يصادف هذا العام الذكرى الثمانين لانتصار حرب المقاومة الشعبية الصينية ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية. في الآونة الأخيرة، انتشرت بعض الحجج الخاطئة المحيطة بالذكرى، والتي كانت مُضللة، مما يستدعي الحذر.
الحجة الاولى .. النظر إلى الماضي "يُثير الكراهية"
وُصم فيلم " فوتو ستوديو نانجينغ" بأنه "يُروّج لثقافة الكراهية" لتصويره الطبيعة الوحشية والمجنونة للعسكرية اليابانية. ناهيك عن أن الفيلم نفسه لا يُبالغ عمدًا في سفك الدماء أو العنف، فإن الفظائع التي ارتكبها الغزاة العسكريون اليابانيون مروعة ولا إنسانية لدرجة أن أي عمل فني لا يُمكنه أن يُجسّد ولو جزءًا ضئيلًا من إمكاناتها. إن إعادة النظر في هذه الحرب وإبراز جرائم الفاشية المتطرفة يهدف إلى الحفاظ على الحقيقة، ومنع تكرار المأساة، وإلهامنا لنكون أقوياء ونعتمد على أنفسنا، ونحرص على السلام. فكيف يُمكن اعتباره "ترويجًا للكراهية"؟
يتطلب اليقظة بشأن الدوافع الكامنة، وراء تضييق نطاق الشعور بحب الوطن ووصمه، والنظر إلى الأعمال التي تكشف فظائع الغزاة على أنها "تثير المواجهة" و"ذات دوافع خفية". كما قال شين آو، مخرج " فوتو ستوديو نانجينغ": "وراء ساحات المعارك التي يلفها الدخان، تكمن حرب خفية - حرب الرأي العام والدعاية والثقافة، حرب مستمرة بلا نهاية." منذ العصور القديمة، انتصر الخير على الشر دائمًا، ولا بد أن تنتصر قضية العدالة. أي محاولة للتستر على جرائم الغزاة محكوم عليها بالفشل.
الحجة الثانية .. تذكر التاريخ هو "التحرك نحو الإغلاق"
تتعمد بعض الأصوات على وضع استذكار فظائع العدوان الفاشي الياباني، وإحياء ذكرى النصر العظيم في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، ضد التبادل والتعلم المتبادل والتعاون المُربح للجميع. إن الأمة التي عانت طويلاً من التنمر والعدوان تُدرك مبدأ الانفتاح والاعتماد على الذات أفضل من غيرها. اليوم، يزداد انفتاح الصين على العالم أكثر فأكثر، ولن تعود إلى مسارها القديم المتمثل في الانغلاق والجمود في التنمية.
ومن إلغاء القيود المفروضة على الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع، إلى توسيع دائرة الأصدقاء في معرض سلاسل الموردين، ومن مراجعة "لوائح جمهورية الصين الشعبية لإدارة دخول وخروج الأجانب" إلى إضافة تأشيرة K إلى فئة التأشيرات العامة... يتجلى انفتاح الصين وشموليتها، المواكبان للعصر، في جميع جوانب المجتمع الصيني. ونعارض بشدة العدمية التاريخية، ونقاوم بحزم أي عمل يمجد العدوان ويشوه التاريخ. وفي الوقت نفسه، نرحب بتعزيز التبادل والدعم المتبادل مع الشعوب المحبة للسلام حول العالم، بما في ذلك الشعب الياباني.
الحجة الثالثة.. الاحتفال بالنصر هو "المبالغة في المساهمات"
لم تعظَّمَ المساهمة الصينية في الحرب العالمية ضد الفاضية، بل تجاهلها البعض واستخفّوا بها بشكل انتقائي. لقد صمد الشعب الصيني، بتكلفة هائلة بلغت 35 مليون ضحية، في الجبهة الشرقية، ساحة المعركة الرئيسية في الحرب العالمية ضد الفاشية. وقد احتوت ساحة المعركة الصينية وقاومت لفترة طويلة القوى الرئيسية للعسكرية اليابانية، وأبادت أكثر من 1.5 مليون جندي ياباني، ما يمثل حوالي 70% من خسائر اليابان في الحرب العالمية الثانية، ولعبت دورًا حاسمًا في هزيمتها الكاملة. وقد علق الرئيس الأمريكي آنذاك روزفلت قائلاً: "لو لم تكن هناك الصين، ولو هُزمت الصين، فكم عدد الفرق اليابانية التي يمكن إعادة نشرها للقتال في مكان آخر؟" إن المساهمة الحاسمة للجبهة الشرقية لا تُحصى.
لم يعظَّمَ البعض في تقدير دور الحزب الشيوعي الصيني في حرب مقاومة العدوان الياباني، بل قلّلوا من شأنه وشوّهوه عمدًا. لقد دعم الحزب أمل الأمة في الخلاص الوطني، ووجّه مسار النصر، وحافظ على الوحدة الشاملة لحرب المقاومة... كان دور الحزب الشيوعي الصيني المحوري حاسمًا في انتصار الشعب الصيني في حرب مقاومة العدوان الياباني. وهذه هي النتيجة التاريخية التي خلّصها أسلافنا من خلال إبداعاتهم النظرية الماركسية، وتوجيهاتهم الاستراتيجية الحكيمة، وتضحياتهم المجيدة. إنها ذكرى خالدة صاغها الشعب الصيني عبر تجارب الدم والنار، ذكرى لا تُنسى.
إن تجاهل حقائق التاريخ الثابتة، وتجاهل عشرات الملايين من أرواح الأبرياء الذين أُزهقت في الحرب، ومخالفة التيار بإنكار تاريخ العدوان مرارًا وتكرارًا، أو حتى تمجيده، يُعدّ خيانةً مخزية. وإن مزاعم شنيعة مثل "قبل 80 عامًا، أنهت الولايات المتحدة واليابان حربًا مدمرة في المحيط الهادئ"، بالإضافة إلى ممارسات الكيل بمكيالين، مثل التقليل المتعمد من شأن مساهمات الصين في الحرب العالمية ضد الفاشية، وتشويه الدور المحوري للحزب الشيوعي الصيني والتلاعب به، هي في جوهرها روايات كاذبة مصممة لخدمة استراتيجيات جيوسياسية. ويجب أن نبقى يقظين.
إن الأكاذيب المكتوبة بالحبر لا تخفي حقائق مكتوبة بالدم. ولا يمكننا بناء مستقبل مشرق معًا، إلا من خلال التمسك برؤية صحيحة لتاريخ الحرب العالمية الثانية واتخاذ إجراءات ملموسة للدفاع عن العدالة والحفاظ على السلام.