الصفحة الرئيسية >> العالم العربي

مقالة: مئات السودانيين يغادرون القاهرة بفرح وتفاؤل

/مصدر: شينخوا/   2025:07:29.09:05
مقالة: مئات السودانيين يغادرون القاهرة بفرح وتفاؤل
في الصورة الملتقطة يوم 28 يوليو 2025، سودانيون ينتظرون دخول محطة مصر للسكك الحديد في القاهرة، مصر، في طريق عودتهم إلى بلادهم. (شينخوا)

القاهرة 28 يوليو 2025 (شينخوا) بوجوه مبتسمة ومتفائلة غادر أكثر من 900 سوداني العاصمة المصرية القاهرة، اليوم (الإثنين)، في رحلة بالقطار عائدين إلى السودان الذي مزقته الحرب.

وعند مغادرتهم مصر، اصطف السودانيون خارج محطة رمسيس، المحطة المركزية للقطارات في القاهرة، لبدء رحلة مجانية مدتها 12 ساعة إلى منازلهم في قطار يأخذهم إلى مدينة أسوان جنوب مصر، حيث سيستقل الركاب العبارات والأتوبيسات لدخول السودان.

حملت الوجوه مزيجا من الحزن لمغادرة مصر والفرح بالعودة إلى الوطن.

وقالت سارة محمد، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 33 عاما، بينما تسحب أمتعتها وسط الحشود للوصول إلى الرصيف لاستقلال القطار، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "أنا سعيدة لأنني سأعود أخيرا إلى منزلي لرؤية والدي".

جاءت السيدة، وهي في الأصل من منطقة شرق النيل في العاصمة الخرطوم، إلى مصر قبل عام، هربا من القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وكانت سارة تعيش في حي فيصل، الذي ينبض بالحياة في محافظة الجيزة، ويفضل الآلاف من اللاجئين العيش فيه لأنه معروف بأجوائه المفعمة بالحيوية والنشاط التجاري والمناطق السكنية.

وأضافت سارة لوكالة أنباء ((شينخوا)) "منذ تحرير الخرطوم، قررت بلا تردد العودة إلى المنزل، رغم انقطاع الكهرباء والمياه في بعض المناطق،" مشيرة إلى أن أقاربها في الخرطوم أبلغوها بارتفاع أسعار السلع، لكن الأوضاع الأمنية مستقرة، كما يمكنها توفير المال الذي تنفقه في استئجار شقة في القاهرة.

وقامت الهيئة القومية لسكك حديد مصر بتشغيل قطار خاص يوم الاثنين من كل اسبوع لتسهيل العودة الطوعية للسودانيين النازحين بسبب الحرب.

وبحسب بيان الهيئة، فإن قطار رقم 1940 درجة ثالثة مكيفة، غادر محطة القاهرة في تمام الساعة 11:00 صباحا بالتوقيت المحلي، وسيصل إلى محطة السد العالي بأسوان في تمام الساعة 11:40 مساء.

وقالت رئيسة لجنة العودة الطوعية للسودانيين في مصر، أميمه عبدالله، إن التسجيل مفتوح لجميع السودانيين الراغبين في العودة عبر التواصل المباشر عبر رقم الواتس آب، ثم تصلهم رسالة تأكيد خلال خمسة أيام.

وأضافت أن العودة تأتي في إطار جهود أوسع تعكس الروابط التاريخية العميقة والعلاقات الوثيقة بين مصر والسودان، مشيرة إلى أنه يتعين على المتقدمين إرسال بياناتهم لإثبات جنسيتهم، وستتصل بهم اللجنة للابلاغ بمواعيد السفر وأرقام التذاكر.

واستطردت أميمه أن "أي سوداني سواء جاء إلى مصر بطريقة شرعية أم لا، يمكنه التقدم بطلب السفر"، متوقعة أن يغادر أكثر من مليون شخص مصر إما بالقطار أو باتوبيسات الفترة القادمة.

وأعلن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان وقائد القوات المسلحة السودانية، في 26 مارس الماضي أن "الخرطوم حرة"، في إشارة إلى نهاية سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة.

وقال محمد علوان، وهو طالب يبلغ من العمر 20 عاماً، إنه أحب اللحظات التي عاشها في القاهرة، لكنه مضطر للعودة لاستئناف تعليمه الجامعي.

وأضاف محمد علوان وهو يلتقط صورا مع بعض أصدقائه قرب بوابة محطة القطار،"عشت هنا 18 شهرا، وربطتني علاقات جيدة بالمصريين الطيبين .. سأفتقد أجواء القاهرة، أكثر مدن العالم العربي ازدحاما بالسكان".

وحمل محمد بعض الحلويات المصرية التقليدية وبعض الهدايا التذكارية من تماثيل أبو الهول لعائلته وأصدقائه في السودان.

وقال السفير السوداني بالقاهرة عماد الدين عدوي الذي رافق العائدين في محطة رمسيس لـ (( شينخوا)) إنه بعد أن استعاد الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم "حان وقت الاستقرار"، مضيفا أن الخطوة الأولى للاستقرار هي مساعدة الشعب السوداني على العودة إلى وطنه للمشاركة في إعادة إعمار بلاده.

وأضاف أن القطار سيطبع ذكريات طيبة في أذهان الركاب السودانيين، مضيفا "اليوم تحرك القطار الثاني في ظل المحبة بين الشعبين المصري والسوداني".

وفقا لبيان الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي، أن أكثر من 1.3 مليون سوداني عادوا إلى ديارهم، بينهم مليون نازح داخليا وأكثر من 300 ألف لاجئ.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية عن ارتفاع في العودة الطوعية للنازحين السودانيين من الدول المجاورة منذ يناير 2025، مشيرة إلى تحسن الوضع الأمني في الخرطوم.

وتستضيف مصر العدد الأكبر من السودانيين الذين فروا من صراع مكثف استمر قرابة العامين، وأدى إلى دخول السودان في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وبحسب بيان صدر مؤخرا عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر، تستضيف البلاد ما يقدر بتسعة ملايين لاجئ، منهم أربعة ملايين من السودان.

صور ساخنة