تعليق: شي جين بينغ يحضر اجتماع أبيك ويزور جمهورية كوريا.. الصين تساهم في تعزيز التعاون المفتوح مع العالم

سيقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة الى مدينة جيونجو، جمهورية كوريا، خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 1 نوفمبر الجاري لحضور الاجتماع الثاني والثلاثين للقادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ(أبيك)، والقيام بزيارة دولة للبلاد. وفي ظلّ مشهد دولي متقلب، فإن الإجراءات الدبلوماسية الرئيسية التي تتخذها الصين على يد رئيس الدولة ستلعب بالتأكيد دورا رائدا في تعزيز التعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وضخ زخم جديد في تطوير الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين الصين وجمهورية كوريا، وإظهار للعالم يقين التنمية والتقدم في الصين ومسؤوليتها القوية في تعزيز التعاون المفتوح.

يُعد منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ(أبيك) منصة التعاون الاقتصادي الأوسع نطاقًا والأكثر تأثيرًا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. منذ عام 2013، حضر الرئيس شي جين بينغ أو ترأس جميع اجتماعات قادة اقتصادات أبيك وألقى خطابات مهمة، رسم خلالها المسار ومهد الطريق لتعاون مستدام وطويل الأمد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. ومن اقتراح مفهوم بناء مجتمع آسيا والمحيط الهادئ ذي المصير المشترك إلى الدعوة إلى بناء شراكة آسيا والمحيط الهادئ القائمة على الثقة المتبادلة والشمولية والتعاون والنتائج المربحة للجميع، ومن التعبير عن حلم آسيا والمحيط الهادئ إلى دفع عجلة منطقة التجارة الحرة في آسيا والمحيط الهادئ، وجّه نهج الصين جميع الأطراف في منطقة آسيا والمحيط الهادئ نحو التمسك بطموحها الأصيل للتعاون، والتكيف مع توجهات العصر، وتحسين رفاهية شعوبها. وفي الوقت الحالي، تتزايد حدة الأحادية والحمائية، ويقف التعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ عند مفترق طرق جديد. وتتطلع الصين إلى العمل مع جميع الأطراف في المنطقة، مستغلةً هذا الاجتماع كفرصة للمساهمة في تعزيز التعاون الإقليمي وتعزيز النمو الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وبناء مجتمع آسيا والمحيط الهادئ ذي المستقبل المشترك.

الصين وكوريا الجنوبية جارتان وثيقتان وشريكتان متعاونتان. كما يتمتع البلدان بتاريخ طويل من التبادلات الودية والمصالح العملية المتشابكة بعمق. وظلت الصين أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية لمدة 21 عامًا متتالية، وفي العام الماضي أصبحت كوريا الجنوبية ثاني أكبر شريك تجاري للصين. وساهم التبادل الثقافي الوثيق بين الصين وكوريا الجنوبية، إلى جانب التحسين المستمر لسياسات الدخول بدون تأشيرة، في تعزيز السياحة عبر الحدود. وتواجه العلاقات الصينية ـ الكورية الجنوبية حاليًا فرصًا للتحسين والتطوير. وتُظهر هذه الزيارة، وهي أول زيارة دولة للرئيس شي جين بينغ إلى كوريا الجنوبية منذ 11 عامًا، تمامًا الأهمية التي توليها الصين للعلاقات الصينية ـ الكورية الجنوبية. وينبغي على الجانبين التمسك بالتطلعات الأصيلة لإقامة علاقات دبلوماسية، والتمسك بصداقة حسن الجوار والمنفعة المتبادلة، ومواصلة تعزيز الشراكة التعاونية الاستراتيجية بين الصين وجمهورية كوريا. كما ستستضيف الصين وكوريا الجنوبية اجتماعات القادة الاقتصاديين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) هذا العام والعام المقبل. وسيساعد تعزيز الدعم المتبادل بين الجانبين على تعزيز التوافق، وحماية النظام التجاري متعدد الأطراف، وضخ زخم جديد للنمو الاقتصادي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ والعالم.

لا شك أن زيارة الرئيس شي جين بينغ لكوريا الجنوبية ستوفر للمجتمع الدولي فهمًا أعمق لعزم الصين وثقتها في دعم التنمية المفتوحة وقيادة التعاون المربح للجانبين، مما يساهم في مزيد من اليقين والطاقة الإيجابية في عالم مضطرب. وتتزامن هذه الزيارة مع الاختتام الناجح للدورة الكاملة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، التي استعرضت ووافقت على مقترحات الخطة الخمسية الخامسة عشرة، كما يشير الاجتماع إلى استقرار سياسات الصين ونموها الاقتصادي وآفاق التنمية. ومن منظور طويل الأجل، فإن تحقيق الصين للتحديث الاشتراكي هو عملية تاريخية من التقدم خطوة بخطوة والتنمية المستمرة. ومن خلال الالتزام بمبدأ السعي إلى التقدم مع الحفاظ على الاستقرار، لن تكون الصين قادرة على الاستجابة لأي تحديات خارجية بثقة في تنميتها فحسب، بل ستواصل أيضًا خلق فرص لتنمية جميع الأطراف.

مهما تغيرت الأوضاع الدولية، يظل اتجاه تنمية منطقة آسيا والمحيط الهادئ واضحًا لا لبس فيه، ويظل الانفتاح والتعاون خيارًا مشتركًا للغالبية العظمى من أعضاء المنطقة. وباعتبارها مشاركًا ومشجعًا للتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فإن الصين على استعداد للعمل مع جميع الأطراف لمواجهة التحديات والسعي إلى التنمية المشتركة، وبناء مجتمع آسيا والمحيط الهادئ ذي مستقبل مشترك، منفتح وشامل، ومبتكر وموجه نحو النمو، ومترابط، ومتبادل المنفعة، وتقديم مساهمات أكبر للسلام والتنمية في العالم.