كونمينغ 8 سبتمبر 2025 (شينخوا) أقيم يوم الأحد منتدى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والإعلام في مدينة كونمينغ حاضرة مقاطعة يوننان بجنوب غربي الصين، والذي اجتذب عددا من المسؤولين ورواد الأعمال والخبراء الصينيين والأجانب من الأوساط الإعلامية ومراكز البحوث، حيث تبادلوا آراءهم حول موضوعات تشمل تنمية الذكاء الاصطناعي والتعاون والتبادل بين دول الجنوب العالمي.
وخلال حضورها المنتدى، قالت خديجة عرفة، رئيسة الإدارة المركزية للتواصل المجتمعي بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع بمجلس الوزراء المصري، إن اختيار موضوع منتدى هذا العام موفق للغاية، وجاء في وقت تشتد الحاجة إليه في ظل التحديات المتزايدة التي يواجهها الجنوب العالمي، وهي تحديات أصبحت أكثر تعقيدا وتشابكا، وتكمن أهمية منتدي هذا العام في التعاون بين مراكز الفكر الرائدة في الجنوب العالمي بما يمكنها من لعب أدوار محورية لمواجهة تلك التحديات معا.
وأضافت أن توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي يشكل أحد الآليات المُعززة لأدوار مراكز الفكر في مواجهة التحديات عبر توظيف البيانات الهائلة في رسم تنبؤات بالمسارات المستقبلية، بما يعزز من قدرة الحكومات على اتخاذ القرارات. وفي ظل وجود تحديات مشتركة بين دول الجنوب العالمي، يمكن لمراكز الفكر، وعبر التعاون الوثيق، أن تُسهم في تقديم رؤى مهمة وحلول للمشكلات المشتركة، وبلورة سياسات عامة عالمية تكون أكثر إنصافا للجنوب العالمي، وكذلك وضع قضايا ومشكلات الجنوب العالمي على قائمة الأولويات العالمية.
وفي الوقت نفسه، طرحت خديجة عرفة الأفكار التي يمكن لمراكز الفكر في الجنوب العالمي أن تعمل عليها من أجل مواجهة هذه التحديات، وخاصة في مجال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنها العمل على بناء مشروعات مشتركة تستند إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات المشتركة عبر الاستفادة من الخبرات المتبادلة وبما يدعم اتخاذ القرارات. وكذلك توظيف الذكاء الاصطناعي لتعزيز التواصل الحكومي، عبر بناء منصات رقمية مشتركة يمكن من خلالها لمراكز الفكر الاستماع إلى الآراء المختلفة وبناء جسور للتواصل بين شعوب الجنوب العالمي.
أما فادي قطار، الرئيس التنفيذي للعمليات بمجموعة مسقط للإعلام، فقال خلال مقابلة مع وكالة أنباء شينخوا، إن المنتدى يرسم مسار رحلة دول الجنوب العالمي المشتركة نحو مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي. مضيفا أن الذكاء الاصطناعي يشهد تقدما هائلا خلال السنوات الأخيرة، وتستثمر الدول حول العالم بكثافة في البنية التحتية والتعليم والابتكار، أما الصين فترسي معايير عالمية في تبني الذكاء الاصطناعي، بينما في الشرق الأوسط، حيث تعمل مجموعة مسقط للإعلام، تُضخ مليارات الدولارات في مراكز البيانات ومراكز الأبحاث. ويمكن أن تتضافر جهود أنظمة الإعلام والتكنولوجيا في دول الجنوب العالمي، انطلاقا من هذا المنتدى، للعمل معا لإطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي.
وفي هذا السياق قال خالد عرابي، مدير التحرير ومدير تطوير الأعمال بمجموعة مسقط للإعلام، إنه حان الآن الوقت ليكون هناك تجمع لدول الجنوب العالمي، من شأنه توحيد جهود التعاون وتكوين شراكات أكبر بين وكالات الأنباء والمجموعات الإعلامية المختلفة وتبادل المعلومات فيما بين دول الجنوب العالمي. كل ذلك يدعم دور الإعلام في القضايا التي تخص دول الجنوب العالمي. وأضاف أن التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي هو خير الداعم لهذه الغاية، إذ يمكن الذكاء الاصطناعي من إيجاد منصات تتشاركها دول الجنوب العالمي وتدعمها بالمعلومات، مؤكدا على أن تبادل المعلومات له أهمية كبيرة لتكاتف هذه الدول ودعم بعضها البعض.
هذا وأقيم المنتدى على هامش منتدى وسائل الإعلام ومراكز البحوث بالجنوب العالمي 2025 المنعقد في كونمينغ بمشاركة حوالي 500 صحفي وباحث ومسؤول حكومي ورائد أعمال من 110 دول ومنظمات دولية وإقليمية تحت عنوان "جمع قوى دول الجنوب العالمي لمواجهة التغيرات العالمية" خلال الفترة ما بين يومي 5 و9 من الشهر الجاري، والذي يشارك في استضافته كل من وكالة أنباء شينخوا ولجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة يوننان وحكومة المقاطعة.