القاهرة 9 سبتمبر 2025 (شينخوا) أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اليوم (الثلاثاء) العثور على لوحة حجرية تمثل نسخة جديدة وكاملة لمرسوم أصدره الملك بطليموس الثالث في العام 283 قبل الميلاد، وذلك في محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة، مؤكدة أن هذا الكشف الأكبر من نوعه منذ أكثر من 150 عاما.
وذكرت الوزارة في بيان أن "البعثة الأثرية المصرية، التابعة للمجلس الأعلى للآثار، العاملة في موقع تل فرعون بمدينة الحسينية بمحافظة الشرقية كشفت عن لوحة حجرية تمثل نسخة جديدة من مرسوم كانوب الشهير، الذي أصدره الملك بطليموس الثالث عام 283 ق.م، حين اجتمع كبار الكهنة بمدينة كانوب (شرق الإسكندرية) لتقديس وتبجيل الملك بطليموس الثالث وزوجته برنيكي وابنته، وتوزيع نص المرسوم على المعابد المصرية الكبرى".
ووفق البيان، يعد "هذا الكشف الأكبر من نوعه منذ أكثر من 150 عاما، حيث لم يعثر على نسخة جديدة وكاملة من المرسوم منذ ذلك الوقت".
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محمد إسماعيل خالد، أن "أهمية هذا الكشف تأتي من كونه نسخة كاملة جديدة من مرسوم كانوب يتم العثور عليها بعد أكثر من قرن ونصف القرن، مما يعد إضافة نوعية تسهم في تعميق معرفتنا بالنصوص الملكية والدينية في العصر البطلمي، وتثري فهمنا للتاريخ واللغة المصرية القديمة".
وأضاف أن هذه النسخة تضاف إلى ست نسخ معروفة سابقًا، منها كاملة وأخرى غير مكتملة، تم الكشف عنها في مواقع مثل كوم الحصن، وصان الحجر، وتل بسطة، لافتا إلى أن "اللوحة المكتشفة منقوشة بالكامل بالكتابة الهيروغليفية فقط، بخلاف النسخ الأخرى التي كانت ثلاثية الخطوط حيث كتبت بالهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم اللغة المصرية القديمة، ويقدم معلومات إضافية حول المراسيم البطلمية وأنظمة الاحتفالات الملكية والدينية".
بدوره، أشار رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار محمد عبد البديع إلى أن "اللوحة المكتشفة مصنوعة من الحجر الرملي، ذات قمة مقوسة، بطول 127.5 سم، وعرض 83 سم، وسمك نحو 48 سم، ويعلوها قرص الشمس المجنح، يتدلى منه حيّتا الكوبرا الملكية بالتاجين الأبيض والأحمر، وبينهما نقش (دي عنخ) أي (له الحياة)، ويحتوي الجزء الأوسط على 30 سطرا بالكتابة الهيروغليفية، نفذت بجودة نحت متوسطة".
في حين قال رئيس الإدارة المركزية للوجه البحري بالمجلس الأعلى للآثار هشام حسين إن "النصوص المنقوشة (على اللوحة) تتضمن تفاصيل دقيقة عن أعمال الملك بطليموس الثالث وزوجته برنيكي، ومنها تقديم الهبات للمعابد المصرية، والحفاظ على السلام الداخلي، وتخفيف الضرائب في فترات انخفاض منسوب النيل، وزيادة تبجيلهما في المعابد وإضافة رتبة كهنوتية جديدة باسمهما".
يذكر أن موقع تل فرعون (مدينة إيمت المصرية القديمة) بشرق دلتا النيل كان مركزا حضريا مهما منذ عصر الدولة الوسطى، حيث كشفت الحفائر السابقة به عن معابد ومبانٍ سكنية فخمة من العصر البطلمي، منها معبد مكرس لعبادة الإلهة واجيت.