الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

الدول العربية تعزز تعاونها مع الصين في مجال الأقمار الصناعية سعيا لطموحاتها في اسكتشاف الفضاء

/مصدر: شينخوا/   2025:10:28.15:02

بكين 28 أكتوبر 2025 (شينخوا) نجحت الصين في إطلاق المجموعة السادسة المكونة من 11 قمرا اصطناعيا من مقاطعة شاندونغ شرقي الصين يوم 24 سبتمبر الماضي، حيث دخلت الأقمار الاصطناعية إلى المدار المخطط لها بنجاح.

وبذلك أنجزت الصين تشكيل المرحلة الأولى من كوكبة "جيلي"، حيث نسجت شبكة تضم 64 قمرا صناعيا يمكنها تقديم خدمات الاتصالات الفورية التي تغطي جميع سطح الأرض (باستثناء القطبين الجنوبي والشمالي).

وحسب الاتفاقية التي توصلت إليها شركة "أزيان للاتصالات" العمانية وشركة "جيسبيك" الصينية، وهي مشغل الأقمار الصناعية، ستقدم كوكبة جيلي خدمات اتصالات لعشرات الآلاف من سفن الصيد في عمان بحلول نهاية العام الجاري على أقرب تقدير.

ويعتبر هذا التعاون ليس الوحيد من نوعه الذي قامت به الصين وعمان، إذ نجحت عمان ممثلة بشركة "عدسة عمان" في إطلاق أول قمر صناعي مسجل باسم "OL-1" بالتعاون مع شركة "ستارفيجين" الصينية لتكنولوجيا الفضاء، في نوفمبر من العام المنصرم، ما يعد خطوة تاريخية في دخول عمان إلى عصر الفضاء بشكل رسمي.

وفي هذا السياق قال ماجد بن مكتوم بن راشد المطاعني، المدير المالي لشركة "عدسة عمان" في مقالة بعثها إلى صحيفة الشعب اليومية، إن المشروع شهد تعاونا تكنولوجيا متبادلا بين عمان والصين، حيث تم تنفيذ مراحل التصميم والتجميع والإطلاق من قبل الجانب الصيني وفقا لأعلى المعايير الدولية، بمشاركة مهندسين من الجانبين.

وأضاف أنه وخلال مراحل المشروع، تم التركيز أيضا على نقل المعرفة وبناء القدرات العمانية، حيث قامت الصين بتدريب أكثر من 50 مهندسا عمانيا على تكنولوجيات الأقمار الصناعية وأساسيات صناعة الفضاء، ما يعزز من استقلالية السلطنة في هذا المجال.

بدوره قال أحمد مصطفى فهمي، رئيس مكتب تمثيل جامعة الدول العربية لدى الصين، إنه "في عالم مترابط لا يجوز أن نعمل بمفردنا". وكان فهمي قد أدلى بهذا التصريح في الدورة الخامسة من منتدى التعاون الصيني-العربي لبيدو، التي عقدت في الشهر الماضي في الصين.

واستعرض المنتدى المذكور إنجازات التعاون بين الصين والدول العربية في مجال نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية والآفاق الواعدة للتعاون بين الجانبين. وعلى سبيل المثال، قامت الماكينات الزراعية المجهزة بنظام بيدو للملاحة بالأقمار الصناعية بعمليات الري بشكل ذكي في السعودية والإمارات، مما حقق زيادة في ناتج المحاصيل بمقدار 15 في المائة وساعد في تحقيق التنمية المستدامة في المناطق الجافة. وفي ميناء دبي، ساهم نظام بيدو في رفع كفاءة مناولة الحاويات بنسبة 20 في المائة، ما قلل مدة تداول السلع بمقدار ثلث من الإجمالي. وفي الجزائر، ومع الاستفادة من التصوير الواضح للمواقع، تمكن نظام بيدو من رفع كفاءة الاستجابة للطوارئ بنسبة 20 في المائة مقارنة مع عمليات الإنقاذ التقليدية.

ولفت فهمي إن التبادل التقني وإعداد الأكفاء ركيزتان أساسيتان لتعزيز التعاون بين الصين والدول العربية في مجال نظام بيدو للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، مضيفا أن الصين ساعدت الدول العربية في إعداد ما يقرب من ألف كفء متخصص في تطبيق وصيانة نظام بيدو، وكذلك في إنشاء فرق محلية لتطبيقات بيدو من خلال برامج تعليمية مشتركة وتدريب تقني متخصص.

وفي هذا الصدد، قال تشيان شياو سونغ، مسؤول من وزارة الخارجية الصينية، إن الجانبين الصيني والعربي قد أقاما آلية تعاونية جيدة على أساس أول مركز عربي في تونس لنظام بيدو. ومن المتوقع أن تتطور صناعة بيدو إلى مجالات اقتصاد الارتفاعات المنخفضة وقيادة المركبات الذاتية، لخدمة القضايا الاجتماعية ومعيشة السكان بشكل أفضل وتوفير خدمات أحسن في مجالات الزراعة والوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها.

وكشفت الهيئة الصينية للأرصاد الجوية مؤخرا أن نظام بيدو الخاص بالأرصاد الجوية يقدم خدماته الآن إلى 36 دولة مشاركة في مبادرة "الحزام والطريق". وفي مدينة نيوم السعودية، نقل هذا النظام بيانات إلى منصات استخراج النفط، ما ساعد شركة أرامكو على تقليل الخسائر الناتجة عن تعليق الأعمال بمقدار 1.2 مليار يوان.

وحسب الاتفاقيات الموقع عليها بين الصين والدول العربية، تقدم الأقمار الصناعية الصينية للأرصاد الجوية (فنغيون) خدماتها إلى عمان والإمارات والسعودية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بينما تقدم "فنغيون" خدمات الاستجابة للطوارئ لنقل بيانات الاستشعار عالية الدقة عن بعد عند اجتياح العواصف الرملية أو في الأحوال الجوية المتطرفة إلى الدول المشاركة في آلية الضمان.

صور ساخنة