شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تدخل غزة من الجانب المصري لمعبر رفح الحدودي في 12 أكتوبر 2025. (شينخوا)
القاهرة 16 أكتوبر 2025 (شينخوا) تنتظر طوابير طويلة من شاحنات المساعدات على الجانب المصري من معبر رفح، وهو طريق رئيسي لإيصال المساعدات من مصر إلى قطاع غزة، يوم الخميس، للتوجه نحو معبري كرم أبو سالم والعوجا اللذين فتحتهما إسرائيل لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ورغم الدمار الهائل وسوء حالة الطرق عقب الحرب الإسرائيلية التي دمرت البنية التحتية للقطاع، يترقب السائقون المصريون اللحظة التي سيتمكنون فيها من إيصال المساعدات إلى الجانب الآخر من رفح لسكان غزة الذين يعانون نقصا حادا في المواد الأساسية وصولا لمستوى المجاعة.
وقال محمود منصور، وهو سائق في الأربعينيات من عمره، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بفضل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضي، نأمل أن يتمكن ما لا يقل عن 400 شاحنة مساعدات من الدخول يوميا".
وأوضح أن شاحنته تحمل مواد غذائية وفواكه ودقيقا، متوقعا أن تصل قريبا إلى أيدي الفلسطينيين، مضيفا "الفجوة بين ما يُسمح بدخوله وما هو مطلوب في غزة من غذاء وصحة ووقود ورعاية طبية كبيرة جدا بسبب المشكلات الأمنية واللوجستية من الجانب الإسرائيلي".
وبمناسبة اليوم العالمي للغذاء (16 أكتوبر من كل عام) الموافق يوم الخميس، دعت منسقة الهلال الأحمر المصري أمل وديع، السلطات الإسرائيلية إلى عدم استخدام الجوع كسلاح حرب.
وقالت "لقد أعددنا آلاف الأطنان من المواد الغذائية العاجلة والأدوية والوقود في إطار الجهود المصرية لتقديم الدعم الغذائي والإغاثي لشعب غزة".
ويعمل أكثر من 35 ألف متطوع منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023 في جميع مراكز الخدمات اللوجستية في مصر، حيث تم إدخال أكثر من 600 ألف طن من المساعدات، بينما ما تزال أكثر من 6 آلاف شاحنة تنتظر على الجانب المصري من معبر رفح.
وفي وقت سابق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن نحو 673 مليون شخص ينامون جائعين كل ليلة، وأن عددا أكبر يواجهون يوميا حالة من عدم اليقين بشأن وجبتهم التالية.
وقال غوتيريش "لدينا الأدوات والمعرفة والموارد لإنهاء الجوع وتوفير غذاء جيد وصحي للجميع، وما نحتاجه هو الوحدة"، مشددا على أن المجاعة تتفاقم بين الشعوب المتأثرة بالنزاعات.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، أفاد برنامج الأغذية العالمي بأن 137 شاحنة دخلت غزة لدعم المخابز وتوزيع الغذاء والتغذية، مضيفا أن 170 ألف طن من المواد الغذائية والأدوية والمساعدات الإنسانية الأخرى جاهزة للدخول إلى غزة، وأن البرنامج يسعى للحصول على الضوء الأخضر من إسرائيل لزيادة المساعدات بشكل كبير لأكثر من مليوني فلسطيني.
وأضافت وديع "يجب أن يصمد وقف إطلاق النار".
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد هددت في وقت سابق بالإبقاء على معبر رفح مغلقا، متذرعة بتأخر حركة حماس في إعادة جثامين الرهائن.
وقال محمود محمد، وهو سائق شاحنة آخر في رفح "على إسرائيل أن تسمح لنا بالدخول، لأن مشكلاتها مع حماس قد تستغرق وقتا طويلا للحل، وأطفال غزة بحاجة إلى الغذاء والدواء".
وأضاف أن المساعدات كانت تواجه في المراحل السابقة من حرب غزة عقبات جسيمة، مثل "الحواجز ونقاط التفتيش والإجراءات الأمنية والتأخيرات من الجانب الإسرائيلي".
وتابع محمد قائلا "سنواصل عملنا، وسنظل ننتظر بتفاؤل كبير لنتمكن من إيصال كل ما يحتاجه أهالي غزة من مساعدات".
وفي يوم الثلاثاء الماضي، قررت إسرائيل وقف إعادة فتح معبر رفح وتقليص المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الهش.
ومنذ الاثنين الماضي، أفرجت حركة حماس سراح 20 محتجزا إسرائيليا على قيد الحياة و10 جثث، فيما أطلقت إسرائيل سراح 250 اسيراً فلسطينيا من اصحاب الأحكام العالية و1718 اسيراً اعتقلتهم من غزة بعد السابع من اكتوبر 2023 ورفات 90 جثمانا.
وفي نهاية سبتمبر الماضي، طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطة من 20 بندا لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، قبل أن يعلن الأربعاء قبل الماضي موافقة الطرفين على المرحلة الأولى من الخطة.
ويوم الخميس الفائت، أعلن الوسطاء، وهم مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة، التوصل إلى اتفاق بشأن جميع بنود وآليات تنفيذ هذه المرحلة، بعد محادثات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية بدأت يوم الإثنين قبل الماضي.
ويهدف الاتفاق إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار والإفراج عن الأسرى والمحتجزين لدى الجانبين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.