الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي يسرّع خروج القيادة الآلية من حقل التجارب إلى التطبيق

الذكاء الاصطناعي يسرّع خروج القيادة الآلية من حقل التجارب إلى التطبيق

26 يونيو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في ظل التقدّم السريع الذي سجلته صناعة السيّارات نحو الذكاء الاصطناعي والطاقة الكهربائية، أصبحت القيادة الذاتية واقعا ملموسا. وفي الصين، سارعت مدن مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن إلى تطوير الإجراءات التشريعية، وتحسين البنية التحتية، وتشجيع المشاريع التجريبية، بهدف تعزيز الانتشار العالمي للسيارات ذاتية القيادة.

في عام 2020، كانت بكين سبّاقة في بناء أول منطقة عرض للقيادة الذاتية عالية المستوى في البلاد. فكيف تتمكن السيارات الذكية من السير على طرق ذكية؟ علم المراسل من مكتب منطقة العرض أن هذه المنطقة نفذت عمليات تحقق تقنية مكثفة لمسار "تكامل المركبة والطريق والسحابة"، كما دعمت دمج أجهزة استشعار ووحدات تحكم متعددة في المركبات الاختبارية، وقدّمت تصميمات متكررة في مجالي الإدراك والتحكم، إلى جانب تجهيزات أخرى تضمن سلامة القيادة.

وتجمع منطقة العرض بين بيانات ضخمة تشمل إدراك الطريق، والمنصة السحابية، ومعدات المركبات، لبناء مكتبة لمحاكاة الحوادث تشمل الظروف الخطرة والسيناريوهات القصوى، بهدف دعم تطوير خوارزميات القيادة الذاتية.

وقد توسعت مساحة منطقة العرض من 60 كيلومترا مربعا إلى 600 كيلومتر مربع، وأُصدرت تراخيص اختبار لـ 1098 مركبة، بإجمالي مسافة اختبار تجاوزت 38 مليون كيلومتر. حيث تعمل مركبات التوصيل ذاتية القيادة بكفاءة، ويمكن لمركبات الصرف الصحي القيام بمهام التنظيف بدقة متناهية، كما تقوم مركبات الدوريات بالمراقبة على مدار الساعة، مرسّخة بذلك صورة جديدة لحياة ذكية ومتكاملة.

وبالاستفادة من خبرة منطقة العرض في الإدارة، أصدرت بكين "لوائح مركبات القيادة الذاتية في بكين" في أبريل من هذا العام، والتي تنظم كافة جوانب التطبيقات المبتكرة للسيارات ذاتية القيادة على الطرق، وتوضح كذلك المتطلبات المرتبطة بسلامة هذه المركبات.

ويُعدّ عنصر السلامة أحد أبرز اهتمامات الجمهور في ما يتعلق بالقيادة الذاتية. ففي مختبر سلامة المركبات التابع للمركز الوطني للابتكار في المركبات الذكية المتصلة، تُعرض بيانات تحليل الأمان ومصادقة هوية شبكة المركبات على شاشة كبيرة عالية الدقة.

وصرّحت ياو مين، مهندسة أمن المعلومات، بأن المختبر أنشأ نظاما متكاملا للهجوم والدفاع في مواجهة التهديدات الأمنية، مثل اختراق الشبكات، التي تواجهها المركبات الذكية المتصلة. ويعتمد النظام على مجسات كشف الاقتحام والدفاع المثبّتة على المركبة، حيث يمكنه رصد المخاطر وتحميلها في الوقت الحقيقي، وإرسالها إلى وحدة التحكم المركزية، مما يُعزز من قدرة المعالجة الفورية للمشكلات الأمنية.

وأضافت أن المختبر أسّس أيضا نظام ثقة أمنية لمصادقة هوية شبكة المركبات، وقدّم خدماته لأكثر من 20 شركة ومنطقة تجريبية. ما يوفّر حماية آمنة للاتصالات، ويدعم التكامل بين العلامات التجارية والمدن، ويُعزز التعرف المتبادل بينها، ويقدم خدمات تشغيل موثوقة لخطوط الإنتاج الضخم في شركات السيارات.

وفي مركز نيوليكس (Neolix) لتوزيع المركبات غير المأهولة بمنطقة ييتشوانغ في بكين، تصطف مركبات غير مأهولة مختلفة الأشكال والوظائف بطريقة منظمة. وصرّح لي زيي، الشريك المؤسس والمدير المالي لشركة نيوليكس، بأن الشركة حصلت في مايو 2021 على أول إشعار وطني لمركبات التوصيل ذاتية القيادة من منطقة العرض، مما حقق لها "طريقا مرخصا".

من البحث والتطوير التكنولوجي إلى التطبيق العملي، شهدت تقنية المركبات ذاتية القيادة تطورا متسارعا، وأصبحت تُستخدم على نطاق واسع في الصين ضمن المسارات القصيرة، مثل التوصيل من المنافذ إلى المجمعات السكنية، أو من المحطات إلى المباني، كما بدأت بالانتشار تدريجيا في الأسواق العالمية.

وأوضح لي زيي أن مركبات نيوليكس ذاتية القيادة وصلت حتى الآن إلى 15 دولة، منها اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والإمارات العربية المتحدة، وشاركت في مشاريع تشمل الخدمات اللوجستية المحلية، والمناطق الصناعية، والمجتمعات الذكية، حيث تم تسليم ونشر أكثر من 5000 مركبة ذاتية القيادة. وأضاف أن الشركة بدأت في استكشاف أسواق أمريكا اللاتينية وأوروبا، بهدف المساهمة في رفع كفاءة قطاع الخدمات اللوجستية السريعة على المستوى العالمي.

صور ساخنة