9 أكتوبر 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/يصادف هذا العام الذكرى السنوية الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا. وعلى مدى ستين عامًا كان التعاون بينهما قائما على الإحترام المتبادل، وقدما بذلك نموذجًا للتعاون والمصلحة المتبادلة بين الدول النامية. في عام 2024، تمت ترقية العلاقات بينهما إلى علاقة شراكة استراتيجية، ما فتح فصلًا جديدًا في تاريخ العلاقات الثنائية التي تربط بينهما. وفي الآونة الأخيرة قام الصحفيون بزيارات ميدانية للعديد من "مشاريع الصداقة" التي نفذتها الصين وموريتانيا بشكل مشترك، والتي استفاد منها السكان المحليون بشكل مباشر، والتي ساهمت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لتصبح بذلك شاهدة على الصداقة بين الصين وموريتانيا.
ميناء الصداقة: " بوابة موريتانيا المفتوحة نحو العالم"
في سبعينيات القرن الماضي، كانت موريتانيا التي لم يمض وقت طويل على استقلالها، تتطلع لامتلاك ميناء عميق في العاصمة نواكشوط، لكنها واجهت صعوبات كبيرة في طلب المساعدة من جهات متعددة. في عام 1971، قررت الحكومة الصينية تقديم المساعدة لبناء هذا الميناء الهام. بعد أعمال التحضير المكثفة، بدأ بناء ميناء الصداقة رسميًا في عام 1979، واكتمل في عام 1986، ليصبح مسؤولًا عن أكثر من 90٪ من واردات وصادرات موريتانيا. هذا المشروع وصفه الشعب الموريتاني بأنه "رمز للاستقلال الاقتصادي الوطني". في عام 2014، تولت شركة الصين للجسور والطرقات المحدودة مسؤولية مشروع توسيع وإعادة بناء هذا الميناء، حيث تم إنشاء الرصيفين 4 و5، مما رفع قدرته على التداول من 900 ألف طن سنويًا إلى 6 ملايين طن سنويًا، ليصبح أكثر توافقًا مع اتجاهات واحتياجات النقل البحري الدولي، ويستوعب سفنًا أكبر حجمًا، مع تحسن كبير في كفاءة التحميل والتفريغ.
جسر الصداقة: " نموذج حي لتعزيز الصداقة بين موريتانيا والصين والسعي نحو التنمية المشتركة"
في وسط مدينة نواكشوط، جسر الصداقة الصيني-الموريتاني الذي نفذته شركة الصين للجسور والطرقات هو الأكثر حداثة في موريتانيا. تم تصميم هذا الجسر ليشمل أربعة مسارات في اتجاهين، وتم بناؤه وفقًا لمعايير الجسور والطرقات الصينية من الفئة الأولى، وتم الانتهاء منه في 15 مايو من هذا العام. لقد ساهم إنشاء هذا الجسر بشكل كبير في تحسين حالة المرور المحلية وتسهيل تنقل المواطنين.
سلسلة "مشاريع الصداقة": "مشاريع من أجل مساعدة موريتانيا على مواجهة تحديات التنمية الاقتصادية"
في موريتانيا، هناك أيضًا العديد من مشاريع البنية التحتية التي تحمل اسم "الصداقة" أو يُنظر إليها من قبل السكان المحليين كرمز للصداقة: بدأ تشغيل مستشفى الصداقة الموريتاني في عام 2010، مما حسن بشكل ملحوظ حالة نقص الموارد الطبية المحلية. أما مشروع الطريق في الجنوب فقد حول المنطقة من "مثلث الفقر" إلى "مثلث الأمل". وفيما يتعلق بالمركز الموريتاني التجريبي لتكنولوجيا تربية الحيوانات فقد أحدث معجزة خضراء في الصحراء. أما قاعدة الصيد البحري الحديثة في نواذيبو فقد دفعت تطوير صناعة الصيد في موريتانيا للأمام.
قال إسلم ولد عبد القادر رئيس اللجنة الوطنية الموريتانية لدعم الحكومة من أجل الاستخدام الأمثل للأراضي الزراعية :" المشاريع الصينية ساعدت موريتانيا بفعالية في مواجهة التحديات التي تواجه التنمية الاقتصادية، لذلك يعتبر الشعب الموريتاني بأن الصين صديقة رائعة وشريكة جيدة". أما المستشار الثقافي للرئيس الموريتاني فقد قال: "لقد درست وعملت في الصين لسنوات عديدة، وأنا أشعر بعمق الصداقة التقليدية التي تجمع بين شعبي البلدين. التعاون الثنائي ظل قائما منذ 60 عاما وهذا كنز ثمين. " بينما قال المدير العام للبنك المركزي الموريتاني: "إن جميع القطاعات في موريتانيا تحرص على الصداقة المتزايدة مع الصين طيلة هذه العقود. ونحن نتطلع إلى توسيع التعاون بين بلدينا، لجعل زهرة الصداقة الموريتانية-الصينية أكثر إشراقًا وتنوعًا."
أعرب السفير الصيني لدى موريتانيا، تانغ تشونغ دونغ، عن أن الصين تعمل حالياً على دفع التحديث الصيني بشكل شامل من خلال التنمية عالية الجودة. وترغب الصين في استخدام الإنجازات الجديدة للتحديث الصيني لتوفير فرص جديدة لتنمية موريتانيا، بما يعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، والمساهمة بشكل فعال في بناء مجتمع ذي مصير مشترك شامل ودائم بين الصين وإفريقيا في العصر الجديد.