عمان 25 سبتمبر 2025 (شينخوا) انطلقت في العاصمة الأردنية عمان اليوم (الخميس) فعاليات الدورة الـ24 لمعرض عمان الدولي للكتاب، الذي ينظمه اتحاد الناشرين الأردنيين ويقام بالمركز الأردني للمعارض الدولية، ويستمر حتى 4 أكتوبر المقبل.
ويشارك في المعرض 400 دار نشر من 22 دولة عربية وأجنبية منها الصين، وحمل شعار "القدس عاصمة فلسطين" إلى جانب شعاره، لما تمثله القدس في وجدان الأمة العربية، ولتأكيد عروبتها وهويتها، وانسجامًا مع موقف الأردن ملكًا وحكومة وشعبًا، وتأكيدًا للوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وفق بيان للمنظمين.
وقال وزير الثقافة الأردني مصطفى الرواشدة في كلمة خلال الافتتاح إن سلطنة عُمان تحل ضيف شرف المعرض لهذا العام، لما تملكه من سجل وثائقي وتاريخي، وكنوز تراثية في مختلف العلوم والمعارف، أثرت المحتوى العربي علما ومعرفة، موضحا أن هذا الإرث عزز اللغة وعلومها وآدابها وفنونها وعمق المعرفة بالفكر والهوية وتنوع حقولها ومرجعياتها، وإن مشاركتها في المعرض تشكل إضافة نوعية مهمة، وتمثل بالنسبة للأردن محل اعتزاز، ومحطة مهمة في العلاقة الثقافية مع الشقيقة سلطنة عُمان في تكريس القيم الثقافية الأصيلة.
وأشار إلى أن المعرض يعد واحدا من أهم الصناعات الثقافية الإبداعية، لتعزيز اقتصادات الثقافة، وتوطين المعرفة والانتقال إلى فضاء الرقمنة ولغة العصر، والموازنة بين التراث والحداثة.
بدوره، قال رئيس الاتحاد ومدير المعرض جبر أبو فارس إن الرعاية الملكية للمعرض سنويا تمثل مصدر العزيمة والهمة، وتدفع الناشرين لبذل المزيد من الجهود لإبقاء هذا الحدث الأردني المهم على خارطة المعارض العربية والدولية، وتعزيز مكانته كملتقى ثقافي يتجدد عاما بعد عام.
وأضاف أن المعرض بات حدثا ثقافيا بارزا في الأردن وفي المنطقة العربية بأسرها، ويمثل منصة محورية لالتقاء الأفكار، وتعزيز الحوار الثقافي، والاحتفاء بالكلمة المكتوبة، مشيرا إلى أهمية دور الأردن كجسر ثقافي مفتوح على العالم، وشريك فاعل في صناعة المعرفة الإنسانية التي هي أساس الأمن الفكري والاجتماعي.
من جانبه، أعرب السفير العُماني لدى الأردن فهد العجيلي في كلمته عن اعتزازه بدعوة المملكة الأردنية لسلطنة عُمان لتحل ضيف شرف هذه الدورة من المعرض، الذي يتبوأ مكانة مرموقة بين معارض الكتاب العربية والدولية ويعد أحد المحافل الثقافية والحضارية البارزة، نظرا لما يحظى به من صيت طيب، وما يتميز من نشاط ثقافي ومعرفي جدير بالثناء والتقدير، الأمر الذي جعله محط أنظار العالم، وبما يستقطبه من دور نشر عالمية وعربية عريقة، واستضافته لكبار الكتاب والأدباء والمفكرين من أنحاء العالم.
وبدوره، قال رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، إن من حسن الطالع أن يكون معرض عمان الدولي للكتاب هو باكورة المعارض العربية التي تقام سنويا، وهذه المعارض هي أكبر وأهم نشاط ثقافي كونها تودي دورا ثقافيا مجتمعيا في البلاد العربية، فتكون أشبه بعرس ثقافي ينتظره الكتاب والمفكرون والمثقفون والناشرون ومحبو القراءة بفارغ الصبر من عام إلى عام.
وأضاف أن هذه المعارض بمثابة فرصة حقيقية تعبر عن مدى تواصلنا الثقافي وترابطنا الفكري، منوها بأن معرض عمان الدولي للكتاب خير من يحقق الهدف والغاية من إقامة المعارض الثقافية.
ولفت إلى أن أي متابع للشأن الثقافي لا يسعه إلا أن يرى بوضوح مدى التطور الذي يمر فيه معرض عمان من عام إلى عام، سواء أكان على مستوى الشكل أم على مستوى المضمون، وما يبدو عليه من حسن الإعداد والتنظيم، وزيادة أعداد الناشرين المشاركين، ووفرة عناوين الإصدارات الجديدة المعروضة، فضلا عن تنوع موضوعاتها في شتى مجالات العلم والمعرفة، علاوة على ما يتضمنه البرنامج الثقافي الحافل للمعرض من ندوات ولقاءات وورش عمل.
يشار إلى أن اللجنة الثقافية للمعرض اختارت الدكتور سلطان المعاني الشخصية الثقافية للمعرض، وأعدت البرنامج الثقافي للمعرض الذي يشمل ندوات ثقافية وفكرية ونقدية وفلسفية، وجلسات حوارية في قضايا راهنة، وأمسيات شعرية وقصصية، وورشة للكتابة الإبداعية، بمشاركة 170 مبدعا من الأردن والدول العربية، إلى جانب برنامج خاص بالطفل تشرف عليه مؤسسة عبد الحميد شومان.