الدوحة 2 سبتمبر 2025 (شينخوا) أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري اليوم (الثلاثاء) أنه لا يوجد حتى اللحظة رد من إسرائيل على الصفقة المطروحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن هناك اتصالات تجري حاليا بشأن نموذج مختلف يمكن من خلاله الوصول إلى اتفاق.
وقال الأنصاري في إحاطة إعلامية أسبوعية للوزارة "ليس هناك رد حتى اللحظة كما هو واضح في سلوك إسرائيل.. لم نر خلال الأيام الماضية سوى مزيدا من التصعيد والخطوة الخطيرة المتمثلة باحتلال مدينة غزة بكثافتها السكانية الكبيرة والوضع الإنساني المتدهور فيها بشكل كبير جدا".
وحذر من أن هذا يضع الكل تحت التهديد بما في ذلك الرهائن الذين تقول حكومة إسرائيل إنها تسعى للإفراج عنهم.
وكشف عن أن هناك اتصالات تجري حاليا للوصول إلى "نمذجة مختلفة" يمكن من خلالها الوصول إلى اتفاق، وذلك ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الوساطة تفكر في طرح مبادرة جديدة تقوم على صفقة شاملة ووقف إطلاق النار ضمن السيناريوهات لتحريك الملف.
لكن المتحدث رفض الخوض في تفاصيل هذه الاتصالات، مستدركا القول "نحن منفتحون على جميع الحلول بكل أشكالها إذا كان من الممكن أن تصل بنا إلى بر الأمان وإلى اتفاق".
وتابع "في الوقت الحالي العرض الموجود على الطاولة والذي وافقت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هو الخطة التي تم الإعلان عنها سابقا، غير ذلك بشكل رسمي ليس هناك أمر على الطاولة سوى الاتصالات وتبادل الأفكار حول ما يمكن إنجازه في ظل الوضع الحالي".
وأشار إلى أن هناك اتصالات حثيثة لمحاولة الوصول إلى وقف للعمليات العسكرية الإسرائيلية والعودة إلى مسار المفاوضات، بيد أنه ما من جديد يعلن عنه في هذا الإطار، وأي تحرك يأتي في سياق الاتصالات الثنائية مع أطراف الصراع ومع الأطراف الإقليمية والدولية.
ورأى أن مسألة المقترح البديل مرتبطة بوجود إرادة حقيقية للوصول إلى اتفاق، وليس هناك ما يمكن القيام به الآن سوى الضغط باتجاه إنهاء الأزمة الإنسانية أولا.
وقال في هذا السياق "لا يمكن ولا يجب ولا ينبغي أن يقبل المجتمع الدولي بأن تربط القضية الإنسانية بالقضية السياسية في قطاع غزة، مسألة صفقة الإفراج عن الرهائن وتبادل الأسرى هي معزولة بشكل تام عن الوضع الإنساني".
وشدد على أن محاولة إقحام الوضع الإنساني وتبرير منع دخول المساعدات وتبرير المجاعة التي تجري في قطاع غزة بوجود هذه الصفقة أمر غير مبرر إطلاقا، داعيا إلى فتح جميع المعابر وإدخال جميع المساعدات لأن أي شيء دون ذلك هو انتهاك للقانون الدولي.
وبشأن التهديدات الإسرائيلية بفرض سيطرة كاملة على الضفة الغربية ردا على مساعي دول أوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية في سبتمبر الجاري، وصف الأنصاري هذه التهديدات بأنها "لغة ابتزاز"، معتبرا أن الدولة الفلسطينية ليست مسألة مختلف عليها في المجتمع الدولي.
وأكد أن دولة فلسطين موجودة سياسيا وفي قرارات الأمم المتحدة، وتأخر خطوة الاعتراف بها كان مبرره انتظار عملية السلام وما ستفرزه من نتائج، ولكن من الواضح اليوم أنه لا فائدة من الانتظار بينما الطرف الإسرائيلي لا يريد أن تكون هناك عملية سلام حقيقة تفرز وجود دولة فلسطينية.
وأشار إلى أن هذا الضغط والموقف الدولي الذي تشكل دعما للفلسطينيين ودعما لمفهوم الدولة الفلسطينية غير قابل للتراجع في ظل التعنت الإسرائيلي، لكن القضية هي ماذا سيعني هذا الضغط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية.
وتشن إسرائيل حربا واسعة في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر، بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل 1200 شخص واحتجاز رهائن.
وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 63 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، بالإضافة إلى دمار كبير في المباني والبنية التحتية.