأمم المتحدة للمرأة، الذي أعتقد أنه يشير إلى طموحها لدعم تكاليف المساواة بين الجنسين". وأشارت إلى أنه لكي يحقق أي بلد تنمية شاملة، يجب عليه تمكين المرأة.
وقالت فجر ربيعة باشا، المديرة التنفيذية للتحالف الباكستاني لتعليم الفتيات، إن الصين وفرت زخما للقضية العالمية للمرأة من خلال تعليم المرأة وشمولها وتمكينها.
وأضافت أن مبادرات الصين - مثل التعاون في ما بين بلدان الجنوب، والمنح الدراسية، والتبادلات التقنية - ساعدت النساء والفتيات في البلدان النامية على اكتساب التعليم والمهارات وفرص القيادة.