الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مسؤولة عربية: استضافة بكين اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة دلالة قوية على تجديد الصين التزامها العالمي بدعم المرأة

/مصدر: شينخوا/   2025:10:11.15:23

القاهرة 11 أكتوبر 2025 (شينخوا) أكدت الدكتورة هند الشلقاني، مدير الدراسات والنشر والإعلام بمنظمة المرأة العربية، أن استضافة بكين اجتماع القادة العالميين بشأن المرأة، بمشاركة قادة العالم، تُعد دلالة قوية على عزم الصين على مواصلة المسيرة التاريخية لمؤتمر بكين وتجديد التزامها العالمي بقضايا المرأة.

وقالت الشلقاني، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن إعلان الصين عن عقد اجتماع بمشاركة قادة العالم لبحث قضايا المرأة وتمكينها، يأتي من منطلق كونها من الدول الداعية بقوة إلى تسريع تنفيذ أجندة المرأة والسلام والأمن عالميًا. وأضافت أنه حين تدعو دولة بحجم الصين إلى اجتماع دولي بشأن قضايا المرأة، فلا بد أنه سيحظى باهتمام دولي كبير وسيعيد التذكير بالمؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين عام 1995، وأصبح يشكل حجر الأساس في العمل المعني بقضايا المرأة في الآونة المعاصرة.

وأعربت عن توقعها بأن يحمل المؤتمر المقبل أجندة قوية تتناسب مع المشكلات الراهنة للمرأة، في ظل ما تواجهه المرأة حاليا من معاناة. وأشارت إلى ارتفاع معدلات العنف الجنسي ضدهن بنسب كبيرة وإلى وفاة مئات النساء يوميًا في مناطق النزاع بسبب مضاعفات الحمل والولادة ونقص الرعاية الصحية، موضحة أن المرأة في المنطقة العربية تواجه وضعا مأساويا متفاقمًا، بالأخص في فلسطين والسودان واليمن.

وأعربت المسؤولة العربية عن أملها في أن يشهد الاجتماع العالمي الجديد، المزمع عقده في الصين، طرحًا واضحًا لهذا الواقع المؤلم، وأن يقدم مطالب قوية بإحداث تطوير أساسي في البنية التشريعية الدولية، استجابة للمخاطر التي تواجه النساء يوميا جراء الحروب والنزاعات المسلحة، لاسيما من خلال وضع أطر قوية لحماية للنساء والفتيات مصحوبة بإجراءات تنفيذية رادعة وعقوبات شديدة ضد مجرمي الحروب الذين ينتهكون حقوق النساء وكرامتهن.

ونوهت إلى أن الاجتماع المقرر عقده ببكين يأتي في إطار احتفال الصين بمرور 30 عاما على مؤتمر بكين التاريخي للمرأة الذي عقد عام 1995 وصدرت عنه الوثيقة التي تشكل المرجعية الأساسية للعمل من أجل تمكين المرأة، وهي وثيقة "إعلان ومنهاج عمل بكين". كما قالت إن المنطقة العربية شاركت بقوة في ذلك المؤتمر حيث ساهمت الخبيرات العربيات في صياغة تلك الوثيقة المهمة، وإن الدول العربية، شأنها شأن باقي دول العالم، تقدم تقارير دورية عن تقدم أوضاع المرأة بها وفق المعايير التي وضعها منهاج عمل بكين.

وأوضحت الشلقاني أن الصين تساهم بشكل كبير في دعم النساء حول العالم، سواء عبر دعم الوكالة الأممية المتخصصة، أو من خلال أنشطة التدريب والتمكين، خصوصا في مجالات التعليم والتكنولوجيا وريادة الأعمال، وكذلك برامج تمويل المشاريع الصحية التي تستهدف الأمهات والأطفال.

وسلطت الضوء على أن الصين نفذت عددا من المشروعات المؤثرة في أفريقيا وآسيا، والتي ساهمت في دعم النساء المحليات في المناطق الريفية والنائية، لافتة إلى أن الصين تتبنى نهجًا عملياً لتمكين النساء على أرض الواقع في المجالات الرئيسية التي يمكن أن تحدث فرقا نوعيا في حياتهن اليومية وذلك عبر التركيز على نقل مهارات الزراعة والمهارات الفنية المختلفة وتحسين صحة المرأة والطفل.

وأشادت المسؤولة العربية بجهود الصين في تنمية المرأة وتمكينها، مبينة أن الخطاب الرسمي في الصين يؤكد على مقولة محددة مفادها أن التنمية لا تتحقق دون المرأة، وأن الجميع يجب أن يتقاسموا ثمار التنمية.

وأضافت أن النساء يلعبن دورًا محوريًا في الصناعة والزراعة، ويقمن بدور اقتصادي مهم بوجه عام، لذلك فالمرأة في الصين تعد عنصرا فاعلا ودعامة أساسية في عملية التنمية، بقدر ما تمثل أحد أهداف تلك العملية.

وتابعت الشلقاني بالقول إنه "حينما نتحدث عن فرص المرأة في التفوق وتحقيق الأحلام، فهذا بالتأكيد مرهون بتوفير السياقات الداعمة لها لكي تستطيع الموازنة بين الأدوار الكثيرة التي تؤديها".

ولفتت الانتباه إلى أنه "عادة ما يُطلب من المرأة أن تكون قوة اقتصادية داعمة، وأن تشارك مشاركة سياسية فاعلة، وأن تضطلع بمهام المواطنة كاملة، وأن تقوم في الوقت نفسه بمهام الرعاية كاملة، رعاية الأطفال وكبار السن والمرضي والأسرة بوجه عام،" مشددة على أن ذلك يحتاج إلى توفير سياسات عمل مرنة، وتنظيم رعاية تكمل وتدعم الدور الرعائي المركب الذي تقوم به النساء. واختتمت بتأكيد تطلعها إلى ثقافة مجتمعية صديقة للنساء، ومعترفة بإسهاماتهن وبأهمية دورهن في بناء المجتمع.

صور ساخنة