بكين 19 أغسطس 2025 (شينخوا) اخُتتم بنجاح نشاط "جولة الصين" لعام 2025 للشباب الأجانب، الذي نظمه "مجتمع القادة الشباب من أجل التنمية العالمية"، في 16 أغسطس بمدينة كاشغر في منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم.
وانطلق هذا الحدث، الذي أقيم تحت شعار "تطبيق شينجيانغ للتحديث الصيني النمط"، في العاصمة الصينية بكين يوم 12 أغسطس، حيث قام الشباب من ألمانيا وأستراليا وتايلاند ودول أخرى بزيارات موسعة إلى أورومتشي وكاشغر في شينجيانغ.
وانطلاقا من الإطار العملي لمبادرة التنمية العالمية، قام المركز الصيني لتعزيز التنمية العالمية التابع للوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي بإطلاق "مجتمع القادة الشباب من أجل التنمية العالمية" وذلك بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة في الصين. وتشمل أنشطة المجتمع حوار الشباب وجولة الصين والجولة العالمية، وذلك بهدف توفير فرص أوسع للحوار بين شباب الشمال والجنوب.
وأكد العديد من المشاركين أن هذه الرحلة الى شينجيانغ عمقت فهمهم للتحديث والتنمية في غرب الصين.
وقال عمر محمد ناجي، وهو طالب من مصر في جامعة مينتسو الصينية، خلال مشاركته بحماس تجربته الأولى في شينجيانغ، إن "درجة التحديث هنا فاقت توقعاتي، فالحياة مريحة والطعام متنوع والثقافة ذات خصائص فريدة".
وبيّن أن هدفه هو البقاء في الصين بعد التخرج، لذلك زار العديد من المدن مثل سوتشو وهانغتشو وشانغهاي وغيرها لاستكشاف الحياة فيها، موضحا أن زيارته هذه إلى شينجيانغ جعلته يفكر جديا في إدراجها كخيار محتمل للاستقرار مستقبلا.
وفي المحطة الأولى من الرحلة، توجه الشباب الأجانب إلى حي قويوان شيانغ في منطقة تيانشان بمدينة أورومتشي، وهو مجتمع متعدد الأعراق وتمثل الأقليات العرقية أكثر من 95 بالمائة من سكانه.
وقالت نايدا مانسيل، وهي طالبة من أستراليا تدرس حاليا في جامعة بكين، "أشعر هنا بوضوح بسياسة تنموية تتمحور حول الشعب، حيث أسس هذا المجتمع آلية اتصال ومشاركة فعالة بين السكان، مما يشدد على تعزيز التفاهم والاندماج"، مبينة أن أستراليا أيضا بلد متعدد الثقافات، وبالتالي تمثل تجربة قويوان شيانغ مرجعا قيما ومفيدا لتعزيز الانسجام الاجتماعي عبر الحوار المجتمعي.
وفي دفيئة ذكية بحديقة تشانغجي للمعارض الزراعية، تنمو الطماطم والخيار والخس وغيرها من الخضروات على رفوف للزراعة بدون تربة، حيث تُزود بالعناصر الغذائية من خلال الري بالتنقيط الدقيق ونظام تكاملي بين المياه والأسمدة. وكان موظفان يدفعان عربة بجانب الرفوف المزروعة للقيام بعملية الحصاد الدقيقة، ما أثار فضول الشباب الأجانب الذين بادروا على الفور بطرح العديد من الأسئلة حول هذا النموذج الزراعي المتكامل القائم على العلوم والتكنولوجيا.
وعلق عمر بدهشة "أخبرني الموظفون أن جميع المعدات والمواد هنا تقريبا مصنوعة في الصين!" وأضاف أن مصر تواجه أيضا تحديات مشابهة مرتبطة بالجفاف ونقص المياه والتنمية الزراعية، مؤكدا أن تكنولوجيا الزراعة في شينجيانغ توضح كيف يمكن للعلوم والتكنولوجيا التغلب على القيود الطبيعية وضمان إنتاج الغذاء، معبرا عن أمله في تعزيز التعاون بين مصر والصين في هذا المجال مستقبلا.
وبعد مغادرتهم حديقة المعارض الزراعية، زار الشباب الأجانب معهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا، حيث أجروا تبادلات متعمقة مع 15 باحثا أجنبيا يدرسون في المعهد. وقدمت باحثة في المعهد أمثلة ناجحة لمشاريع ساعدت في مكافحة التصحر وتدهور الأراضي.
وقال الكمبودي ثينه راكسمي "لقد شعرت بالانبهار حيال الطريقة التي يمكن فيها تحويل تحديات الحوكمة البيئية إلى فرص للتنمية المستدامة".
في نهاية الرحلة، شارك الألماني فيليكس مايكل بايتز تجربته مع طلاب جامعة كاشغر. وقال إن الصين تعمل على تعزيز تنمية البلدان في أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومناطق أخرى من خلال مشاريع متنوعة، مؤكدا أن "هذه الرحلة إلى شينجيانغ أتاحت لي أن أرى بأم عيني أنه في الوقت الذي تساهم فيه الصين في تعزيز التنمية العالمية المشتركة، فهي لا تترك أي من مقاطعاتها وشعبها خلفها".
وأكد فيليكس أنه بعد هذه الرحلة أصبح لديه تقدير أكبر للصين، ويأمل مخلصا في تعميق التعاون بين الصين وألمانيا في المزيد من المجالات مستقبلا.
يذكر أنه في السنوات الأخيرة، دافعت الصين بنشاط ولعبت دورا فاعلا في إبراز أهمية الشباب في التعاون الإنمائي العالمي.
وفي ختام الرحلة، قال موظف في المركز الصيني لتعزيز التنمية العالمية إن "هذا الحدث فاق توقعاتنا"، مشيرا إلى أن شينجيانغ تمثل نموذجا للتحديث الصيني النمط، وتجربتها أكثر انسجاما مع الاحتياجات الفعلية لدول الجنوب العالمي ودول منظمة شانغهاي للتعاون. وأضاف أن هذا الحدث لا يهدف فقط إلى عرض إنجازات الصين التنموية، بل تمكين الشباب القادم من مختلف الدول من إجراء حوارات معمقة بناء على ما شاهدوه وسمعوه خلال الزيارات والمناقشات والتبادلات الميدانية.